شؤون دولية

في سابقة تاريخية… مجلس النواب الأميركي يعزل رئيسه.

عزل مجلس النواب الأميركي الثلاثاء رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.

وللمرة الأولى في تاريخه الممتد منذ 234 سنة، صوت مجلس النواب بغالبية 216 صوتاً مقابل 210 لمصلحة مذكرة طرحها الجناح المتشدد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار “منصب رئيس مجلس النواب شاغراً”.

وصوت ثمانية نواب جمهوريين إلى جانب الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب لمصلحة عزل رئيس المجلس الجمهوري.

وجرى التصويت بناء على مذكرة قدمها الإثنين النائب عن فلوريدا مات غايتس الذي ينتمي إلى الجناح اليميني المتشدد الموالي للرئيس السابق دونالد ترمب لعزل رئيس مجلس النواب.

وقال مكارثي للصحافيين إنه لن يترشح مرة أخرى للمنصب. وأضاف “لقد ناضلت من أجل ما أؤمن به… أعتقد أن بوسعي مواصلة القتال، ولكن ربما بطريقة مختلفة”.

ولم يتضح من سيخلف مكارثي. وقد يكون قادة جمهوريون آخرون، مثل ستيف سكاليس وتوم إيمير، مرشحين لكن لم يبد أي منهم اهتمامه بالمنصب علانية. وتم تعيين عضو آخر في فريق القيادة، هو النائب باتريك ماكهنري، في المنصب بشكل موقت.

وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق موقت بشأن الموازنة لتجنب إغلاق حكومي.

ويشرع عزل مكارثي الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافته قبل عام من الانتخابات الرئاسية.

وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بمكارثي الذي رسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة.

وكانت قيادة الحزب الجمهوري حذرت نواب الجناح المتشدد من إغراق الحزب “في الفوضى”، لكن غايتس، الذي اشتكى مراراً من عدم احترام مكارثي الاتفاقات المبرمة مع المحافظين، رد قائلاً إن “الفوضى هي رئيس مجلس النواب مكارثي”.

وأضاف بعد التصويت أن “سبب سقوط كيفن مكارثي اليوم هو أنه لا أحد يثق بكيفن مكارثي”.

وتابع “لقد قدم كيفن مكارثي وعوداً متناقضة متعددة، وعندما استحقت جميعها، خسر”.

من جانبه، دعا الرئيس جو بايدن إلى المسارعة لانتخاب رئيس جديد لمجلس النواب.

وجاء في بيان للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “نظراً إلى أن التحديات الملحة التي تواجه بلدنا لا تنتظر، يأمل (الرئيس) بأن ينتخب مجلس النواب رئيساً له سريعاً”.

ورفض الديمقراطيون إنقاذ رئيس مجلس النواب الذي يتهمونه بالتراجع عن اتفاقات أبرمها مع الإدارة بايدن ولا سيما بشأن مستوى الإنفاق في الميزانية الفيدرالية.

ووصف “الائتلاف الديمقراطي الجديد”، وهو كتلة من المشرعين الديمقراطيين المؤيدين لقطاع الأعمال، مكارثي بأنه “ببساطة غير جدير بالثقة”.

وبدا عزل مكارثي شبه محتوم بعدما شجع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز نواب الحزب على الإطاحة برئيس المجلس.

وجرى تصويت أولي على مقترح لـ”تأجيل النظر” بمذكرة غايتس ما يعني عملياً وأد محاولة الإطاحة برئيس المجلس، لكن جيفريز طلب من النواب الديمقراطيين التصويت ضد هذه المبادرة.

والتزم كل النواب الديمقراطيين بتوصية جيفريز وكذلك فعل 11 نائباً جمهورياً متمرداً، فسقط مقترح وأد مذكرة العزل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى