خاصأبرزرأي

قمة بايدن – ماكرون في “النورماندي” لن تنتج رئيساً للبنان

حسين زلغوط، خاص_ موقع رأي سياسي:

تنعقد في السابع من هذا الشهر القمة الأميركية – الفرنسية بين الرئيسين جو بايدن وايمانويل ماكرون اي في اليوم التالي للاحتفال الذي سيحصل يوم الخميس في ذكرى إنزال “النورماندي” حيث من المقرر أن يبقى الرئيس بايدن في باريس اربعة أيام بعد الاحتفال السنوي الذي تقيمه فرنسا بمناسبة نزول الحلفاء على شاطيء النورماندي لمساعدتها على التخلص من النازية.
وهذه القمة بالتأكيد ستكون متخمة بالملفات الملتهبة التي تبدأ بالحرب الروسية – الأوكرانية، مروراً بالحرب الاسرائيلية على غزة، والمسألة الصينية، وسيكون الى جانب هذه الملفات، الملف اللبناني الذي ينتظر ان يطرحه الرئيسين على الطاولة كلٌ من زاوية مصالحه الخاصة، فالرئيس الأميركي آخر همه ان كان في لبنان رئيسا للجمهورية أم لا، وهو سيقارب الملف اللبناني من باب الوضع على الحدود حيث تشهد حرباً حقيقية بين “حزب الله” واسرائيل، وكما هو معلوم فان واشنطن لا ترغب بتوسعة هذه الحرب وهي لذلك تسعى لرسم الحدود البرية وتنفيذ القرار 1701 بالكامل وان تم ذلك على مراحل، وان بايدن سيطلب مساعدة فرنسية في هذا الاطار.
اما الطرح الفرنسي للملف اللبناني فهو سينطلق من السعي الفرنسي لاستعادة شيء من الحضور على الخارطة الدولية إثر سلسلة خسارات في أفريقيا ووسط التحديات الروسية في أوروبا. وقد يكون هذا العامل هو الذي يعمل لصالح إبقاء الملف اللبناني على الطاولة من مختلف جوانبه ان على مستوى الرئاسة او الوضع المتفجر في الجنوب الى جانب الاوضاع الاقتصادية المتدهورة، وبالطبع سيدلي الرئيس ماكرون بدلوه في ما خص الوضع اللبناني، وهو سيطلع الرئيس بايدن على آخر الطروحات التي بحثها الموفد الرئاسي جان ايف لودريان مع المسؤولين اللبنانيين والتي ارتطمت بجدار عال من الخلافات الداخلية.
صحيح ان الملف اللبناني سيكون له حصة وافية في المباحثات بين بايدن وماكرون، وينتظرأن يسعى الفرنسيون والأميركيون إلى التنسيق في ما بينهم، بخصوص ملء الفراغ الرئاسي المتواصل منذ شهور طويلة، وكذلك في ما خص الوضع في الجنوب، الا ان هذا لا يعني ان الرجلين سينجحان في ابتداع الحلول للأزمات الموجودة واسقاطها على القوى السياسية لترجمتها على ارض الواقع، فالمعطيات الموجودة ان في لبنان او على مستوى المنطقة غير مشجعة، ولا تدفع باتجاه التفاؤل بامكانية ان تحقق هذه القمة، ما لم تستطع اللجنة الخماسية والموفدين الذين زاروا لبنان تباعا منذ بدء الأزمة الرئاسية تحقيقه.
وعليه فان مصادر نيابية لها علاقاتها السياسية مع مسؤولين فرنسيين تدعو عبر موقع “رأي سياسي” الى عدم الإفراط في التفاؤل في ما ستخلص اليه قمة بايدن – ماكرون بشأن لبنان، فالرئيسين سيقاربان الوضع اللبناني بالتأكيد، لكن لبنان سيكون نقطة في بحر الملفات التي ستطرح، ولولا الوضع في الجنوب والسعي الأميركي لتهدئته، ليس حباً بلبنان بل خوفا على أمن اسرائيل وسعيا لإعادة المسوطنين الى شمال اسرائيل لما كان بايدن أتى على ذكر لبنان في خضم تقلب المنطقة على صفيح ملتهب، فالاميركي يصب اهتمامه على مراقبة المارد الصيني على كافة المستويات، ويتابع عن كثب مجريات الاحداث في اوكرانيا والحرب على غزة، وبالتالي فان الرئاسة في لبنان حصلت أم لم تحصل لا تعنيه على الإطلاق، وان طرح الملف اللبناني سيكون فرنسيا، علّ الرئيس ماكرون الذي أصيب بخيبة أمل كبيرة من نتائج موفده جان إيف لودريان الأخيرة الى لبنان أن يحصل على دعم أميركي للمساعدة بأي طريقة على أنجاز الاستحقاق الرئاسي في ظل القلق الذي ينتاب باريس من الحالة التي وصل اليها لبنان على كافة الصعد.
وفي تقدير المصادر ان الأفق الرئاسي المقفل داخليا لن يجد ظالته في قمة “النورماندي” التي ربما يتضمن بيانها الختامي دعوة لتهدئة الجبهة الجنوبية وانه في حال ذكر الملف الرئاسي فانه سيكون من باب حث الأطراف اللبنانينة على انجاز هذا الاستحقاق، من دون تقديم أي محفزات على هذا الأمر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى