قيومجيان: لن نعيش ذميين لا بذمة أحد ولا بحماية أحد!
أكد رئيس جهاز العلاقات الخارجية في “القوات اللبنانية” الوزير السابق د. ريشار قيومجيان أنه “بعد 109 سنوات على الابادة الأرمنية والسريانية تُحي “القوات” ذكراها لأنها حقيقة تاريخية وواقعية وإنسانية دامغة”، مضيفاً: “لن ننسى المليون ونصف مليون شهيد أرمني ومئات الاف الشهداء السريان والاشوريين والكلدان. كما لن ننسى حكماً شهداء جبل لبنان الذين كانوا ضحية محاولة كسره عبر التجويع حيث سقط نحو مئتي الف من أبنائه. لذا عسى ان يتم العمل على الإقرار بالحقيقة التاريخية للإبادة في جبل لبنان”.
وذكر قيومجيان أن “لبنان البلد الوحيد في الشرق حيث المسيحي فيه ليس مواطناً درجة ثانية لا بل يتمتّع وسيبقى يتمتّع بكامل حقوقه السياسية والثقافية والاجتماعية”، مشيراً الى أن “الصراع في عمقه على هذا اللبنان ولن نسمح لهم ان يسلبوه منا أو ان يغيّروا هويته” مؤكّداً: “لبنان لن يتحوّل الى ولاية فقيه او الى خلافة اسلامية. لمن يخيرنا أما تنصاعون لإرادتي بشن حرب او السير بالسلم أو مصادرة قرار الدولة متى أشاء أو إرحلوا نقول له مخطئ بالعنوان. نحن باقون ولن نهاجر ومن يريد النموذج الايراني او الخضوع للنفوذ الايراني ليرحل ببساطة الى إيران”.
كلام قيومجيان جاء خلال تمثيله جعجع في اللقاء الذي نظمته منسقيتا “القوات” في بيروت والمتن إحياء لذكرى الإبادة الأرمنية ومجازر سيفو في مسرح بلدية “الجديدة – البوشرية – السد”.
قيومجيان إستهل كلامه بالقول: “بادئ ذي بدء، أنقل لكم تحيات رئيس حزبنا الدكتور سمير جعجع الذي شرّفني فكلّفني أن أمثّله وأشكركم على المشاركة وأخصّ بالذكر ممثلي بطريركي الارمن الارثوذكس والكاثوليك وسيادة مطران السريان الارثوذكس جورج صليبا. كما أنقل تحياته الى الرفاق القواتيين من أصل أرمني والقواتيين السريان والكلدان والاشوريين والى الاحزاب الصديقة الحاضرة معنا اليوم. ليكن معلوماً نحن لن نعيش ذميين، لا بذمة أحد ولا بحماية أحد ولا تحت وصاية أحد”.
تابع: “نلتقي اليوم تحت عنوان “النسيان مجزرة”، وبالتأكيد لن ننسى المليون ونصف مليون شهيد أرمني ومئات الاف الشهداء السريان والاشوريين والكلدان. كما لن ننسى حكماً شهداء جبل لبنان الذين كانوا ضحية محاولة كسره عبر التجويع حيث سقط نحو مئتي الف من أبنائه. لذا عسى ان يتم العمل على الإقرار بالحقيقة التاريخية للإبادة في جبل لبنان. “القوات” وعلى رأسها الدكتور جعجع مؤمنة أننا جميعاً كلبنانيين وكمسيحيين بمن فيهم الأرمن والسريان والكلدان والأشوريين، جميعنا ابناء قضية واحدة”.
أردف قيومجيان: “نعم، إنسان واحد وقضية واحدة ومستقبل واحد. المعاناة التي نعيشها اليوم تشملنا جميعاً من الهجرة والنزف الديمغرافي الى الانهيار الاقتصادي والتخبط السياسي. إنها قضية وإيمان وطريقة عيش وعبادة الله على طريقتنا كما كرّر مراراً البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. أزيد هي عبادة الله على طريقتنا كيفما شئنا وأينما شئنا ومتى ما شئنا. لن نستطيع ان نمنع بعضهم من أن يكون ذمياً حيناً لدى النظام السوري وحيناً لدى “حزب الله”. لكن ليكن معلوماً نحن لن نعيش ذميين، لا بذمة أحد ولا بحماية أحد ولا تحت وصاية أحد”.
