فضل الله: لا حلول من دون تفاهمات
أكد النائب حسن فضل الله، خلال احتفال تأبيني في عيترون الجنوبية، ” أنّنا نريد انتخاب رئيس جمهورية اليوم قبل الغد لإعادة الإنتظام لمؤسسات الدولة وخصوصًا لجهة تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تبدأ بوضع خطة الإنقاذ المالي والاقتصادي، ولكن في ظل الفراغ الرئاسي لا يمكن ترك البلد من دون إدارة ومعالجة شؤون الناس الحيوية، ومن بينها رواتب القطاع العام من مدنيين وعسكريين، ومن هنا جاءت أهمية الجلسة التشريعية لإقرار الإعتمادات المطلوبة، فمن دونها لا يمكن للعاملين في القطاع العام قبض رواتبهم في شهر حزيران، ولذلك كنّا في طليعة الداعمين لمثل هذه التشريعات، بينما هناك من لا يكترث لمثل هذا الوضع، وهم يعطون لأنفسهم حق منع الموظفين من قبض رواتبهم ويقاطعون الجلسة، وهم أنفسهم يهاجمون الكتل والنواب الذين مارسوا حقهم الدستوري في جلسة انتخاب الرئيس في سياق موقفهم بضرورة أن يكون الرئيس محل تفاهم وطني، فكيف يبيح هؤلاء لأنفسهم مقاطعة جلسات بل الإنسحاب من جلسة لجان مشتركة لتعطيل النصاب، وينتقدون غيرهم إذا مارسوا حقهم الدستوري”.
وقال: “إننا ندعو إلى الحوار للتفاهم على انتخاب الرئيس من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، ومن موقع أن لدينا تحالفاً وطنياً متيناً متماسكاً متراصاً لديه رؤية سياسية مشتركة، ولديه اقتناع بما يقوم به، وثقة بمن يرشّح، ولذلك نمد يدنا إلى الحوار من موقع الفهم لطبيعة بلدنا والحرص عليه وعلى الآخرين الذين هم في موقع الشراكة الوطنية، فنحن لدينا الحضور النيابي الوازن، ومن هذا الحضور النيابي الوازن نقول للجميع في البلد، لا يوجد حلول من دون التفاهمات الوطنية”.
وأشار فضل الله إلى “حراك خارجي إقليمي- دولي، بشأن الوضع في لبنان”، وقال: “نحن لا نمانع تقديم أي مساعدة غير مشروطة من الأشقاء والأصدقاء، مساعدة لا تمس بسيادتنا ولا بثوابتنا، ومن يريد أن يساعدنا على المستوى المالي والاقتصادي أو على مستوى الدفع باتجاه الحوارات الوطنية، فنحن لا نمانع بذلك، لا سيما وأننا نلتقي مع جهات ودول تعرض هذا النوع من المساعدة، ولكن الخارج لا يستطيع أن يحل مكان اللبنانيين، فهو عنصر مساعد، والإرادة والقناعة يجب أن تكون داخلية، وإذا لم يساعد اللبنانيون أنفسهم، فإن كل مساعدة من الخارج لا تستطيع أن تعالج مشاكلهم”.
ورأى “أن الانسداد السياسي الموجود في لبنان يمكن أن يطيل أمد الفراغ الرئاسي ويؤدي إلى إطالة أمد الأزمة ومعاناة اللبنانيين عموماً أينما اصطفوا وأيّاً تكن اتجهاتهم، والمخرج الطبيعي لهذا الإنسداد يكون بعقد تفاهمات وطنية وليس بتقاطعات ظرفية مصلحية آنية، بعضها مبني على النكد السياسي والخصومات الشخصية، والجميع سمع ما قالوه عن مرشحهم، وقد قلنا لهم في المجلس النيابي، لم يمر في تاريخ انتخابات الرئاسة أن نواباً يدعمون مرشحاً يتنكرون له إلى هذه الدرجة، بل يُلقون عليه كل الأوصاف التي تجعل من اللبنانيين لا يقتنعون به”.