رأي

فورين بوليسي: هل سينهي سعيّد ديمقراطية تونس ويحولها إلى ديكتاتورية دائمة؟

تساءلت الصحافية في مجلة “فورين بوليسي”، نوسموت غباداموسي عن سياسات الرئيس التونسي قيس سعيد وإن كان سيقتل الديمقراطية التونسية؟

 وأشارت إلى إن البلد الذي أدى لاشتعال الإنتفاضات العربية في طريقه إلى أن يصبح ديكتاتورية دائمة. وأكدت أن تونس التي طالما نظر إليها بالمعقل الأخير للديمقراطية العربية باتت تتارجح نحو الإفلاس الوطني. وتم تأخير دفع رواتب الموظفين في كانون الثاني/يناير بسبب بطء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على حزمة إنقاذ. وزاد الدين التونسي إلى حوالي 100% من الناتج المحلي العام. ووسط ارتفاع معدلات البطالة وتدهور الوضع الإقتصادي كان المهاجرون التونسيون في عام 2021 هم أعلى الجنسيات التي وصلت إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

وشددت على أن نسبة 50% من الشباب ما بين 18- 29 عاما إنهم يفكرون بالهجرة. ونوهت إلى أن الذين يقررون الهجرة لا يتركون بلدهم لأسباب سياسية، ولكن الرئيس قيس سعيد هو عرض لمشكلة أكبر. فالملاحقة العميقة لنقاده ذكرت التونسيين وبشكل واسع بأساليب الديكتاتور التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي أطاحت به الثورة عام 2011. وقامت الشرطة بإغلاق مكاتب القضاة يوم الإثنين بعدما قرر سعيد حل مجلس القضاء الأعلى، وهو المؤسسة التي تعمل على استقلالية القضاء. وهو تحرك وصفه المعارضون لسعيد على أنه محاولة من الرئيس لتحويل القضاء إلى سلاح. وحذر فرع لجنة الحقوقيين الدولية في تونس بكانون الأول/ديسمبر 2021 من أن تدخل سعيد هو هجوم “على آخر خط للدفاع ضد محاولات الرئيس الاستيلاء على السلطة”.

 وكان سعيد قد أدخل البلاد في 25 تموز/يوليو 2021 بازمة بعدما حل الحكومة وعلق البرلمان ومنح لنفسه سلطات دستورية مبررا تحركه بـ “الخطر المحتوم” الذي يحيط بالبلاد، وهو إجراء استثنائي في دستور عام 2014. ووسع سلطاته بشكل دائم في 25 آب/أغسطس فيما وصفه نقاده بـ “انقلاب عسكري”. وأظهرت استطلاعات الرأي دعم التونسيين لتحركات سعيد كوسيلة للقضاء على الفساد. وقالت ألفة لملوم، مديرة “انترناشونال أليرت” إن “رفض البرلمان، يعكس، فوق كل هذا رفض كل من سيطروا على هذه الهيئة والذين أعادوا انتاج وزادوا عبر سياساتهم البطالة الجماعية والظلم الإجتماعي والتباين الجهوي”. إلا أن التوتر بين سعيد والنخب السياسية زاد في الأشهر الماضي. واتهم  المعارضون له من حزب النهضة بارتكاب جرائم ووضعوا تحت الإقامة الجبرية.

  ومات في الشهر الماضي مات رضا بوزيان، في تظاهرة احتجاجية ضد سعيد خرقت المنع على التجمعات العامة بسبب كوفيد-19. ومدد الحظر حتى 26 كانون الثاني/يناير، وهو تحرك شجبه النقاد كوسيلة لتكميم المعارضة. وبضغوط من صندوق النقد الدولي أعلن سعيد عن خطة طريق في كانون الأول/ديسمبر وتعهد ببدء حوار وطني وانتخاب برلمان جديد في نهاية العام. ولم يحقق سعيد من وعوده الإنتخابية إلا نسبة 6% وذلك حسب  مراجعة لمنظمة “أنا يقظ” في 25 كانون الأول/أكتوبر. ويقول يوسف شريف مدير مراكز كولومبيا الدولية في تونس “بطريقة ما انزلقت البلاد إلى نوع من الديكتاتورية”. وقد تمضي تونس في هذا الطريق أو تعاني من انقلاب عسكري شامل مثل الإنقلابات التي شهدتها أفريقيا في السنوات الماضية.

وحث المدافعون عن الديمقراطية الدبلوماسيين الأجانب لوقف تأثير اللاعبين الخارجيين مثل الإمارات العربية المتحدة ومصر والسعودية. وقال شريف “تستخدم هذه الدول الكثير من تأثيرها، على الأقل، من خلال الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي لإبعاد التونسيين عن الديمقراطية وتصوير الديمقراطية على أنها عبثية بشكل كامل”. ولو  سقطت الديمقراطية التونسية وتحولت تونس إلى ديكتاتورية دائمة، فستكون هذه نهاية رمزية لثورة الربيع العربي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى