قمة الحكومات

كتب جمال الدويري, في “الخليج” :
العالم بكامل تفاصيله في الإمارات، هذا هو حال الدولة خلال هذا الأسبوع حيث تشهد فعاليات القمة العالمية للحكومات في دورتها ال 12، بحضور دولي مميز، ومتزايد عاماً بعد عام.
للقمة التي انطلقت قبل 12 عاماً قصة من النجاح والتحدي، فقد كانت في دورتها الأولى قمة محلية، وكان قرار عقدها مرة كل عامين، حيث بدأت الدورة الأولى عام 2013، بمشاركة 150 خبيراً دولياً، وشهدت 30 جلسة حوارية وورشة، وحضرها 300 مشارك، وعدد كبير من المسؤولين والخبراء الدوليين.
ولأن استشراف المستقبل يبدأ من الإمارات، فقد استشرف القائمون على القمة أنها ستكون حدثاً عالمياً واستثنائياً، فوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 9 إبريل 2013 بتنظيم القمة الحكومية بشكل سنوي.
الدورة الثانية، التي أقيمت عام 2014، جمعت 60 متحدثاً من كبار الشخصيات العالمية تحت شعار «الريادة في الخدمات الحكومية»، وشكلت منصة لاستكشاف رؤى مستقبلية في الانتقال إلى حكومات ذكية. كما استهدفت القمة تحسين مستوى الخدمات الحكومية لتلبية تطلعات المجتمع في المستقبل.
وتحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» عقدت القمة الثالثة أعمالها، وكانت استثنائية بمشاركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وكلمته التي أضاءت القمة بصدق لهجتها، وعمق أبعادها، وحققت نجاحاً كبيراً ومشاركة من حكومات 93 دولة، ونحو 4 آلاف مشارك و100 متحدث.
في الدورة الرابعة، شهدت القمة تحولاً ملحوظاً بتحويلها إلى مؤسسة مستقلة تعمل على مدار العام، بدلاً من أن تكون مجرد حدث عالمي مؤقت، وجاء هذا التغيير ليعكس توسيع نطاق القمة، التي أصبحت منبراً لاستشراف المستقبل وأطلقت في تلك الدورة جائزة «أفضل وزير في العالم»، تكريماً للإنجازات الاستثنائية.
وهكذا كانت القمة عاماً بعد عام، إلى أن وصلت إلى أن تكون «دافوس العرب»، ومحط أنظار العالم بأسره، حيث ينتظر انعقادها، وبرامجها، وما يطرح خلالها من أفكار ورؤى تخدم البشرية وتستشرف المستقبل.
في قمة غدٍ يجتمع أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة، وتجتمع اكثر من 140 حكومة وأكثر من 80 منظمة دولية وإقليمية ومؤسسة عالمية، إضافة إلى نخبة من قادة الفكر والخبراء العالميين، وبحضور أكثر من 6000 مشارك، وأكثر من 400 وزير.
هذه هي القمة التي أطلقتها الإمارات، حتى أصبحت بشهادة العالم بأسره حدثاً عالمياً، وتواصل مساهماتها الاستثنائية في تمكين حكومات العالم وتعزيز قدرتها على مواكبة التحولات الكبرى والتنبؤ بالمستقبل، وصناعته.