كامالا والفشل بالانتخابات
كتب يعقوب يوسف العمر في صحيفة القبس.
ان فشل كامالا هاريس ونجاح ترامب وذلك بالانتخابات الرئاسية الامريكية، لهما عدة اسباب، بعضها من كامالا نفسها ولم تكن عفوية حدثت وفق قول المثل القائل «جنت على نفسها براقش»، سوف اذكر في ما بعد لماذا ذكرت هذا المثل! اولا خبرة ترامب الطويلة بالسياسة اعطته كيف يرتب حملته الانتخابية وادارها باقتدار واهم شيء في الامر عرف كيف ينسقها حول المجتمع الامريكي والذي هو من جنسيات مختلفة واستطاع ان يتواصل مع مختلف الاعراق ومن اصول مختلفة، حيث تواصل مع الجاليات العربية وغيرها ويحضر اليهم الى مدنهم ويسأل عن همومهم ومطالبهم وكان مطلب العرب الاول هو وقف اطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاسلحة عن اسرائيل، يقول احدهم انه حضر الينا الى ولاية ميشيغان ثلاث مرات واجتمع معنا فكان دائماً يقول في كل مرة لا يمكن ان تحصل حروب في عهده، والتي حصلت سوف يطفيها. اما كامالا فكانت حملتها الانتخابية تختلف عنه، فلم تهتم بالاقليات الاخرى من عرب وغيرهم. يقول احد الاشخاص العرب الامريكان المتابعين للانتخابات الرئاسية الامريكية من ولاية ميشيغان: طلبت من احد الاشخاص المسؤولين عن حملة كامالا ان يحدد لنا موعداً معها لكي نعرض عليها مطالبنا، فقلت له مطالبنا ثلاثة، اولاً وقف اطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاسلحة الكثيرة التي تصل الى اسرائيل ونريد كذلك الجلوس معها لكي نعرف سياستها الخارجية نحو كثير من القضايا، علماً بان ميشيغان من الولايات المتأرجحة والتي ممكن تحدد الفوز للرئيس، يقول صاحبنا: جاءنا الشخص مرة ثانية واخبرنا بان كامالا لا تريد توقف الحرب ولن توقف السلاح وهي لا تريد الجلوس معكم ولا تريد اصواتكم، يقول من تلك الاجابة المستفزة اغضبتني واغضبت جميع العرب في ميشيغان والولايات الاخرى، فقرر صاحبنا ان يعمل لها دعاية مضادة وذلك من الكلام المستفز الذي بدر منها، فان كثيرا من الاصوات العربية قد تحولت من الديموقراطيين الى الجمهوريين من ذلك التصرف، انا قلت ذلك المثل، عكس حملة ترامب، حيث ان اول مرة ترامب طلب لقاء أئمة المساجد في امريكا، حيث اجتمع معهم وذلك بلباسهم الازهري وهذا يحدت لاول مرة في الانتخابات الامريكية، وان في حملته الانتخابية كثيراً من الامريكان من اصول عربية وعلى رأسهم الدكتور مسعد بولص وهو شخص لبناني الجنسية ومستشاره الخاص وفي نفس الوقت مقرب اليه كثيرا، حيث ان بنت ترامب الثانية متزوجة من ابن السيد مسعد. ومن اداء كامالا وحملتها السيئة حيث ان اصوات كثيرة كانت بالماضي تذهب الى الحزب الديموقراطي وتلك الاصوات قد ذهبت الى ترامب، وكذلك كثير من الامريكان الافارقة اعطوا اصواتهم الى ترامب، وكان عقاباً منهم وذلك عندما كانت كامالا مدعية عامة فكانت قاسية جداً عليهم وذلك بالاحكام، وهذا عقاب منهم لها، فانهم لم ينسوا تلك القساوة وذلك منذ سنوات طويلة وجدوا الوقت المناسب الذي يعاقبونها فيه، ولقد تم لهم ذلك، واخيراً نقول ان ترامب نجح نجاحاً ساحقا وذلك بالاضافة الى ان الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنواب اصبح يتبع الحزب الجمهوري، فهو الان يملك اكبر سلطة على هذه الارض لم يكن قد حدثت من قبل في امريكا. واخيراً نقول، لا ترامب ولا اي رئيس امريكي اخر الا ويحط مصلحة اسرائيل فوق اي اعتبار، اتحدى اذا يستطيع ترامب او غيره ان يطبق اي قرار اممي على اسرائيل. او يمنع السلاح عنها، طبعاً هذه امور مستحيلة. لا ننسى ان ترامب قد اعطى الجولان السورية لاسرائيل كانها اقطاعية ورثها من جده، واخاف ان يعطي الضفة الغربية لاسرائيل لان اليمين المتطرف يطالب بها ويدعون انها ارض اسرائيل، وانا خايف ان يسويها، ولا ننسى انه نقل السفارة الامريكية الى القدس تحديا للعرب، هذا اللي عمله في حكمه السابق وما ندري ماذا سوف سيهدي اسرائيل في حكمه الجديد من اراض عربية؟ نعم فان جميع الرؤساء الامريكان هم في خدمة الصهاينة.. يقولون قبل النجاح واذا نجحوا لا يفعلون.