كما شدّد أنها “قضية وجود حر وكريم وفاعل بكل ابعاده السياسية والاجتماعية والدينية والثقاية والاقتصادية. انها قضية حرية الانسان الشخصية الانسانية الكيانية كما وصفها المفكر شارل مالك. الحرية حق طبيعي لا بل إلهي، وهي تنطبق على حرية الجماعة. نحن كجماعة إرتضينا العيش بمسؤولية تحت سقف دولة قانون هي وحدها من يضمن الحقوق والواجبات لكل الناس. نريد عيش الوجود بكامل حريتنا وكرامتنا”.
كذلك، أشار الى أنه “بعد 109 سنوات على الابادة، نحيي ذكراها لأنها حقيقة تاريخية وواقعية وإنسانية وقانونية دامغة”، مضيفاً: “برلمانات عدة في العالم من أوروبا الى أميركا إعترفت بحصول هذه الابادة بحق الشعوب التي كانت ضحيتها. إعترفت تركيا أو لم تعترف، إرتضت أن تعوض أو لا، أقرّت بها بعض الدول أو لا، ليس هنا “بيت القصيد” رغم مطالبتنا الدئمة بذلك. صحيح أن عزاءنا غير مكتمل و”العزاء غير المكتمل” لا يتم عند اهل الضحايا إلا متى تم إعتراف المرتكب أو إعتذاره، للأسف تركيا لم تقم بهكذا خطوات حتى اليوم. إن “بيت القصيد” أننا مستمرون كل سنة، كل شهر وكل يوم بإستذكار شهدائنا والصلاة لهم والمطالبة بإحقاق الحق”.
تابع قيومجيان: “ربما استرداد الاراضي والاملاك مسألة صراع تاريخي غير متاح حالياً لكن الاعتراف ممكن رغم علمنا ان الجيل التركي الحالي غير جاهز. لكن لا بدّ أن يكون هناك يوماً ما جيل تركي يعترف بعقلانية وجرأة بما إرتكبه أجداده العثمانيون من جرائم، إذ إن الحكم إستمرارية وفق القانون الدولي. هذا ما فعله الالمان حين إعترفوا بـ”الهولوكوست” وما فعله البابا رأس الكنيسة الكاثوليكية حين إعترف بوقوع أخطاء خلال الحروب الصليبية”.
قيومجيان الذي إعتبر أن كل القصة بدأت على قمم جبالنا من جبل آرارات الى جبل “طور عبدين” الى سلسلة جبال طوروس إلى جبل لبنان وعرض للأهمية التاريخية لكل منها، قال: “للأسف نحن مسيحيو هذا الشرق المعذّب لم يبق لنا من كل هذا الشرق الا جبل لبنان – وأعني به شكله الحالي أي لبنان الكبير من رميش وعين إبل الى القبيات وعمار ومن رأس بيروت إلى راس بعلبك والقاع وما يمثله لبنان من واحة حرية وملاذ وأمان”.
وتوجه ممثل الدكتور جعجع الى اللبنانين الذميين الذين يرتضون ان يعيشوا ذميين بحماية حزب او نظام – حيناً تحت حجّة حلف الاقليات او تحت حجّة الانتماء لمحور الممانعة – فقال لهم: “ربما ستفوزون بقليل من السطة ولكن ستخسرون كرامتكم وسيادة بلدكم”.
ختم قيومجيان: “اما نعيش جميعاً كلبنانيين بشروط الوطن والكيان والدولة اللبنانية تحت سقف العدالة والمساوة وسلطة القانون او لبنان لن يعود لبنان. نحن باقون هنا، ولدنا هنا، نحيا هنا ونموت هنا. كالزنبق ننبت في دفئ ربيع لبنان الغالي ونموت في صقيع صنين واودية القديسين حباً بلبنان ودفاعاً مستميتاً عن لبنان. باقون هنا لأننا ابناء 24 نيسان ولأننا أيضاً أبناء 21 نيسان حيث لا خوف ولا إستسلام بل إنتصار للحق والحقيقة”.