قسم اللغة الفرنسية في الفرع الاول للآداب أحيا ذكرى البروفسورة ليلى عسيران
أحيا قسم اللغة الفرنسية في الفرع الاول لكلية الاداب والعلوم الانسانية وآدابها، الذكرى الاولى لرحيل البروفسورة ليلى عسيران، برعاية مديرة الكلية الدكتورة سها حمود وحضورها.
تخلل اللقاء الاستذكاري كلمات لمديرة الكلية الدكتورة حمود، رئيسة قسم اللغة الفرنسية وآدابها الدكتورة رلى ذبيان، الدكتورة هناء بعلبكي باسم أساتذة القسم المتقاعدين، قصيدة في الفقيدة نظمها وألقاها رئيس قسم الفلسفة الدكتور أسعد البتديني وكلمة للدكتور روبير معوض شعرا ونثرا من وحي المناسبة، الدكتورة مهى جابر من قسم علم الآثار، وشهادات حياة للدكتورة ليلي داغر، الدكتورة سميرة الحصري الحلو وكلمة للطالبة شيرلي عيتاني.
حمود
والقت حمود كلمة قالت فيها: “ترك رحيل البروفسورة ليلى عسيران، التي مر عام على انتقالها إلى جوار ربها، حزنا وألما كبيرين في قلب كل من عرفها”.
واضافت: “هي الإنسانة القديرة، أستاذة مادة الألسنية في قسم اللغة الفرنسية وآدابها في الفرع الأول، امتازت بعطاءاتها الأكاديمية، فكانت رئيسة هذا القسم بين عامي 2008-2010: عرفت بشخصية هادئة محببة لكل من عرفها، من زملاء وطلاب”.
واشادت بمزاية الفقيدة وقالت: “الدكتورة ليلى هامة علمية كبيرة تفتخر بها كلية الآداب والعلوم الإنسانية، فهي مرجع علمي يحتذى، أثبتت جدارة فكرية، ولها منشورات علمية وعالمية، دعيت الى جامعات عريقة في فرنسا وغيرها وأبدعت في تعليمها. وشاركت في وضع مناهج LMD. لقد فقدت كلية الآداب أستاذة وباحثة مميزة ومشرفة على رسائل وأطروحات في المعهد العالي للدكتوراه”.
وختمت: “رحلت الدكتورة ليلى باكرا تاركة وراءها فراغا كبيرا في نفوس محبيها ومكانا يصعب ملؤه في قسم اللغة الفرنسية. رحلت بهدوء، لم تشأ ان تعلم أحدابالمرض الذي ألم بها الا قلة من أحبائها”.
ذبيان
بدورها، تحدثت ذبيان عن مآثر الراحلة واعتبرت ان “رحيل البروفسورة ليلى عسيران خسارة قسم كانت فيه عمادا فريدا، عرفها الأساتذة فيه والطلاب، استاذة ذات احترافية أكاديمية عالية، ومناقبية رفيعة وأناقة في الملبس والمجلس والمقال والتعاطي تشكل مدرسة تحتذى. عرفتها كما عرفها غير كثر ذات صدر رحب يتسع لرأي الآخر لا بل يستدعيه، ولطف نادر وعلم وافر وقدرة عل الإصغاء والفهم والاستفهام والتفاهم يجعل من يحاورها يكبر إن يحاججها”.
وأضافت: “تعلمت منها السعي الحثيث إلى اكتساب المعرفة الحقيقية وإخضاع هذه الحقيقة عينها وأية حقيقة أخرى لامتحان الشك لأنها عصية على المتلقية وقابلة للتعبير في ضوء ما يبدعه الكتاب والباحثون من معطيات جديدة. وتعلمت منها مساءلة ليس النص الأدبي فحسب، بل الجملة منه، والكلمة ودقائقها، لأن المجانية قصية عن الإبداع، وإن كنا لا ندرك فحواه مباشرة”.
وتابعت: “لا أخالكم تطلبون لمن كانت روحا صفية تحمل جسدا وليس جسدا يحمل روحا، إلا الرحمة والسكنى في فسحة الجنة. أما أنا فأقول لها: “اطلبي لنا يا بارة من الله مددا، وللبناننا أخضر، ولناسه، بعض من ناسه، عودة ميمونة إلى الأصالة؛ واطلبي لجامعتنا منه إنقاذا من براثن الكواسر المتربصين بها، وللقابضين على قرارها ضميرا يجيز لها متابعة رسالتها في أغداف علم أثبت عالميا جودته، على آلاف الطلاب اللبنانيين والعرب”.
وختمت: “انني على ثقة من أن الباري عز وجل يصغي إلى الأبرار، وليلى عسيران من لدنهم، ومن أنه لن يطيل علينا بأحيائنا وإن كنا رميما. لم تكن ليلى عسيران تحيا وتعمل في حراسة القيم، لا، بل كانت كرملية من الكرمليات تحرس القيم”.
بعلبكي
ثم القت بعلبكي كلمة استذكرت فيها الراحلة وقالت: “ان أروع ما أذكره خلال فترة عملي في الجامعة هو شيء ميز قسم اللغة الفرنسية في الفرع الأول، أعني ذلك روح التعاون بين أفراد القسم من رئيس وأساتذة، والحس بالمسؤولية تجاه الطلاب والعمل الدؤوب على تحسين مستواهم”.
وأضافت: “لا يتسع المجال الآن لسرد كل خصالك الحميدة، لكنني أود التوقف عند 3 ميزات في شخصيتك بالإضافة إلى ما ذكرته: الثبات واللطف والصبر، وهذه ميزات ساعدت كثيرا في قدرات القسم بنجاح عندما توليت رئاسته”.
وختمت: “في إتصال آخر عشية العملية الجراحية، تمنيت لك من كل قلبي السلامة والشفاء، فقلت لي بصوت واثق: “أنا لست خائفة وكل اتكالي على الله”. لم تنجح العملية ورحلت. لقد اختارك الله في جناته فهو يحب عباده المؤمنين ويعدهم بعالم آخر فيه كل خير”.
معوض
وقال معوض: “مهما تكلمت على مآثرها وفضائلها الجمة وخصالها وقيمها الكثيرة، أبقى مقصرا في حق انسانة عظيمة، نذرت نفسها في خدمة رسالة التربية والتعليم لعقود طويلة، حيث تخرج على يديها مئات من الطلبة”.
وأضاف: “لقد خسر قسم اللغة الفرنسية وآدابها خصوصا، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الفرع الأول عموما، مفكرة فذة تميزت برجاحة عقلها النير وذكائها الوقاد، وباحثة مبدعة ومتخصصة في علوم اللغة والأدب. و اتصفت ايضا برحابة صدرها ولباقتها ولطف حديثها مع طلابها ومجالسها الأكاديمية”.
جابر
من جهتها، عبرت جابر عن احساسها تجاه الراحلة، وقالت: “على درب الفضيلة مشت. لم تسرق. روت كل عقل ظامئ للمعرفة. هي لم تكذب. اعطت من فكرها الثاقب، بقلب صادق. هي لم تهف لمنصب. لم تلبس غير ردائها، وسترت بنبلها، من تعرى غادرا، حاسدا، حاقدا”.
وتخلل اللقاء قصائد شعرية للبتديني ومعوض، وأيضا كلمات وشهادات حية للزملاء ورفاق الدرب لكل من الحلو وشاتيلا وداغر، وكلمة للطالبة عيتاني.