شؤون دولية

قلق ليبي من الانزلاق إلى المجهول بسبب الصراعات العبثية

دعا الرئيس السابق للحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب فتحي باشاغا، أمس الأحد، إلى التوصل لمشروع وطني صادق يُعلي كرامة المواطن، ويقيم دولة قوية، ويوحد الليبيين، محذراً من أن «ليبيا تُدفع نحو المجهول بفعل صراعات عبثية ومصالح ضيقة، تُهين إرادة المواطن وتستنزف ثروات البلاد»، فيما اتهمت منظمة حقوقية رئيس حكومة الوحدة الوطنية بإجبار الموظفين على التظاهر دعماً له في وجه الحملة الشعبية المطالبة بإسقاطه، في حين تمكنت فرق الإطفاء، أمس الأحد من السيطرة على الحرائق التي اندلعت ليل السبت في عدة مواقع من غابات الجبل الأخضر شرقي البلاد، من دون تسجيل أي إصابات.

وطالب باشاغا، في كلمة مسجلة، ب«إحياء الحوار، وتفعيل قنوات التواصل بين الشرق والغرب والجنوب الليبي»، داعياً «الجميع إلى التحرر من المصالح الضيقة».
ورأى أن «المؤشرات تُنذر بالخطر»، وأن الدولة الليبية «مهددة بالانقسام، وتواجه خطر الزوال»، شارحاً بالقول: «السلاح الذي يفترض أنه أداة للأمن أصبح أداة لقمع المواطن، والاقتصاد يتهاوى، والاحتياطي يتآكل، والثروات تستنزف بلا رقيب أو حسيب».
وخاطب باشاغا أهالي مصراتة، داعياً «المجلس البلدي بمصراتة وكل الفعاليات السياسية والعسكرية والأمنية إلى بلورة موقف جامع يعيد ترتيب الصف الداخلي، ويوحد الكلمة خلف مشروع الدولة الموحدة».
كما وجه رسالة إلى المجتمع الدولي، قائلاً: «استقرار ليبيا ليس شأناً داخلياً بل ضرورة إقليمية ودولية»، مثمناً «أي جهود دولية تتعامل مع الملف الليبي بروح من التعاون والاحترام المتبادل، وتسعى إلى مساندة الشعب الليبي، لتحقيق السلام والاستقرار».
من جهة أخرى، قالت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا: إن رئيس حكومة الوحدة، عبد الحميد الدبيبة، مول تظاهرة خرجت لدعمه، ب500 دينار لكل شخص مع وجبة غذائية، متهمة إياه بتنفيذ «جريمة سياسية وحقوقية» واستغلال سلطته في تهديد وترهيب الرافضين للنزول إلى الشارع.
وتسببت هذه التقارير في نتائج عكسية بعد أن اندلعت على إثرها احتجاجات عارمة، أمس الأحد، في طرابلس، امتدت إلى مدينة الزاوية.
وأمهل حراك الزاوية الدبيبة 24 ساعة للاستقالة، مهدداً بإغلاق مصفاتي الزاوية ومليتة في حال عدم تنحيه عن السلطة.
إلى ذلك، أعلن فرع جهاز الشرطة الزراعية ببلدية القبة، صباح أمس الأحد، إخماد معظم الحرائق التي اندلعت ليل أمس الأول السبت في عدة مواقع من غابات الجبل الأخضر، باستثناء الحرائق المشتعلة في غابات رأس الهلال، والتي يصعب الوصول إليها نتيجة التضاريس الوعرة.
وذكر الجهاز أن السيطرة تمّت على الحرائق في مناطق مسه، جردبورا، بلغرا، وردامه، والعريقة، فيما تتواصل جهود الإطفاء في وادي الكوف، حيث امتدت النيران على مساحة تجاوزت 40 هكتاراً بحسب التقديرات الأولية.
وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا قالت أمس الأول السبت: إن تسرباً نفطياً تسبب في إغلاق «إحدى أنابيب نقل النفط الخام جنوب مدينة الزاوية».
وأوضحت أن فرق الصيانة التابعة لشركة الخليج العربي للنفط باشرت باتخاذ التدابير اللازمة فور اكتشاف التسرب، حيث جرى إيقاف ضخ الإنتاج من حقول الحمادة عبر هذا الخط، وقفل الصمام الواقع بمنطقة الرياينة، وفتح صمامات التدفق بمصفاة الزاوية، لتفريغ الضغط على الخط.
وتابعت «بالتوازي مع أعمال الصيانة يُجري فريق من المتخصصين الكشف اللازم لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التسرب، كما يجري الترتيب والتنسيق لسحب واسترجاع كميات النفط المتسرب ومعالجة أي تلوث بيئي نتج عنه».(وكالات)

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى