كيروز: من يحاول اليوم اعتقال لبنان في سجنٍ سياسيٍ وأمنيٍ كبيرٍ سيفشل حتماً في رهانه
استذكر النائب السابق إيلي كيروز في بيان تاريخ خروج سمير جعجع الى الحرية في 26 تموز 2005 بعد اعتقاله في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مدة 11 عاما. واستهل بيانه بالآتي: “أكتب للمرة العاشرة لأحفر في الوجدانين ولتبقى لنا ولأجيالنا ذاكرة. بعد اعتقال طويلٍ دامَ ٤١١٤ يوماً خرجَ سمير جعجع من زنزانة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني يومها، في ٢٦ تموز ٢٠٠٥ الى رحاب الحرية رغماً عن النظام السوري ووكلائه في لبنان”.
اضاف: “إن هذا الحدث يستوجب الملاحظات التالية: أولاً: لقد خرج سمير جعجع من الزنزانة بعد فترة “إقامة” طويلة فيها أرادها المحتل بسبب مواقفه المبدئية “التي لا يغيّرها”، وبعد أن واجه على مدى عقود مشروع السيطرة السورية على لبنان ومنع تزييف القوات وتصدّى للإساءة الى ماضيها وتراثها النضالي. ثانياً: لقد خرج سمير جعجع من الزنزانة بعد مرور ثلاثة أشهر بالتمام على انسحاب جيش الاحتلال السوري من لبنان عسكرياً وأمنياً وسياسياً ومديره في عنجر، وبعد أن استشعر الاحتلال خطورة وضعه في لبنان بعد القرار الدولي ١٥٥٩ واغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. ثالثاً: لقد خرج سمير جعجع من الزنزانة بعد إجراء الإنتخابات النيابية في حزيران ٢٠٠٥ وليس قبلها لأن السجّان أراد أن تجري الإنتخابات من دون مشاركته المباشرة وأن يُعطى الجنرال ميشال عون العائد من فرنسا كل التسهيلات وكل العدة اللازمة “لقطف الشارع المسيحي” وإثبات “تفوّقه التمثيلي” في عملية غشٍ لا مثيل لها. رابعًا: إن التحامل على سمير جعجع، في هذه الذكرى، لا يغيّر شيئاً في وضعيته كرجلٍ مقاومٍ وقائدٍ استقلالي، كما لا يغيّر في وضعية “الصغار” في العسكر والسياسة والأمن الذين تركهم الاحتلال وراءه لحليفه ليهتم بهم والذين يتجاسرون من وقتٍ الى آخر على الذبذبة. خامسًا: إن من يحاول اليوم اعتقال لبنان في سجنٍ سياسيٍ وأمنيٍ كبيرٍ سيفشل حتماً في رهانه لأن إرادة المقاومة لم تتغيّر ولأن روح الحرية ما زالت متّقدة في قلوب اللبنانيين الأحرار الذين هزموا الاحتلالات على أشكالها وسينتصرون على وصاية السلاح الإيراني. سادسًا: إن القوات اللبنانية المؤتمَنة على دماء الشهداء والقضية اللبنانية وتاريخ المقاومة ستستمر في طليعة المسيرة مع كل السياديين والسياديات وهي التي دفعت الأثمان الغالية اعتقالًا لقائدها وتنكيلاً بمناضليها وكوادرها ونسائها ومغتربيها وطلابها كي يبقى لبنان كما أراده الآباء المؤسِّسون وطن الإنسان والحرية والتعددية والكرامة والعيش المشترك”.