فضل الله: للتجاوب مع أي خطوة تؤدي إلى فتح باب الحوار بين اللبنانيين
أشار العلامة السيد علي فضل الله، الى التقرير الصادر عن منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، الذي يشير، وبناء على دراسة أجرتها، أن حوالى 9 من كل 10 أسر في لبنان لا تملك المال لشراء الضروريات، وأن عدداً متزايداً من الأسر يضطر إلى اللجوء لإرسال الأطفال وبعضهم لا يتجاوز الست سنوات للعمل في محاولة يائسة منهم للبقاء في قيد الحياة، وأن 15% من هذه الأسر أخرجوا أطفالهم من المدارس لعدم قدرتهم على الوفاء بالأقساط المدرسية، لافتا الى “اننا نشهد إلى جانب ذلك المزيد من طالبي الحاجة كل يوم لتأمين قوتهم أو قوت عيالهم أو للحصول على دواء واستشفاء أو لتأمين مقعد دراسي لأولادهم، وهذا الوضع كان يمكن أن يكون أقسى لولا المساعدات والإعانات التي تقدمها المؤسسات الاجتماعية أو مما يأتي من المغتربين في الخارج”.
وخلال خطبة الجمعة، لفت فضل الله الى ان “هذا التقرير يأتي ليكون، إضافة إلى كونه توثيقاً، شاهداً إضافياً على المسؤولية التي تقع على عاتق القوى السياسية المعنية بشؤون هذا البلد للعمل بكل جدية ومسؤولية والقيام بدورهم برفع المعاناة عمن أوصلوهم إلى مواقعهم، وهم قادرون عليها إن هم تحرروا من حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية ورهاناتهم، وقرروا أن يمدوا أيديهم بعضهم إلى بعض للعمل سوياً لتأمين الاستحقاقات التي تكفل بإخراج البلد من الانهيار وإنسانه من معاناته، والتي تبدأ برئيس قادر على قيادة سفينة البلد، وصولاً إلى حكومة كفوءة، أو الاستحقاقات الأخرى القادمة بعدما ثبت وبالوقائع أن لا قدرة لأحد على فرض خياره أو أخذ البلد إلى حيث يريد، في بلد بني على التوافق ويستمر عليه”.
وتابع :”نحن هنا ننظر بإيجابية إلى كل يد تمتد إلى اللبنانيين لتساعدهم على بلوغ ذلك، وندعو إلى التجاوب مع أي خطوة تؤدي إلى فتح باب الحوار بين اللبنانيين وسد الهوة في ما بينهم، بعدما بتنا نخشى أن تكون القوى السياسية قد اقتنعت ان لا حل إلا بتدخل الخارج، لكننا نجدد القول إن الحل سيبقى مرهوناً بإرادة القوى السياسية ومدى استعدادها للتوافق في ما بينها على تحرير الاستحقاق من سياسة التعطيل التي باتت تتكرر لدى كل استحقاق ونحن نرى أنه إذا كان هناك من دور للخارج فهو إعانة اللبنانيين على ذلك لا أن يكون بديلاً منهم”.
وجدد فضل الله التأكيد على أن التوافق لا يعني المحاصصة أو تقاسم الجبنة كما كان يحصل سابقاً والذي أودى بالوطن إلى القاع الذي وصل إليه، بل بالتوافق على اختيار الأفضل، ومن هو المؤهل لإدارة شؤون هذا البلد وباعتماد الخطة الأمثل للنهوض الاقتصادي والاجتماعي فيه، لافتا الى انه “من المؤسف أن نسمع حديثاً يقول إن إنجاز الاستحقاق لن يتم قبل وقت طويل، وما على اللبنانيين إلا الصبر إلى أن تشفق عليهم القوى السياسية أو من يمونون عليهم بحل عقدة الاستحقاق هذه، وهذا ما يعبر عن ذروة التحلل من المسؤولية”.
ودعا فضل الله الحكومة ومعها المجلس النيابي إلى القيام بالدور المطلوب منهما للتخفيف من الأعباء على المواطنين بدلاً من التفكير بزيادة الأعباء عليهم والعمل لمعالجة جادة للقضايا المطروحة التي لا تنتظر، وذلك بحل أزمة موظفي القطاع العام لإعادة دورة العمل ولعدم تعطيل معاملات المواطنين، وبمنح الأولوية وتوفير كل الإمكانات لعودة المدارس الرسمية ليتسنى للطلاب حماية مستقبلهم الدراسي بعدما أصبح واضحاً مدى عبء التعليم في المدارس الخاصة والذي قد لا يستطيع الكثيرون تحمل أكلافه، ومعالجة جادة لأزمة النازحين وعدم إبقائها في دائرة المراوحة أو التجاذب السياسي الداخل أو الخارج.