
تيريز القسيس صعب.
خاص رأي سياسي…
ما زال التباين قائما حول الكلام عن عودة سوريا الى ملئ كرسيها في الجامعة العربية على الرغم من المعطيات والمؤشرات والتواصل العربي بين الدول الاعضاء لحسم هذه المسالة، وحضورها القمة العربية المقبلة في الرياض في ١٩ من الشهر المقبل.
وفي ظلّ المواقف المؤيدة والمعارضة لهذه العودة، يلتقي وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، اضافة الى الاردن، مصر والعراق، غدا الجمعة في الرياض للتباحث والتشاور حول الوضع في سوريا.
وعلق ديبلوماسي عربي يشغل منصبا مهما في باريس لموقع “رأي سياسي” بالقول، إنّ ما سيحصل في الرياض بين الوزراء العرب خطوة مهمة ومتقدمة، لكنها غير كافية لاعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وعزى المرجع الذي رفض ذكر اسمه ان امام المجتمع العربي عدة سيناريوهات او مخارج لانجاح هذه العودة، قد تتجلى لاحقا من خلال الاتصالات العربية العربية التي تنشط على أكثر من صعيد، وفي اكثر من اتجاه.
وقال عندما اتخذ قرار في مجلس الجامعة العربية منذ اكثر من ١٠ سنوات لتجميد عضوية سوريا، كانت الاوضاع الدولية والاقليمية مختلفة تماما عن ما هي عليه اليوم.
حاليا الكل يشعر ان الاجواء الخارجية بدأت تتبدل وتتغير بعض الشيئ بعد الاتفاق السعودي الايراني، ان عبر بعض الإشارات الايجابية المتمثلة بالمحادثات الثنائية التي أجراها وزيري خارجية البلدين الاسبوع الفائت في بكين، او زيارات الوفود التقنية والديبلوماسية إلى كل من الرياض وايران للتحضير لاعادة افتتاح السفارات والقنصليات، والتبادل الديبلوماسي، .
اما السؤال المهم والذي على جميع المسؤولين العرب الاستفسار عنه وإيجاد جواب له، هو هل المشكلة مع سوريا هي بين دول الخليج وسوريا، او بين السعودية وسوريا، ام ان الازمة هي بين سوريا والجامعة العربية؟ وهل العودة السورية مشروطة بضوء أخضر دولي، وتحديدا اميركي، ما زال غير واضح وغير معلن حتى الساعة؟
لذلك فإن قرار العودة السورية مرتبط مباشرة بالإجماع العربي في مجلس الجامعة العربية، وليس في الاجتماعات، واللقاءات، والاتصالات والمشاورات الثنائية او الموسعة، ولا في التصاريح المؤيدة والمشجعة لهذه الخطوة….فكما خرجت سوريا بقرار من الجامعة العربية، هكذا تعود سوريا إلى الحضن العربي بقرار من الجامعة العربية.
وفي الاطار عينه يؤكد مصدر ديبلوماسي في الجامعة العربية أن هناك افكارا، ووجهات نظر مختلفة بين الدول الاعضاء لفكرة إعادة سوريا لحضور اجتماعات مجلس الجامعة او القمم العربية.
فبعض الدول ما زالت متمسكة بالإجماع العربي وبشروط العودة وفقا للمتغيرات في السياسية السورية، في حين ان دولا عربية أخرى ترى أنه لا بد من إعادة التواصل مع النظام في سوريا، وذلك بهدف ربط وتمتين اواصر الوحدة العربية خصوصا في هذه الظروف الحساسة والدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط.
ومما لا شك فيه ان اللقاء الذي سيحصل غداً في الرياض جاء في ظل تحولات جذرية حصلت على الساحة الإقليمية ، وبدأت ترجمتها على ارض الواقع.
ويعتبر المراقبون ان اتفاق بكين حجز لسوريا دورها ومقعدها بين الأوراق والتسويات التفاوضية القائمة حاليا، وادخلها بطريقة غير مباشرة على الساحة الدولية والاقليمية من جديد، وذلك بفضل دعم من حلفائها وبشكل محدد ايران.
ومن هنا ، فان العودة إلى الجامعة العربية بات قرارا ثابتا وراسخا لدى الجميع، لكنه غير مؤكد وحتمي بعد.ففي حال تعذر حضورها ومشاركتها في القمة المرتقبة في الرياض، لأسباب عدم صدور بيان إجماع عن مجلس الجامعة العربية، فسيكون لها الحصة الأكبر في الاجتماع المرتقب لوزراء الخارجية العرب في أيلول المقبل.
وعلم موقعنا أنه في حال كانت هناك رغبة ونية جامعة لمشاركة الرئيس السوري بشار الاسد في القمة ، فمن المحتمل ان يدعو الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط وزراء الخارجية العرب إلى اجتماع استثنائي يعقد في القاهرة، وعلى جدول اعماله بند وحيد هو البحث في عودة سوريا الى ملئ مقعدها بين اشقائها العرب، فيصدرعندها قرار إجماع عن مجلس الجامعة يفك عزلة سوريا عن المجتمع العربي.
ويعتقد المتابعون انه اذا سارت الامور في الاتجاه الذي يخطط له، ودلت كل المعطيات والمؤشرات الى توافق بعد اجتماع وزراء مجلس التعاون الخليجي غدا ، فيستنتج أن سوريا وبفضل حلفائها الاقليميين تمكنت من أن تكون ورقة تفاوض في اعادة ترتيب خريطة الطريق الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط.
وفي الاطار عينه، من المرجح أن يبدأ وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أو من تفوضه المملكة بعد عيد الفطر بزيارات إلى الدول العربية لتوجيه الدعوات الى القادة العرب لحضور القمة العربية في الرياض في التاسع عشر من المقبل، على أن يعقد اجتماع عادي لوزراء الخارجية العرب في الرياض قبل القمة، ترفع بموجبه مسودة “بيان الرياض” للموافقة عليه في القمة.