قمة الدوحة اليوم .. إجماع على إدانة إسرائيل وغطرستها

توافق وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية، أمس الأحد، في الاجتماع التحضيري للقمة المنتظرة اليوم الاثنين، على نص بيان القمة العربية والإسلامية تمهيداً لرفعه إلى القادة، وسط توقعات باتخاذ مجموعة من الإجراءات لكبح الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة، ولاسيما الاعتداء على الدوحة.
وأشارت مسودة بيان القمة إلى أن العدوان على قطر يهدد كل ما أنجز نحو علاقات مع إسرائيل ويقوض فرص السلام والتعايش. وذكرت أن «العدوان الإسرائيلي على قطر وجرائم الإبادة الجماعية تقوض فرص تحقيق السلام»، كما شددت على «ضرورة الوقوف ضد مخططات إسرائيل لفرض واقع جديد بالمنطقة». وأعرب مشروع البيان عن دعمه «للجهود التي تبذلها الدول التي تقوم بدور الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة»، فيما رحب بـ«اعتماد الجمعية العامة إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين».
وكان الاجتماع التحضيري قد أكد أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والإسلامي، معتبراً أن الاعتداء على الدوحة يستدعي الردع. ودعا رئيس وزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، إلى معاقبة إسرائيل واتخاذ «إجراءات حاسمة» لوقف غطرستها. ووصف، في كلمته خلال خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية الإسلامية التي تستضيفها الدوحة اليوم، الهجوم الإسرائيلي على بلاده، الثلاثاء الماضي، بأنه «إرهاب دولة»، داعياً إلى «عدم السكوت أو التهاون أمام هذا الهجوم البربري».

وشدد وزير الخارجية القطري، خلال كلمته على أن «ممارسات إسرائيل لن تثني» قطر، عن مواصلة جهودها مع مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مندداً بالهجوم الإسرائيلي الذي تزامن مع استضافة الدوحة لمفاوضات غزة.
وتابع أن «دولة قطر لن تتهاون مع أي اختراق لسيادتها أو تهديد لأمنها، فالسيادة القطرية مسألة لا يمكن التجاوز عنها أو التجاوز فيها، وأننا سنواجه أي تهديد لنا بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي».
وأشار رئيس وزراء قطر إلى أن «الاعتداء على سيادة دولة قطر يعد خرقاً صريحاً للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة وخاصة الفقرة الرابعة، والتي تحظر استخدام القوة ضد سلامة الدول أو استقرارها السياسي»، مطالباً المجتمع الدولي، بـ«التوقف عن الكيل بمعايير مزدوجة» في ما يخص إسرائيل.
وشدد على أن «إسرائيل يجب أن تعلم أن حرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني التي تستهدف نزعه من أرضه وتهجيره قسراً من وطنه لن تفلح مهما ردت من مزاعم لتبريرها».
وتابع أن «المجتمــع الدولــي يرفــض الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني، ويكشف ذلك رفض الاحتلال المقترح تلو الآخر لوقــف إطــلاق النــار في غـــزة، وتعمــــد توسيع دائرة الحــرب، معرضــاً شعوب المنطقة جميعاً بما فيها شعبه إلى وضع بالغ الخطورة»، مشدداً على أن هذه المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام والاستقرار من دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967.
من جهته، ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال كلمته ـــ في الاجتماع التحضيري للقمة ـــ بالعدوان الإسرائيلي على قطر، واعتبر أن التخاذل والصمت الدولي المشين على جرائم الاحتلال، يشجعانه على مزيد من الجرائم والإفلات من العقاب، مضيفاً: علينا جميعاً التركيز على وقف الآلة الإجرامية الإسرائيلية عن الحرب المشينة (حرب غزة). وأضاف أبو الغيط أن العدوان الإسرائيلي على قطر جمع بين الجبن والغدر والحماقة، مشدداً على أن رسالة قمة الدوحة هي التضامن العربي والإسلامي الكامل مع قطر في مواجهة العدوان.
بدوره، شدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد إسرائيل بسبب عدوانها على قطر، معرباً عن تضامن المنظمة مع دولة قطر بعد الانتهاك الإسرائيلي الإجرامي.
وقال طه، في كلمته، إن كافة أعضاء المنظمة ووزراء الخارجية يؤكدون تضامنهــم مع دولة قطر ضد هذه الانتهاكات، وتوحيد الجهود لمواجهة هذه التحديات التي تواجه المنطقة.
وأشار إلى أن استمرار هذا الإرهاب بحق الشعوب يتطلب منّا الكثير من القرارات من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لوضع حد لهذا العدوان والاستيطان الإسرائيلي، وتفعيل حل الدولتين، موضحاً أن كافة أعضاء المنظمة مقتنعون بضرورة تعزيز التعاون العربي الإسلامي. ووجه طه التحية لوزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي لجهودهم من أجل انعقاد هذه القمة، مؤكداً الالتزام بالقرارات التي سيتم اتخذها في هذه القمة، لمواجهة التحديات ودعم دولة قطر. (وكالات)