في الشوف _ عاليه … وهاب وأرسلان هزما باسيل فكيف حلت “أزمة البساتنة”؟
-لفتت “اساس ميديا” الى ان اتّصالا واحدا من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل برئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان إلى تأجيل إعلان لائحة تحالف أرسلان ووئام وهّاب وحزب الله يوم السبت في خلدة، بعدما كان التوجّه تأليف لائحتين. طَلَبَ باسيل التأجيل إلى يوم الأحد: “إمّا نأتي إلى خلدة مع فريد البستاني أو من دونه”.
واشار موقع “اساس” الى انه رَسَت الساعات الأخيرة الفاصلة عن نهاية مهلة التسجيل على ولادة لائحة من 11 مرشّحاً مع ترك مقعدين درزيّين شاغرين. وأسماء المرشّحين هي التالية: ناجي البستاني، فريد البستاني، طوني عبود (موارنة) غسان عطالله (كاثوليك) وئام وهاب (دروز)، أحمد نجم الدين وأسامة المعوش (سُنّة) عن الشوف. وطلال أرسلان (الدروز)، سيزار أبي خليل وأنطوان البستاني (موارنة)، طارق خيرالله (أرثوذكس) عن عاليه.
وبحسب “اساس”، قد تكون عقدة “ناجي وفريد” من أكثر جولات وجع الرأس التي واجهت جبران باسيل في بقعة انتخابية يحتاج فيها التيار الوطني الحر إلى حليف درزي قويّ و”دَعم” سنّيّ… وإلّا فالخسارة بالمرصاد. لذلك كانت مصلحة التيار تقتضي الاجتماع في لائحة واحدة مع أرسلان ووهّاب لكن “بشروط باسيل” التي لم تُنفّذ بمعظمها، مع ضغط من حزب الله لتكريس الحلف الثلاثي في الجبل.
وقد كبرت مخاوف باسيل أكثر حين وجد أنّ طلال أرسلان مع شريكه الدرزي وهّاب سيضمّان نائب التيار ماريو عون إلى لائحتهما في الشوف إلى جانب ناجي البستاني في حال الانفصال عن التيار، إضافة إلى عقبة تفتيش التيار عن مرشّحين دروز وسُنّة من أصحاب الحيثيّة.
الى ذلك بقي هذا الاحتمال قائماً حتّى مع طلب باسيل من ماريو عون توقيع قصاصة ورق تفيد بأنّه “إذا اقتضت مصلحة التيار أن لا تترشّح فعليك الالتزام بقرار التيار بعدم الترشّح”. وقّع ماريو عون الورقة، لكنّ احتمال انضمامه إلى لائحة أرسلان-وهّاب بقي قائماً حتى اللحظة الأخيرة.
بعد أربع سنواتعلى انتخابات 2018 اختلفت المقاربة الانتخابية بشكل كبير: منذ البداية رسا القرار على أن يكون طلال ووئام معاً مهما كلّف الأمر، مع توجّه واضح من جانب حزب الله لدعم وهّاب وعدم تكرار خطأ 2018 “المقصود ربّما” بعدم “تنجيح” رئيس تيار التوحيد، وتحوُّل جبران باسيل إلى متلقٍّ للشروط لا فارضٍ لها.
عام 2018 طلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل صراحة من ناجي البستاني مبلغ نصف مليون دولار “لوازم المعركة” للانضمام إلى اللائحة
حاول ثنائي أرسلان-وهّاب فرض أجندتهما في ما يتعلّق بأسماء المرشّحين السُنّة على اللائحة، واجتماع فريد وناجي البستاني معاً على اللائحة، وطرح ماريو عون مقابل طوني عبود مرشّح باسيل.
في عاليه حاول وهّاب طرح اسم سهيل بجّاني عن المقعد الماروني إلى جانب سيزار أبي خليل، لكنّ الخيار رسا على أنطوان البستاني الذي طرحه التيار بموافقة من ناجي البستاني. وتمّ ترشيح طارق خيرالله عن المقعد الأرثوذكسي فيما مرشّح باسيل كان الياس حنّا.
الى ذلك فانه بحسب “اساس” ، فان ثمّة قرار مشترك لدى أرسلان ووهّاب بعدم الالتحاق بتكتّل جبران باسيل النيابي بعد الانتخابات إلا بشرطين: أن تؤول وزارة الداخلية إلى درزي، وأن يكون ناجي البستاني وزيراً للعدل في الحكومة المقبلة، كما قال وهّاب في حديث تلفزيوني.
من جهته، أراد ناجي البستاني خلق مسافة فاصلة بينه وبين “تكتّل جبران”. سيستفيد الأخير من التحاق الوزير السابق بلائحة “الحلف الثلاثي” لرفع حواصل اللائحة. لكنّ ناجي البستاني لن يكون بالتأكيد من عداد “التكتّل العوني” في حال فوزه.
وفق العارفين، يرتبط الأمر بملفّ الانتخابات الرئاسية المقبلة. فغربلة أسماء المرشّحين للانتخابات بدأت في الأروقة الداخلية، وفي حال عدم الاتّفاق على الأسماء المتداولة في الإعلام قد يكون ناجي البستاني أحد المرشّحين المحتملين من ضمن مجموعة مرشّحين آخرين. عندئذٍ لن يكون وجوده تحت عباءة جبران منطقياً، فضلاً عن ميله الفطري إلى الابتعاد عن “الكَوْدرة” الحزبية والسياسية.
وبعدما كان فريد البستاني المموّل الأساس للائحة التيار عام 2018 فإنّ تساؤلات تُطرح عن إمكان نزوله بثقله المالي هذه المرّة، مع ترجيح أن يفوز ناجي البستاني بالعدد الأكبر من الأصوات التفضيلية، وبالتالي فوزه بالمقعد الماروني على حساب فريد. وناجي وفريد هما من دير القمر، فيما المرشّح أنطوان البستاني من عاليه.
قادت مفاوضات مُعقّدة و”مشربكة” أخيراً إلى ولادة لائحة مشتركة لم يحِد فيها باسيل عن هدفه بالخروج من المعركة بثلاثة مقاعد: ماروني وكاثوليكي في الشوف، وثالث ماروني في عاليه. وبالتأكيد ستبقى عقدة “تموضع” ناجي البستاني قائمة إلى ما بعد الانتخابات.