كنّي على خُطى عبد اللهيان
كتب طوني فرنسيس في صحيفة نداء الوطن.
يحاول علي باقري كنّي في زيارته الأولى إلى الخارج بعد توليه منصب وزير الخارجية الإيراني بالوكالة الجمع بين دورَي الراحل حسين أمير عبداللهيان كممثل للحرس الثوري في الخارجية، ودوره الذي عُرف به طوال الفترة الماضية كممثل لإيران في المفاوضات مع الأميركيين والأوروبيين بشأن الملف النووي ودور إيران في المنطقة.
اختار علي باقري لبنان محطته الأولى مع أنه أعلن السبت الماضي، وربما قبل أن يعرف المسؤولون اللبنانيون بقدومه، أنّ جولته ستشمل سوريا ولبنان. لم تعد سوريا المحطة الأولى كما جرت العادة. فبالنسبة إلى القيادة الإيرانية باتت «المقاومة الإسلامية («حزب الله») هي ركيزة الاستقرار والثبات والسلام في المنطقة». وهذا ما أكد عليه باقري كنّي إثر لقائه نظيره عبدالله بو حبيب، وتصبح زيارتها ذات أولوية مطلقة، في وقت تقف فيه معركة محور المقاومة الإيراني مع إسرائيل وداعميها على مفترق.
المفترق تجسده مبادرة الرئيس الأميركي التي يدور النقاش بشأنها الآن في إسرائيل وداخل «حماس» وتنخرط مصر وقطر ودول أخرى في العمل لتطبيقها. وكما كان عبداللهيان حاضراً في بيروت عند كل بحث في مشروع هدنة أو اتفاق، فإنّ باقري يحضّر لهذه الغاية بالذات، ولقاءاته الأهم في بيروت ليست مع الحكومة ولا حتى مجلس النواب، وإنما مع «أطراف المقاومة» الذين التقوا في طهران برئاسة قائد الحرس الثوري حسين سلامي وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني. مع هؤلاء سيعرض ممثل إيران موقف حكومته وتوجيهات قيادته، تحديداً في ضوء مشروع بايدن.
قبل مجيئه، التقى باقري الجنرال قاآني في مكتبه بوزارة الخارجية، في إشارة لتأكيد وحدة الموقف بين الدبلوماسية و»الميدان»، ولدى وصوله إلى بيروت كان المرشد علي خامنئي ينهي كلمته في ذكرى الخميني جازماً أنه «على الشعب الفلسطيني أن يأخذ حقه بيده في الميدان»، فهل يعني ذلك أن إيران ترفض تماماً مبادرة بايدن؟ وعندها ماذا ستكون عليه توجيهات الوزير الإيراني لفصائل «المحور»؟