لينا الحصري زيلع
خاص رأي سياسي
بعد ان بات من المؤكد فشل الداخل اللبناني بالتوافق على اسم مقبول ينهي الشغور الرئاسي في ظل تمسك كل فريق بمرشحه، وبالتالي ازدياد التباعد بين الافرقاء بعد عام على بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، برز الخيار الثالث المدعوم خارجيا مع تبلغ القوى السياسية انتهاء المبادرة الفرنسية بنسختها الأولى والذي واجهت رفضا دوليا ومحليا بعد ان استنزفت الوقت المخصص لها، من هنا فانه بات من المحسوم ان زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان المتوقعة بداية الشهر المقبل على ابعد تقدير الى بيروت ستكون الأخيرة، حيث سيتسلم الجانب القطري راية البحث واستكشاف المخارج المتاحة لإنهاء الشغور الذي أصبحت كلفته باهظة على الجميع، وعليه بات من الواجب الانتقال الى مرحلة مختلفة بعيدة عن المزايدات وتسجيل المواقف لان فرص الإنقاذ بدأت تضيق.
وعلى هذا الصعيد، فان موقف الحزب التقدمي الاشتراكي كان سباقا من خلال دعوته المستمرة للتوافق بين اللبنانيين لإنهاء الشغور الرئاسي والدعوة لوقف هدر الوقت الذي يزيد الانهيار المستمر في كل مجالات الحياة وقطاعات الدولة، مصادر الحزب ذكرّت عبر موقع “رأي سياسي” باستدراك النائب والوزير ورئيس الحزب السابق وليد جنبلاط ما يمكن ان يحصل من فراغ رئاسي وذلك منذ شهر اب 2022، وهو دعا الى حوار مبكر، كما استضاف حينها وفدا من “حزب الله ” و ناقش معه الملف الرئاسي، وأشارت المصادر الى اننا لا زلنا نواجه الازمة التي توقعها رئيس الحزب السابق، ولفتت الى ان لا خيارات متاحة امامنا للوصول الى معالجة الازمة سوى الحوار، والذي يرفض البعض المشاركة فيه ومن بينهم رئيس حزب “القوات اللبنانية ” الدكتور سمير جعجع، مشيرة الى ان الحوار قد لا ينتج حلا وسبق وحصل ذلك، ولكن ليس هناك من بديل اخر للسير به.
وقالت المصادر:” اذا كان الصدام هو البديل عن الحوار، فالبلد كانت له تجارب مع صدامات عدة، وكانت النتيجة بعد كل صدام الجلوس على طاولة الحوار، لذلك علينا توفير الوقت والتوجه الى نقاش، رغم ان ليس لدى الجميع القناعة نفسها، ولكن بانتظار ان يصبح هناك قناعة مشتركة تكون الخسارة باتت اكبر والأزمات تراكمت اكثر.”
وأبدت المصادر اسفها لعدم توفر اي مؤشر إيجابي لحل الازمة، متمنية ان ينتج الحراك القطري امرا إيجابيا، مشيرة الى تجاوب الحزب مع كل مبادرات التلاقي والحوار.
وحول ما يحكى عن الخيار الثالث واذا ما كان المقصود به قائد الجيش العماد جوزاف عون، أعلنت مصادر الاشتراكي ان اسم قائد الجيش كان من الأسماء المطروحة من قبلنا منذ البداية، مؤكدة ان لا مشكلة لديها بوصوله الى قصر بعبدا، رافضة حرق الأسماء وداعية الى الجلوس والبحث بالأسماء والخيارات المطروحة لبت الموضوع بشكل نهائي، والا سنبقى ندور حول ذاتنا.
وردا على سؤال حول ما نقل عن جنبلاط بأن الخلاف الأميركي –الفرنسي في اللجنة الخماسية ليس على الملف اللبناني، اشارت المصادر الى انه من الأكيد ان دول العالم لديها خلافات متعددة والموضوع غير متوقف على لبنان الذي لم يعد يشكل أولوية لدى المجتمع الدولي، إضافة الى ذلك فان اللجنة الخماسية لم تسجل اي نتيجة إيجابية بعد فيما خص الملف اللبناني.
واكدت المصادر على استمرار رئيس مجلس النواب نبيه بري بتمسكه بمبادرته الحوارية، لذلك على الجميع تلبية الدعوة وتقديم ما يمكن من تنازلات، لانه اذا لم يتم التوافق على اسم رئيس الجمهورية ستنسحب الخلافات على اسم رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة المقبلة.
وعن رأي الحزب بمواقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة المتشددة والرافضة للحوار تختم المصادر قائلة: “نحن نتمسك بما قاله البطريرك الراعي عن الحوار بداية”.