منوعات ومتفرقات

في هذا البلد العربي… حملة وطنية ضد البذخ المنتشر في حفلات الزواج

أقرت الحكومة الموريتانية حملة وطنية كبرى ضد البذخ في الزواج وذلك إثر تناقل وسائط التواصل الاجتماعي مؤخرا لصور وفيديوهات لحفلات زواج باذخة أنفق فيها العرسان الشباب ملايين الأوقية في ظرف عصيب يتميز بارتفاع أسعار المعاش وصعود مؤشرات التضخم ونسب الفقر.

وأعلنت ووزارة الشؤون الإسلامية بحسب “القدس العربي” عن توحيد الخطبة يوم الجمعة، في عموم المساجد الموريتانية، تحت موضوع واحد هو “الحكم الشرعي من المغالاة في المهور والإسراف في المناسبات الاجتماعية”.

ولفتت الوزارة في بلاغ صادر عنها، إلى أن الدعوة لتوحيد الخطبة حول هذا الموضوع تأتي “انطلاقا من قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).

ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الحكومة خلال اجتماع مجلس الوزراء المنعقد أواخر يوليو الماضي، إلى القيام بتوعية شاملة وعلى جميع المستويات، بهدف الكف والإقلاع عن كافة مظاهر البذخ والإسراف في مختلف المناسبات الاجتماعية.

وأصدر المجلس الأعلى للفتوى والمظالم في موريتانيا مؤخرا فتوى حول موقف الشرع من الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية، مؤكدا “أن فتواه تأتي إسهاما منه في إنارة الرأي العام وتأصيلا للموقف الرسمي الذي أعلن عنه الرئيس محمد ولد الغزواني، والداعي إلى محاربة ونبذ عادة الإسراف والتبذير في المناسبات الاجتماعية”.

وأكد المجلس “أن موقفه من التبذير يأتي كذلك انطلاقا من مهمة المجلس بالتوعية والتحسيس بأحكام وأخلاقيات الشرع الإسلامي”.

وشدد المجلس التأكيد “على أنما يشيع في موريتانيا من المغالاة في المهور، وما ينتشر من تبذير في المناسبات الاجتماعية، وإسراف في الولائم، وتكلُّف الهدايا وغير ذلك من تلك المنكرات أمورٌ مخالفةٌ للشرع، منكَرَةٌ في الإسلام؛ لما يترتّبُ عليها من المحرّمات، وما ينشأ عنها من المفاسد”.

وأوضح المجلس “أن أعظم ذلك شيوعُ ظاهرتين مُضرّتين بالمجتمع وأخلاقه ومصالحه، وهما ظاهرة التبذير والإسراف، وظاهرة العنوسة في النساء والعزوبة في الرجال”.

وأكد المجلس “أن التبذير حرام، وعرفه بأنه صرف المال في وجوه الإنفاق المحرمة كسهرات السفه والاختلاط المحرم؛ ووصف المجلس الإسراف بأنه “محرم مذموم، وأنه الإنفاق الزائد عن الحاجة في وجوه النفقة الجائزة”.

وشدد المجلس “على أن ظاهرة العنوسة في النساء والعزوبة في الرجال فيها من المفاسد الاجتماعية والأخلاقية ما لا يخفى على أحد”، مذكرا “بأن النكاح في الإسلام ليس طريقا إلى التبذير وتضييع المال والإسراف في غير طائل، فذلك مناف لمقاصد الإسلام في الزّواج، ومخالفٌ لأحكامه”.

وأكد المجلس على “وجوب التعاون من الجميع على البر والتقوى، وعلى التعاضد للقضاء على هذه المفاسد والظواهر المخالفة للشرع”.

وأبرز المجلس “أن هذا الحكم مبني على الأصل العظيم في الإسلام، حيث أن معظم القواعد الشرعية المتعلقة بالتشريع المالي تعود لحفظ أموال الأفراد وهي بذلك آئلة إلى حفظ مال الأمة؛ فمنفعة الثروة الخاصة عائدة بالنفع إلى الثروة العامة”.

وذكر المجلس “بأن حفظ الشارع للمال كغيره من الضروريات، جاء من جانب الوجود بتشريع ما يقوم به ويَثبُتُ، ومن جانب العدم لما يدرأ عنه الاختلال والفساد”.

ونبه المجلس “إلى ضرورة السعي لتيسير الزواج وتسهيل أمره، والبعد عن التغالي في المهور والتباهي بالسرف المحرّم والتنافس في مظاهر التكلّف والبذخ، وكذا الحَذَر من عادات الإسراف والتبذير المصاحِبةِ للمناسبات الاجتماعية فهي من المنكرات التي يجب القضاءُ عليها، وإسهام الجميع في محاربتها ترغيبا للشباب في الزواج، وتسهيلا لإشاعة الحلال”.

وضمن مساهمة الأثرياء في هذه الحملة، نظم محمد بوعماتو أكبر رجل أعمال في موريتانيا حفل زواج متواضع لابنته الشابة سارة بوعماتو، حيث عقد قرانها مع الشاب أحمد محمد غالي المنتمي لأسرة موريتانية ثرية بمهر قدره 2000 أوقية أي ما يناهز تقريبا 55 دولارا لا أكثر.

أغنى رجل يساهم في الحملة ويزوج كريمته بمهر 55 دولارا

ومنذ تداول فيديو يوثق استلام المهر، بدأ نقاش مثير في وسائل التواصل الاجتماعي عن هذا المهر الزهيد الذي استلمته أسرة أثرى رجل في البلاد مقابل زواج ابنتها.

هذا، وقد دفع هذا البذخ الرهيب الذي يتطور كل يوم، وهذه الأطعمة المرمية في قاعات الحفلات، في بلد تتجاوز نسبة الفقر المدقع فيه 41 في المئة، الرئيس الغزواني لمناقشة الموضوع مع حكومته، وأن يعطي أوامره بالوقوف في وجه الباذخين المفسدين.

وتأتي هذه الحملة بينما تفرض التقاليد على العريس الموريتاني أن يصرف في ليلة واحدة؛ مئات الملايين من عملة الأوقية، ليس في المهر الذي لا حدود له، ولا في شراء الملابس الراقية وإكسسوارات الذهب للعروس، وإنما في الحفلات الباذخة التي تنعشها مطربات يعوضن عن الساعة بالملايين، بل وتنثر أوراقها على رؤوس الراقصين والراقصات من أهل العريس وأهل العروس أيضا.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى