رأي

قصفوا إيران فأصابوا أوكرانيا

حول تأثير الواقع الجديد الذي خلقه الهجوم على إيران في الحوار بين موسكو وواشنطن حول أوكرانيا، كتب قمران غسانوف، في “إزفيستيا”:

يبدو أن التصعيد في الشرق الأوسط يَعِد روسيا بفوائد في ظل ظروف معينة. فالحرب الأمريكية المطولة مع إيران ترفع أسعار النفط، وكان من الممكن أن يدفع إغلاق مضيق هرمز سعر البرميل إلى 150 و200 دولار. لو تورط ترامب في إيران، وهو ما كان سيحدث لا محالة لو طالت عمليات البنتاغون العسكرية، ولكانت روسيا قد حظيت بفرص جديدة في أوكرانيا. ولكن إلى أي مدى تفوق هذه الفوائد الضربة القاضية المحتملة لحليف روسيا الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وبالتالي إضعاف هيبة موسكو ومشروع “الأغلبية العالمية” الذي تُروّج له، حتى على مستوى الشرق الأوسط؟

لقد قوّم الكرملين بالتأكيد جميع الفوائد والأثمان المحتملة. ويبدو أنه عند الاختيار بين المكاسب والأخطار النسبية، لا تزال موسكو تُصرّ على أهمية عدم فقدان السيطرة على الوضع في الشرق الأوسط، ولا تزال الدبلوماسية هي الأولوية والسيناريو المُفضّل لروسيا. وقد أوضحت روسيا، على أعلى مستوى، أنها لن تسمح لإسرائيل أو للولايات المتحدة بسحق شريكها. ولعلّ الوضع برمته حول إيران قد أقنع روسيا، بل وأكد، بتعبير أدق، فرضية طرحها العديد من الخبراء الروس، وهي أن ترامب لا يمكن التنبؤ بتصرفاته وأنه لا يحترم إلا القوة. ولذلك، ورغم علاقة الثقة والتوافق الشخصي مع الرئيس الأمريكي، ستتصرف روسيا من موقع قوة في المفاوضات معه، سواءً بخصوص العلاقات الثنائية، أو الاستقرار العالمي الاستراتيجي، وخاصةً بشأن القضية الأوكرانية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى