كرامي: الدولة اللبنانية لا تستطيع اجراء انتخابات في ظل الظروف الحالية..
رأى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي ان “جزء كبير مما نقوم به اليوم هو غير دستوري، وطرق نحاول من خلالها إيجاد حلول للملفات المتأزمة والضرورية لحاجات الناس، مع اننا مُتمسّكون بالدستور حتى النهاية ولكننا سنصل لوقتٍ ما إن خُيّرنا بين الدستور ومصلحة الناس سنختار الناس ومصلحتها طبعاً، وإن خُيّرنا بين الدستور والوحدة الوطنية سنختار الوحدة الوطنية طبعاً، ايضاً لو خُيّرنا بين الدستور ولبنان طبعاً سنختار لبنان”.
و لفت الى ان “البديل عن الحوار الذي طرحه الرئيس بري في مجلس النواب وعن النقاش هو ما يحلم به البعض الذين يراهنون على الفتنة والتقسيم والدمّ، البديل عن الحوار هو الاحتكام الى الشارع والاحداث الامنية والغرائز والذهاب للتقسيم للأسف الشديد”.
واعتبر ان “الدولة اللبنانية لا تستطيع اجراء انتخابات في ظل الظروف الحالية لعدة اسباب اهمها الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وعلى البقاع، بالاضافة الى الوضعين الامني والاقتصادي في لبنان، وكل من يقول انه يستطيع ان يجري هذه الانتخابات لا يقول الحقيقة بل يطمح الى منصب ما، الحكومة تقول نحن جاهزون لإقامة الانتخابات وهذا الكلام غير صحيح لا في السنة الماضية ولا في هذه السنة. هل باستطاعتنا تفريغ الجيش اللبناني وكل القوى الامنية للانتشار في كل المناطق اللبنانية في ظل تهديد العدو الصهيوني بالدرجة الاولى، وفي الثانية مع وجود كل هذه الخروقات الأمنية التي تحصل ونراها بأمّ أعيننا يومياً، بالاضافة الى مشكل المراقبين والاموال اللازمة للانتخابات”.
وتوجّه كرامي الى المراهنين على الفتنة والتقسيم قائلاً: “نسمعهم يقولون بلا الجنوب وبلا البقاع، نحن نتكلم عن ثلث لبنان، وقد يقولون أيضاّ بالنسبة لهم ان الشمال يشهد القليل من المشاكل فـ (بلا الشمال) ليبقوا هم فقط، هم وأحزابهم ومناطقهم!! مع العلم اننا كلنا نعيش في بلد واحد اسمه لبنان ولا يوجد في قاموسنا كلمة مناطقنا ومناطقهم، بل لبنان الواحد بشماله وجنوبه وبقاعه وكل مناطقه، ولن ندعكم تراهنون على تقسيم البلد”.
كلام كرامي جاء خلال لقاء حاشد في منطقة كفر حبو في الضنية دعا اليه ضياء الصوان حضره ممثل النائب طوني فرنجية جرزينيو فينيانوس، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، رئيس بلدية كفرحبو صوان الصوان، مختاري كفرحبو ايوب رزق والياس البايع، الاستاذ همام سعد، الاستاذ مصطفى اسماعيل، الشيخ الياس البيطار والاستاذ شادي سعد وحشد كبير من ابناء المنطقة استهله كرامي قائلاً: “من دواعي سروري وفرحي أن أتواجد بينكم اليوم بل الفرح اليوم مُزدوج، الأول بلقاء هذه الثلة المُجتمِعة من أهالي كفرحبو والضنية بكلّ مشاربها الطائفية والمذهبية والسياسة، أمّا الثاني أن أسمح لنفسي بالترحيب بكم بين آل صوّان الذي أعتبره أنا شخصياً بيتي، فأهلاً وسهلا بكم جميعاً وشكرا لهذا اللقاء الطيب”.
وتناول كرامي الوضع السياسي في لبنان مفنّداً الحقائق امام الناس قائلاً: “أريد اليوم قول الحقيقة كما هي وبموضوعية، المشكلة الاساس اليوم في لبنان لا طائفي ولا مذهبي ولا مناطقي، المشكل في لبنان أنه ليس لدينا رئيس جمهورية الذي هو المفتاح الاساس لإدارة كل المحركات في لبنان. شرحنا منذ أيام قليلة موقفنا لسفراء الدول الخمس المشكورين الحريصين على إيجاد حل لفكفكة العقد لانتخاب رئيس للجمهورية، ولكن بالحقيقة نحن لسنا لأحد بل نحن بحاجة فقط الى تلاقي اللبنانيين وكسر الجدار بيننا الذي يصبح يوماً بعد يوماً من الصعوبة القفز عنه”.
