قتلى وجرحى في اشتباكات بالمنطقة الخضراء ببغداد امس عقب اعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي
قتل 9 أشخاص وإصيب العشرات في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن العراقية في المنطقة الخضراء ببغداد ليل امس وذلك إثر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اعتزال الشؤون السياسية، وإغلاق كافة مؤسسات التيار، باستثناء المرقد والمتحف وهيئة تراث آل الصدر.
وكان الصدر قال في بيان على حسابه في منصة تويتر: “كنت قررت عدم التدخل في الشؤون السياسية، إلا أنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”.
وذكر مكتب الصدر في بيان: “يمنع منعا باتا التدخل في الأمور السياسية ورفع الشعارات والهتافات والتحدث باسم التيار الصدري”، بينما قالت هيئة تنظيم الاحتجاجات التابعة للتيار الصدري إنها “أنهت مهامها”.
وجاء إعلان الصدر بالتزامن مع قرار المحكمة الاتحادية النظر بدعوى حل البرلمان اليوم من دون مرافعة.
وبعيد قراره بدء أنصار ه التحرك نحو المنطقة الخضراء ببغداد، التي تضم المقار الحكومية الحساسة، حيث اقتحموا هذه المرة القصر الجمهوري. وأعلنت السلطات العراقية إثر ذلك فرض حظر التجول الشامل في العاصمة، من بعد ظهيرة الأربعاء.
الى ذلك توالت ردود الفعل الدولية إزاء توتر الأوضاع في العراق امس وسط دعوات إلى ضبط النفس بعد إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، عن اعتزاله العمل السياسي، في خطوة دفعت أنصاره إلى الخروج بشكل حاشد لأجل الاحتجاج في مختلف مناطق البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إن ما يجري في العراق يثير القلق، كما يضع سيادة العراق في خطر، مشيرة إلى أن التظاهر حق “لكن يجب حماية الممتلكات العراقية”.
وذكر الوزارة أن الولايات المتحدة تدين استخدام العنف وتحث على أهمية الحفاظ على الهدوء، موضحة أنه ليست ثمة اتصالات متوقعة في الوقت الحالي بين مسؤولين أميركيين وآخرين في العراق.
من جانبه، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “أتابع باهتمام الموقف الراهن بالعراق وأحزنني ما آلت اليه التطورات الحالية فى هذا البلد الشقيق”.
وشدد السيسي على على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار العراق وسلامة شعبه، داعيا الأطراف العراقية إلى تغليب المصلحة العليا لوطنهم لتجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار.
وحذرت الجامعة العربية، من انزلاق الوضع في العراق إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء.
وفي المنحى نفسه، دعا البرلمان العربي، جميع الأطراف والقوى السياسية العراقية إلى ضرورة ضبط النفس ومنع التصعيد، وإعلاء المصلحة الوطنية ووقف العنف والحفاظ على المسار السلمي للعملية السياسية، وفقًا للدستور.
في غضون ذلك، قال الرئيس العراقي، برهم صالح، إن الظرف العصيب الذي تمر به البلاد يستدعي من الجميع التزام التهدئة وضبط النفس ومنع التصعيد.
وكان بدأ سريان قرار حظر التجوال الشامل في مختلف محافظات العراق، مساء امس فيما تراهن السلطات على أن يقود إلى خفض التوتر.
وسبق ذلك توجيه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بتعليق جلسات المجلس بعد “دخول متظاهرين إلى القصر الحكومي.
وفي سياق متصل وجه الكاظمي، بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء في الوقت الذي تشهد فيه اشتباكات عنيفة بالأسلحة المتوسطة.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان إن “القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، أو عسكري، أو مسلح منعاً باتاً”، مبينا أنه “شدد على التزام الوزارات، والهيئات، والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها”.
وأكد الكاظمي بحسب البيان، أن “قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية”، موجها “بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء، ومصادر إطلاق النار، وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون”.
ودعا المواطنين إلى “الالتزام بالتعليمات الأمنية، وقرار حظر التجوال”.
وتعليقا على الأحداث، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن الدم العراقي خط أحمر.
وقال صالح في تغريدة له على “تويتر”، “تثبّتوا في قتامِ العِشْوةِ، واعْوجاجِ الفتنةِ عندَ طُلوعِ جَنينها، وظُهورِ كمينها، وانْتِصابِ قُطبِها، وَمدارِ رَحاهَا، تبدأُ في مَدارجَ خَفيّةٍ، وتؤولُ إِلى فظاعَةٍ جليَّةٍ، شِبابُها كَشِبابِ الْغُلام، وَآثارُهَا كَآثَار السِّلامِ” الامام علي عليه السلام”، لافتا الى أن “الدم العراقي خط احمر”.
كما أعلنت الحكومة العراقية عن تعطيل الدوام الرسمي اليوم في جميع المحافظات.