كسبار يعلن عن مشروع تعديل لقانون المعوقين..
عقدت “لجنة حماية حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في نقابة محامي بيروت”، أمس، مؤتمرا صحافيا في مكتب نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار في قصر العدل، للإعلان عن تقديم مشروع تعديل على قانون المعوقين رقم 2000/220 بواسطة النائب جورج عدوان.
وقال كسبار: “ان تكون إنسانيا، يعني أنك تتابع مهمتك على الأرض كإنسان. ومع تمسكي بلقب نقيب القلوب الذي أطلق علي، إلا أن لقب نقيب الإنسانية الذي أطلقه علي الزميل الياس طعمة، هو بالفعل لقب كبير أتمنى ان أستحقه، وذلك بعد تشكيل لجنة حماية ذوي الإحتياجات الخاصة، ومنها التوحد”.
وتابع: “التوحد كما بأشكاله، يعرفه العلماء هو مجموعة من الإضطرابات السلوكية والتواصلية والإجتماعية التي تؤثر على التواصل مع الآخرين. يبدأ في مراحل الطفولة ويستمر طوال الحياة. وهو يؤثر على تفاعل الفرد مع الآخرين والتواصل وطريقة التعلم، حيث تظهر لدى مرضى التوحد صعوبة في فهم مشاعر الآخرين، وما يفكرون به، مما ينعكس سلبا على قدرتهم على التعبير عن أنفسهم بالكلمات أو الإيماءات أو مع تعابير الوجه”.
أضاف كسبار:”في لبنان، معظم المواطنين والمسؤولين لا يعرفون معنى التوحد. وبالتالي لا يعرفون مخاطره وأضراره مستقبلا خصوصا متى علمنا أنه لا يوجد مراكز لتأهيل المصاب بالتوحد ومساعدته. فماذا يحصل إذا فقد أهله؟ ومن يهتم به وهو بحاجة لرعاية مركزة وتقنية؟”.
وقال:”منذ تشكيلها بدأت اللجنة برئاسة الزميلة الأستاذة رانيا صفير العمل بجدية ونشاط ومثابرة. كيف لا وهي التي تعرف معنى التوحد، وما ينتج عنه من ضياع ومشاكل، وعذاب وتعب. فأقامت المؤتمرات، والدراسات إلى أن تم تقديم اقتراح القانون موضوع مؤتمرنا الصحافي اليوم، والذي يتابعه مشكورا النائب المحامي جورج عدوان بكل جدية وقناعة”.
وشرحت رئيسة اللجنة رانيا صفير تفاصيل اقتراح القانون المقدم من قبل نقابة المحامين ولجنة التشريع في النقابة ومجلس النقابة، فأشارت الى أن “التوحد آفة تصيب 60/1 شخصا تقريباً في مجتمعنا، وهو إضطراب يعجز العلم لغاية اليوم عن معرفة أسبابه المباشرة”.
ولفتت صفير الى انه في لبنان “يوجد قانون يرعى الإعاقة ويحمي المعوقين، وإنما لا يوجد لغاية تاريخه قانون يرعى التوحد الذي يختلف عن الإعاقة، المتوحد بحاجة إلى رعاية دائمة ومتابعة يومية ومستمرة، ولعل قدري أن أكون أما عاشت وتعيش هذا الوجع وواحدة منكم، وهذا الذي دفعني إلى أن أكافح لمحاولة الوصول إلى تشريع يحمي إبني وأبناءكم وينصفهم ويرفع عنهم بعض الظلم الذي لحق بهم على أن يكون هذا الأمر فسحة أمل لمستقبل أولادنا”.
وتوجهت صفير إلى كل عائلة طفل مصاب بالتوحد :”إن الأمل موجود اليوم وغدا. فالقانون المتعلق بحقوق ذوي الإحتياجات الخاصة، سيساهم عند تعديله و إقراره، في تخفيف معاناة الكثير من الأهالي الذين لا تسمح لهم أحوالهم المادية تأمين الرعاية، فنكون قد ساهمنا بإنصاف أولاد لم يشأ القدر أن ينصفهم”.
ودعت النواب إلى”دعم وتبني هذا التعديل لكي يبصر النور في القريب العاجل، من أجل ان نحمي أناسا لا تفرقهم طائفة ولا لون ولا منطقة. فالمصاب بالتوحد هو إنسان قبل كل شيء، ظلمه قدره وعليه يتوجب على مجتمعنا ونوابنا أن يرأفوا به”.
وأعلنت صفير “بادرة أمل أخرى رافقت هذه القضية، فبمسعى من الجمعية التي تعنى بالتوحد، وضعت أبرشية بيروت المارونية بشخص سيادة المطران عبدالساتر، بتصرف الجمعية قطعة أرض بمساحة 6000 متر مربع في منطقة بيت مري لانشاء مركز متخصص لايواء المصابين بالتوحد وبنوع خاص للراشدين منهم بعد غياب ذويهم، وإننا في انتظار أصحاب الأيادي البيضاء وذوي القدرة على المساعدة لوضع حجرِ الأساس لهذا المشروع الذي هو بمثابة حلم لكل أم واب وطفل مصاب بالتوحد”.
وتوجهت صفير الى رئيس مجلس النواب نبيه بري وقالت: “هناك غصة في قلوب عائلات المصابين بالتوحد وهنا نتكلم عن أكثر من 70,000 عائلة من مختلف الطوائف والأديان. دعنا تفرح قلوبهم، دعنا نتكاتف ونتضامن وإياكم لنواجه ظلم الطبيعة، ونحميهم من مسارات الحياة الشاقة، فنتعاون في إقرار قانون يرعى شؤونهم ومؤسسات تحمي إنسانيتهم”.
وختمت:”بإسمي وبإسم أعضاء لجنة حماية حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة في النقابة، وبإسم الأهالي، والجمعيات، نشكركم سعادة النقيب كاسبار على مؤازرتكم لنا وعلى انسانيتكم كما نشكر سعادة النائب جورج عدوان على تبنيه اقتراح التعديل المقدم من نقابة المحامين في بيروت، الأمر الذي سوف يساعد الكثير من العائلات التي تضم في صفوفها أطفالا يعانون من التوحد”.