كندا توافق على إعادة توطين أفغان محتجزين في منشأة بالإمارات

قالت سبعة مصادر لوكالة “رويترز” إن كندا ستقبل نحو ألف أفغاني فروا من بلدهم بعدما بسطت حركة “طالبان” هيمنتها عليه، وهم رهن الاحتجاز منذ شهور في مركز مؤقت للاجئين في الإمارات انتظارا لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
وأوضحت المصادر أن كندا وافقت على طلب أمريكي لإعادة توطين بعض من خمسة آلاف أفغاني لا يزالون في مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ويراجع مسؤولون كنديون الحالات الآن لتحديد أولئك الذين يستوفون معايير بلادهم المتعلقة بإعادة التوطين.
وهذه أول مرة يجري فيها الحديث عن إعادة توطين أفغان موجودين بالمنشأة في بلد لا تربطهم به صلة مباشرة، كأن يكونوا قد عملوا مع حكومته في أفغانستان.
وقالت المصادر إن معايير كندا لإعادة توطين نزلاء المنشأة تشمل الأقليات الدينية والنساء العازبات وموظفي الحكومة ونشطاء في العمل الاجتماعي وصحفيين.
وتابعت المصادر أنه إضافة إلى الألف شخص الذين ستستقبلهم كندا بناء على طلب الولايات المتحدة، من المتوقع أيضا أن تستقبل كذلك ما يقرب من 500 أفغاني آخر من المنشأة ممن لهم علاقات بكندا.
وقال مصدر أمريكي، طلب عدم كشف هويته: “هذا يحدث”، مؤكدا عملية إعادة التوطين الكندية المتوقع أن تبدأ هذا الشهر وتنتهي في أكتوبر تشرين الأول.
وردا على سؤال حول الأمر، قدمت سفارة كندا في أبوظبي بيانا من وزارة الهجرة جاء فيه أن أولوية أوتاوا هي دعم وصول المستضعفين الأفغان إلى كندا.
ولم ترد السلطات الإماراتية والسفارة الأمريكية في أبوظبي على طلبات التعليق.
وقال محمد، الذي ذكر أنه كان مستشارا قانونيا لمشروعات حكومية أمريكية في أفغانستان، لرويترز من المنشأة إنه تقدم مع أسرته بطلب لإعادة التوطين في كندا لأن البت في طلباتهم للحصول على تأشيرة الهجرة الأمريكية الخاصة استغرقت وقتا طويلا.
وأضاف محمد، في مقابلة عبر الهاتف، شريطة حجب اسمه الأخير: “نظرا للتأخير، قررنا وضع أسمائنا على القائمة”. وكغيره من الأفغان هناك، وصف الظروف في المنشأة بأنها تشبه “السجن”، قائلا: “لا حرية. لا يمكننا الذهاب لأي مكان”.
ومحمد وأُسرته من الهزارة، وهم أقلية عرقية أغلبية أفرادها من الشيعة.
ومن شأن قرار كندا قبول الأفغان أن يعجّل بإغلاق مركز اللاجئين المؤقت، على الرغم من أن المصادر تقول إن هناك زهاء ألف آخرين غير مؤهلين للانتقال إلى الولايات المتحدة وسيحتاجون إلى إعادة التوطين في مكان آخر.
ووافقت الإمارات العام الماضي على توفير إيواء مؤقت لعدة آلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم من كابول بعد أن أطاحت طالبان بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة خلال المراحل الأخيرة من الانسحاب الذي قادته الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، نُقل أكثر من عشرة آلاف من المنشأة إلى الولايات المتحدة، بينما أُعيد توطين آخرين في دول تربطهم بها صلة مثل العمل مع حكوماتها في أفغانستان.