قتيلان و300 معتقل خلال تظاهرات في كينيا.
قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح في كينيا، أمس الأربعاء، خلال تظاهرات نظمتها المعارضة في عدد من مدن البلاد احتجاجاً على غلاء المعيشة وفرض الحكومة ضرائب جديدة وفرقتها بالقوة قوات الأمن التي أوقفت حوالى 300 شخص.
وفي اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الصحافة الفرنسية، قال جورج راي، رئيس مستشفى جاراموغي أوغينغا أودينغا في كيسيمو، المدينة الواقعة غرب البلاد وتعتبر معقلاً للمعارض رايلا أودينغا، “هناك جثتان في المشرحة مصابتان بطلقات نارية”.
وأضاف أن 14 شخصاً نقلوا إلى المستشفى للعلاج بعد اشتباكات دارت بين المتظاهرين والشرطة.
من جهته قال وزير الداخلية كيثوري كينديكي إنه “تم توقيف أكثر من 300 شخص في جميع أنحاء البلاد وسيتم توجيه تهم إليهم بارتكاب جرائم مختلفة، بما في ذلك النهب والإضرار بالممتلكات والحرق العمد والسرقة والاعتداء على قوات الأمن”.
المعارضة تحشد ضد الفقر
وكانت أيام تعبئة سابقة في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ويوليو (تموز) أدت إلى أعمال عنف ونهب سقط خلالها 20 قتيلاً على الأقل.
وجرت التظاهرات تلبية لدعوة أطلقها تحالف “أزيميو” بقيادة المعارض المخضرم رايلا أودينغا.
ودعا التحالف إلى تعبئة لثلاثة أيام، الأربعاء والخميس والجمعة، ضد سياسات الرئيس وليام روتو الذي يتهمه أودينغا بسرقة الانتخابات الرئاسية في أغسطس (آب) 2022، والتسبب في تفاقم غلاء المعيشة في البلد الواقع شرق أفريقيا.
وقال أزيميو في بيان، أول من أمس الثلاثاء، “ندعو الكينيين إلى استعادة بلدهم قبل أن تترسخ هذه الديكتاتورية”.
لكن الحكومة تقول هذه التظاهرات لا تشكل “سوى تهديد للأمن القومي”.
تعزيزات أمنية وشركات مغلقة
ومنذ صباح أمس الأربعاء، نشرت الشرطة تعزيزات أمنية في العاصمة نيروبي ومدينتي مومباسا (جنوب غرب) وكيسيمو (غرب).
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على مجموعات صغيرة من المتظاهرين، خصوصاً في مدينة الصفيح في نيروبي ومدن: كيسيمو وهوما باي وكيسي وميغوري التي تعتبر معاقل لأنصار أودينغا.
وأشار شهود عيان إلى أن الشوارع المزدحمة عادة في نيروبي كانت مقفرة، وقرر عديد من الشركات إبقاء ستائرها مغلقة.
وقال سائق سيارة الأجرة دانيال نجو كامو (48 عاماً) في المركز التجاري بالعاصمة الكينية “اليوم لا نشاط لا أحد يتحرك”.
أما مونيكا نجوكي (45 عاماً) التي تعمل في التجارة، فقالت إن “التظاهرات أثرت بشكل كبير في حياتي ولا يمكنني الذهاب للعمل بحرية”، معربة عن أملها في أن “تتوقف” هذه التجمعات. وأضافت “يجب أن نمنح الرئيس وقتاً للوفاء بوعوده”.
ضرائب باهظة وزيادة تضخم
وانتخب وليام روتو في أغسطس 2022 بوعد بدعم الفئات الأكثر فقراً، وتعرض إلى انتقادات متزايدة لا سيما منذ أن أصدر قانوناً أوائل يوليو (تموز) يفرض ضرائب جديدة ما زاد من الصعوبات اليومية التي يواجهها الكينيون، بسبب التضخم الذي بلغ ثمانية في المئة خلال يونيو (حزيران) على أساس سنوي.
وهي المرة الثالثة منذ بداية يوليو التي تنظم فيها المعارضة مثل هذه التحركات.
وخلال التعبئة السابقة في 12 يوليو، تخللت المسيرات التي حظرتها السلطات أعمال نهب واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
وقتل تسعة أشخاص على الأقل واعتقل أكثر من 300 آخرين.
وواجهت الشرطة التي استخدمت الذخيرة الحية انتقادات شديدة بسبب قمعها المتظاهرين.
إدانات حقوقية
وحضت منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية، الثلاثاء الماضي، السلطات الكينية على حماية حق المواطنين في التظاهر السلمي.
وأعربت 13 دولة غربية بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في بيان مشترك، الثلاثاء، عن قلقها من “مستويات العنف المرتفعة” خلال التظاهرات الأخيرة، وحضت مختلف الأطراف على “حل خلافاتهم سلمياً”.
وقال رجل الأعمال بيتر كاجينجي (62 عاماً) في نيروبي “سيكون من الأفضل لقادتنا الجلوس ومناقشة هذه المشكلة وحلها”.
وقالت جمعية منظمات القطاع الخاص، إن كل يوم تعبئة يتسبب في خسارة لاقتصاد البلاد تعادل ثلاثة مليارات شلن (نحو 19 مليون يورو).