قوى التغيير قد تحصد 23 مقعداً نيابيّاً؟
كتب مهدي كريم في “النهار”: وقّع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب في الـ15 من أيّار للمُقيمين، وفي الـ12 من أيّار للموظّفين، وفي 6 و8 أيّار لغير المُقيمين. وبانتظار تشكيل هيئة الإشراف على الانتخابات ورصد الاعتمادات اللازمة للعملية الانتخابية، أطلقت القوى السياسيّة المختلفة ماكيناتها الانتخابية تحضيراً للاستحقاق الانتخابي.
وبدأت المنصّات الانتخابيّة لما يٌسمى بـ”قوى التغيير”، تفعيل العمل والتواصل مع مختلف المجموعات في محاولة لتشكيل لوائح موحّدة في جميع الدوائر.
رغم الجدل الذي يُثار حول استخدام اسم “نحو الوطن” بعد إعلان عن الدمج مع “كلنا إرادة”، عقد ناشطون من “نحو الوطن”، وهم رافضون لعملية الدمج المذكورة، اجتماعاً موسّعاً الأربعاء الماضي، بعيداً من وسائل الإعلام، بحضور 103 مجموعات من جميع المناطق اللبنانية لعرض نتائج استطلاعات الرأي، التي أجراها مدير شركة “ستاتيستكس ليبانون” ربيع الهبر لصالح المنصّة. وقد بيّن الاستطلاع، الذي أجري بطريقة مباشرة مع المواطنين، وشمل 27 ألف شخص، أن قوى التغيير منفردة تملك 23 حاصلاً انتخابيّاً. وقد عرض الهبر بعض هذه الحواصل، مثل حصول هذه القوى على مقعد في دائرة صيدا، 3 مقاعد في عكّار، مقعدين في طرابلس، مقعدين في بعلبك – الهرمل، مقعد في صور – الزهراني، مقعدين في الشوف – عاليه، أما المنطقة الوحيدة التي لم تحصل قوى 17 تشرين على أيّ حاصل فيها فهي المتن.
وقد شدّد الهبر على أن نتائج الإحصاءات تُبيّن أنّ معظم الخروقات الانتخابية ستكون في الدوائر ذات الأغلبيّة السنيّة، على خلاف ما هو شائع بأنّ قوى التغيير ستتمكّن من الحصول على أعلى نسبة حواصل في الدوائر ذات الأغلبيّة المسيحيّة.
في حديثها لـ”النهار”، تُوضح الناشطة في “نحو الوطن” رندلى بيضون بأن هذه الإحصاءات “بيّنت أهميّة خوض المعركة الانتخابية بلوائح موحّدة للقوى التغييرية والأحزاب الناشئة”.
تُضيف بيضون أنّ بناء لوائح مشتركة مع الأحزاب التقليديّة المعارضة لن يفيد في زيادة الحواصل، بل المرجّح أن يؤدّي إلى عدم مشاركة عدد كبير من المقترعين المؤمنين بالتغيير.
وتُشدّد بيضون على أن “نحو الوطن” لن تتدخّل في عمليّة تشكيل اللوائح، وإنما القوى التغييرية هي من يعمل على بناء هذه اللوائح، ضمن ائتلاف انتخابيّ وطنيّ، تحت اسم موحّد في المناطق كافّة”.
لكن وجهة نظر منصّة “كلّنا إرادة” تختلف جذرياً في مقاربة هذا الملف، إذ تشرح المديرة التنفيذيّة للمنصّة ديانا منعم بالقول إنّ “”كلّنا إرادة” لا تعترض على أيّ تحالف انتخابيّ مع القوى التقليديّة بشرط أن تكون مجموعات 17 تشرين هي من قرّر بناء هذا التحالف”، مشدّدةً على أن “دعم المنصّة سيصبّ لصالح المجموعات التغييرية، وإن كان ذلك سيؤدّي إلى دعم القوى التقليدية بطريقة غير مباشرة”.
تنفي منعم وجود مبادرة لتوحيد المنصّتين “إذ إنّ الدّمج قد جرى بين أعضاء مجلس الإدارة باستثناء شخصين هما رندلى بيضون وعلي عبد اللطيف اللذين قرّرا عدم الانخراط فيه، وبات مجلس الإدارة الجديد يضمّ 7 أعضاء من “كلّنا إرادة” و7 من “نحو الوطن”، وعضو واحد اتفق عليه الطرفان”. وأضافت منعم: “ثمّة مشكلة متعلّقة باستخدام بيضون وعبد اللطيف لاسم “نحو الوطن”، ونحرص على حلّ هذه المسألة بطريقة وديّة”.
ثمّة نقطة مشتركة تحرصان على تأكيدها، وهي ضرورة تشكيل لوائح موحّدة في الدّوائر كافّة، “وإلا نكون قد قدّمنا هدية للسّلطة”، بحسب بيضون. وهناك مسعى للتوافق على آليّة تهدف إلى تقريب وجهات النظر، وتفادي تركيب أكثر من لائحة في أيّ منطقة. كذلك، تؤكّد بيضون وجوب أن تكون هذه اللوائح الموحّدة مدعومة من قبل المنصّتين كلّ حسب مجال عمله، و”توزيع الأدوار في ما بيننا ليصبّ عملنا في دعم نفس اللوائح”.
في المقابل، لا تتبنّى منعم هذا التوجّه، ولكنّها تؤكّد حرص “كلّنا إرادة” على منع وجود أيّ أمر قد يؤثر سلباً في تشكيل اللوائح، “وفي حال استمرار منصّة “نحو الوطن” فلن يكون لدينا أيّ مشكلة، بل سننسّق مع المجموعات منعاً لوقوع أيّ تضارب مصالح”.