أبرز

كابوس لم ينته بعد

لقي ما لا يقل عن واحد وعشرين ألف شخص مصرعهم في تركيا وسوريا بعد أقوى زلازل ضرب المنطقة منذ ما يقارب القرن، وملايين المشردين. إذ قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص الذين يمكن أن يتأثروا بالزلازل المختلفة بنحو 23 مليونا، ووعدت بدعمها طويل الأمد بعد إرسال المساعدات إلى الطوارئ.

ولم يتوقف رجال الإنقاذ والدفاع المدني الأتراك ورجال الإطفاء السوريون وغيرهم من البلدان منذ صباح الاثنين في محاولة لانتشال أي ضحايا من تحت الأنقاض. هذا على الرغم من الظروف الجوية الصعبة، لكن الآن أمل أن ينجو أي شخص بات مستحيلا أو ربما أعجوبة.

فيما البيت الأبيض أيضا صرح أنه سيتم إرسال 85 مليون دولار من المساعدات إضافة إلى 79 عامل إنقاذ إلى البلدين. أما الصين، أعلنت عن إرسال مساعدات قيمتها 5.9 مليون دولار، بما في ذلك رجال إنقاذ متخصصون في المناطق المنكوبة، وفرق طبية ومعدات طوارئ. وعرضت 45 دولة تقديم المساعدة لتركيا.

أما البلد الجار لبنان الذي تضامن مع سوريا وتركيا رسميا، معنويا وماديا عبر إرسال قوافل المساعدات من الدول الشقيقة متواصلة على الدوام.

كل شيء يشير إلى أن الحصيلة يمكن أن تزداد سوءا، في بلادهم وفي بلادنا، ففي لبنان، نحن رهائن لقادة متلاعبين أغرقوا البلاد في الهاوية. الغريب أن قسما كبيرا من اللبنانيين يصرون على إظهار سذاجة لا تصدق في وضع ثقتهم في السياسيين الذين هم من هندسوا مآسيهم وأحزانهم. فيمشون مثل المخلوقات المسحورة، لا يحلم الأتباع المخلصون أبدا بالتشكيك في آراء وإخفاقات قادتهم. لكن كيف تمكن هؤلاء السياسيون عديمو الضمير من الاستمرار في ضخ مصالحهم الشخصية بقوة في وجه البلاد والمواطنين؟

قد لا يبدو الوضع مريحا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي تم حظره عن الرئاسة في اجتماع باريس الخماسي، إذ أن مصدرا ديبلوماسيا في العاصمة الفرنسية كشف لل “ام تي في” أن المجتمعين تداولوا باسمي المرشحين الأبرزين لرئاسة الجمهورية واللذين لم يعلنا ترشحهما رسميا، الأول مدني والثاني عسكري. وقد اتفق المجتمعون على أن المرشح الاول لا يستوفي المواصفات المطلوبة للمرحلة الحالية، في حين ان الثاني يملك هذه المواصفات.

في ظل هذه الخلفية القاتمة للغاية، ربما لن يكون هذا الاجتماع الأول ولا الأخير للدول الخارجية القلقة بشأن مصير لبنان العالق في دوامة دولية وإقليمية. الشعب اللبناني من جهته سئم منه منذ زمن طويل، إذ أنه احتفل الأمس بعيد مار مارون بصمت ضحايا زلزال تركيا_سوريا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى