فلسطين قلبها القدس
كتب يعقوب يوسف العمر في صحيفة القبس.
القدس هي القلب النابض لفلسطين والعالم الاسلامي اجمع، لقد احتلت القدس عدة مرات من الصليبيين والان تحتل من ربيبة الصليبين الكيان الصهيوني، والكيان الصهيوني هو السيف الاوروبي المصلت على رقاب المسلمين والعرب، لقد ذهب الصليبيون وجاءت مكانهم حكومات اوروبية وهم الان يقومون مقامهم، فهم الصليبيون الجدد سبق وان قالها بوش الابن في حربه مع العراق، قالها انها حرب صليبية، ان كراهية الاوروبيين للمسلمين والعرب متأصلة منذ الازل، وخير مثال على ذلك عندما ذهب القائد الفرنسي ادموند الى قبر صلاح الدين في دمشق وقال قولته الصليبية والتي تناقلتها كثيراً من المصادر حيث قال «ها انا عدنا يا صلاح الدين». نعم الكراهية لا تأتي من الشعوب الغربية بل تأتي من حكوماتها، اما الشعوب فانها تقف مع العرب وحقوقهم المشروعة والكل شاهد، التظاهرات التي قامت في جميع دول اوروبا دون استثناء اما الحكومات فامرها مختلف، فمثلاً وزيرة الداخلية البريطانية منعت حمل العلم الفلسطيني وكل من يخالف ذلك فعقابه السجن، وبعد تصريحها هذا خرجت تظاهرة كبيرة قوامها ربع مليون شخص جلهم بريطانيون ويحملون الاعلام الفلسطينية، وفي الملاعب حمل المتفرجون الاعلام الفلسطينية والامر كذلك حدث في اميركا، رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تاتشر قالت نحن نخاف من الاسلام الذي يتمدد بالعالم سريعاً والامر واضح في فرنسا، حيث يعامل المسلمون هناك معاملة سيئة بشكل علني فالاسلام يرهب الصليبيين الجدد، فاوروبا شجعت الكيان الصهيوني بقتل الفلسطينيين الابرياء بحجة الدفاع عن النفس، فأخذ يقصف المساجد والكنائس والمستشفيات، كل هذه المجازر والكيان الصهيوني يدافع عن نفسه يتم ذلك بقتل السكان الابرياء، لقد تبين بانه غير قادر على الوصول الى المجاهدين فاقدم على قتل الابرياء، ان تلك الجرائم لم ترتكب حتى في الحرب العالمية الثانية، والصليبيون سجلهم حافل بالجرائم الانسانية، لقد ذكر التاريخ بان الصليبيين دخلوا بيت المقدس وذلك في ١٠٩٩ م في حكم الدولة الفاطمية، لقد دخلوا المسجد الاقصى وقتلوا كل من فيه، يقال بان ارجل الخيول الصليبية اصبحت حمراء من الدماء ثم خرجوا الى المدينة وقتلوا اهلها وجلهم من الاطفال وهذا في غضون عشرة ايام، قتلوا في حدود ١٠٠ الف مسلم، يقول احدهم لو جمعنا تلك الجماجم لعملنا منها سوراً يفوق سور القدس انظروا عندما دخل صلاح الدين القدس وذلك بتاريخ ١١٨٦ في معركة حطين الشهيرة لم يقتل احداً داخل المسجد ممن ليسوا بجنود، حيث عاملهم معاملة الاسلام وآمنهم على انفسهم عكس ما فعل الجيش الصليبي، وهذا محمد الفاتح عندما فتح القسطنطينية في عام ١٤٣٥ عاملهم معاملة الاسلام، لم يقتل احدا داخل كنيسة ايا صوفيا وطلب منهم ان يذهبوا الى مساكنهم احراراً وهذا بالماضي، اما بالحاضر لقد شاهدنا احد قادة حماس يقول لجنوده عاملوهم معاملة الاسلام وان المعاملة الحسنة هي سنة النبي صلى عليه وسلم مع الكفار وذلك عندما دخل مكة، وان سيدنا ابا بكر اوصى اسامة بن زيد وهو يقود جيشاً بألا يقتل رجلاً كبيراً ولا طفلاً ولا امرأة ولا يقلع شجرة، هذه ثقافة الاسلام في الحرب، ان الحقد الاوروبي الصليبي على المسلمين يترجمونه عملياً مع الشعب الفلسطيني بالقتل والابادة، والغريب في الامر الفلسطينيون الذين يجاهدون لاسترجاع ارضهم السليبة يسمونهم ارهابيين، والفرنسيون الذين جاهدوا الالمان بانهم مجاهدون هذه اوروبا تغير الواقع ضد المسلمين وذلك من مبدأ الكراهية، وان الذي يزعج الصليبيين الجدد هو ان كثيراً من الشعوب الاوروبية نساء ورجالا يعلنون اسلامهم، حيث وجد المسلمون الجدد بان هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وهذا الامر يزعج الصليبين كثيراً وليسوا قادرين على ان يوقفوه وكل العمل الوحيد الذي يعملونه هو مضايقتهم في امور الحياة، لقد كان بالماضي الملوك الاوروبيون هم الذين يشنون علينا الحروب وذلك بحملات صليبية ثم استعمرونا، اما اليوم فالحكومات الاوروبية يمثلون الصليبية الحديثة ويشنون علينا حربا عن طريق الصهيونية الممثلة بالكيان الصهيوني والكل سمع بايدن وهو يقول لو لم يوجد الكيان الصهيوني لوجدته وانا صهيوني. واننا ممكن ان نلجم اوروبا وان نكون كعرب كما كنا بالماضي عندما اوقفنا النفط والغاز، فعادت اوروبا واميركا الى رشدها وكان ذلك القرار له مفعول ايجابي في مصلحة العرب، السؤال: هل نحن قادرون على ان نجعل النفط والغاز سلاحاً لقضيتنا؟ الجواب لا! لان ذلك التضامن العربي الآن غير موجود.