وأضاف: “للأسف كل يوم هناك مشكلة في لبنان والحلول واضحة. الأول الذهاب مُباشرة الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية، الامر الذي تمّت تجربته على مدى ١٣ جلسة متتالية ولم نستطع الوصول لنتيجة من خلاله لسببٍ واحد وهو أنّ قانون الانتخابات الحالي أفرز مجلس نواب “بالموزاييك الحاصل” مُنقسم لأكثر من فريقين سياسيين وقد يكونوا خمس فرق او اكثر رُبّما لا يستطيعون الاتفاق بين بعضهم لـتأمين ٨٦ صوت حضور في الجلسة الأولى وصولاً لـ ٦٥ صوت وما فوق للمرشّح في الجلسة الثانية، لذلك توقّفت الأمور على ما هي عليهم”.
تابع كرامي: “الحل الثاني هو الحوار، وهو ما سآتي على ذكرت بعد قليل، اما الحل الثالث يتضمن الطرح الذي طرحته بنفسي سابقاً منذ اكثر من ٦ اسهر وهو التوجه لاجراء انتخابات نيابية مُبكرة، وحينها لم يكن قد حدث ما يحدث في غزّة والحرب في جنوب لبنان ودخول المنطقة ككل بحرب إقليمية علمنا كيف بدأت ولا نعلم كيف ستنتهي”.
وأردف: “الحل الأول الانتخاب المباشر وهو الحل المنطقي والدستوري وهو مستحيل. الحل الاخير انتخابات نيابية مُبكرة أيضاً مستحيل في الوضع الحالي وانا أقولها بصراحة بقانون الانتخابات الحالي لو حصلت انتخابات سنحصل على نفس النتائج بنفس الكتل النيابية بالزائد واحد او بالناقص اثنين من هنا وهناك”.
وأضاف: “هذا البلد بالأساس مبني على الحوار والتوافق والتعايش، وهؤلاء من يقولون أننا نخترع بدعة جديدة فليتفضلوا وليصرّحوا على مرة واحدة مرّ بها لبنان بأزمة الا وكان الخيار الوحيد للخروح منها هو الحوار! وإلا ما هي الطريقة الأخرى”؟!
وقال: “هؤلاء انفسهم بدأوا بوضع العراقيل واختراع أشكال جديدة للحوار، تارة يستبدلون اسم حوار بالتشاور، وحيناً يختلفون على اسم من سيترأّس الحوار! من هنا ظهرت أصوات مشكورة من النواب حاولوا ابتكار حلول جديدة للوصول للحوار. بعيداً عن كل ما سبق، موضوع الحوار واضح، كما دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الحل الامثل والمنطقي الوحيد، مع العلم انه ليس لصالحنا ان نضرب المؤسسة الوحيدة المُتبقية في لبنان ونشكك بها اعني بها المجلس النيابي، بالنتيجة ضرب الأسس الديمقراطية الحقيقية لبناء دولة المؤسسات والقانون وهو المخرج الحقيقي الذي من خلاله باستطاعتنا انتخاب رئيس جمهورية وتكوين سلطة”.
وأضاف: “البديل عن الحوار وعن مجلس النواب وعن النقاش هو ما يحلم به البعض الذين يراهنون على الفتنة والتقسيم والدمّ، البديل عن الحوار هو الاحتكام الى الشارع والاحداث الامنية والغرائز والذهاب للتقسيم للأسف الشديد”.
واستكمل: “نحن تاريخياً وبمقولة للشهيد رشيد كرامي الذي قال فيها (لو بقينا نحن اللبنانيين ١٠٠ سنة ليس لدينا حلّ الا بالحوار) لذلك ان كان هناك من مخرج، واذا كانت الدول العربية والإقليمية تحاول الوصول أيضاً لمخرج الطريق الوحيد للانتهاء من الازمة الدستورية الحقيقية هو الحوار”.
وقال: “جزء كبير مما نقوم به اليوم هو غير دستوري، وطرق نحاول من خلالها إيجاد حلول للملفات المتأزمة والضرورية لحاجات الناس، مع اننا مُتمسّكون بالدستور حتى النهاية ولكننا سنصل لوقتٍ ما إن خُيّرنا بين الدستور ومصلحة الناس سنختار الناس ومصلحتها طبعاً، وإن خُيّرنا بين الدستور والوحدة الوطنية سنختار الوحدة الوطنية طبعاً، ايضاً لو خُيّرنا بين الدستور ولبنان طبعاً سنختار لبنان”.
وتابع: “هناك فريق في لبنان بفترة يومين فقط تارةً يُحرّم وحيناً يُحلِّل! مثلاً، نحن اليوم أمام جلسة مطروحٌ بين بنودها بنداً يطرح التمديد للانتخابات البلدية وهو طرح غير دستوري في بلد ديمقراطي كلبنان ولكننا قد نكون للاسف مضطرين لذلك، الحكومة اللبنانية تقول نحن جاهزون لإقامة الانتخابات وهذا الكلام غير صحيح لا في السنة الماضية ولا هذه السنة. هل باستطاعتنا تفريغ الجيش اللبناني وكل القوى الامنية للانتشار في كل المناطق اللبنانية في ظل تهديد العدو الصهيوني بالدرجة الاولى، وفي الثانية مع وجود كل هذه الخروقات الأمنية التي تحصل ونراها بأمّ أعيننا يومياً؟!! وأساساً هذه القوى الامنية تشهد تقصيراً كبيراً، ففي طرابلس على سبيل المثال موجود ٢٠٠ عسكري فقط بينما المفروض وجود ٩٠٠ عسكري يومياً في المدينة الثانية! ثانياً هل المال موجود لإجراء انتخابات؟ ثالثاً ماذا عن الأساتذة التي ستراقب الانتخابات كلنا نعلم المشاكل الحاصلة بوزارة التربية ودوائرها مع الاساتذة، ولنفترض ان الدولة استطاعت تأمين كل ما سبق، هل الجيش اللبناني قادر على ترك كل ما يحدث في الجنوب لمراقبة انتخابات بكل مدينة وبكل شارع”؟!!
وقال: “لبنان اليوم هو رسمياً في حالة حرب، من دمار للمنازل وقذائف وطيران وغارات، للأسف من خلال حديثنا مع بعض الصحافيين نستنتج أن باقي لبنان غير مُدرك لما يحصل في الجنوب والبقاع، بل ونسمعهم يقولون (بلا الجنوب وبلا البقاع)!! نحن نتكلم عن ثلث لبنان، وقد يقولون أيضاّ بالنسبة لهم ان الشمال يوجد فيه القليل من المشاكل فـ (بلا الشمال) ليبقوا هم فقط، هم وأحزابهم ومناطقهم!! مع العلم اننا كلنا نعيش في بلد واحد اسمه لبنان ولا يوجد في قاموسنا كلمة مناطقنا ومناطقهم، بل لبنان الواحد بشماله وجنوبه وبقاعه، ولن ندعكم تراهنون على تقسيم البلد. بكل مناطق لبنان حائط الجامع على الكنيسة والمسيحي مع المسلم كيف يمكننا تقسيمهم؟!! كمرياطة – زغرتا / الضنية – كفرحبو!!
وأشار الى أنه “مع قدوم الازمة الاقتصادية لم تظلم فئة واحدة بل كلّنا ظُلمنا، الفساد والحرمان طالوا الجميع، وغير صحيح ان المسيحي مُحبط في لبنان، اليس المُسلم ايضاً مُحبط في لبنان؟!! والسبب ان الشعب اللبناني اجمع يعيش نفس الازمات، وبدل ان نذهب جميعنا على المسؤولين يعملون لتحريضنا على بعضنا، وهنا تحية كبيرة لـ “كفرحبو” التي تجاوزت الفتنة بأقل الأضرار التي حاولوا اقامتها على حائط الكنيسة منذ حوالي الأسبوع، وكأن شيئاً لم يكن، هذا هو اللبناني وهذه هي المدرسة التي نشرب من نبعِها، ونحن آل كرامي وتيار الكرامة سنبقى دائماً الى جانبكم بما يخدم الوطن والوطنية والوحدة الوطنية”.
ورأى أن “البلاد كلها تهتزّ اليوم جراء الحرب في غزة ومن هنا نتمنى لأهل غزة النصر لانه من الناحية الوطنية والانسانية والدينية مصلحتنا بنصرهم، والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني واللبناني غير مسبوق، ولكن هناك من يُحاول زعزعة الاستقرار في لبنان عبر خلق مشاكل داخلية بالفتن والتحريض والدعوة الى التقسيم، وآخرها تحريك ملف النازحين السوريين، الذي كنا قد قانا من سنة ٢٠١١ أن هذا الملف يلزمه علاج وحلّ، تغيّرت رهاناتهم من حينها لليوم، فهم يريدون إحداث مشكل في هذا الملف لتفجير الوضع الداخلي في لبنان، ولكن على الدولة اللبنانية حل هذا المشكل ولا يمكنها الاستمرار بالاتكال على وعي اللبنانيين لكثرة الحوادث التي تحصل وقد تكون من بينها حوادث شخصية لا يحمد عقباها.
وانا قلتها المرة السابقة، في طرابلس خلال شهر رمضان فقط في ٣٠ يوماً حصل ٩٠ حادث امني!! ويقولون لك بإمكانهم إقامة انتخابات بلدية”!!
وختم: “لذلك الوعي والوحدة الوطنية والتآلف مطلوبين، وهذا اللقاء يُثبت اننا ابناء بلد واحد وما يصيبكم يصيبنا، بالتوفيق دائماً وسنبقى بجانبكم. نحن قدّمنا الدماء كرمى الحفاظ على وحدة لبنان، وسنضحّي أيضاً بالدم للحفاظ مجدداً على وحدة لبنان لان هذا البلد بلدنا”.