
حسين زلغوط – خاص, موقع “رأي سياسي”:
ساعات تفصلنا عن تبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود في ما خص النتائج التي ستفضي إليها مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الرامية إلى الوصول إلى إتفاق بين لبنان وإسرائيل يوقف الحرب.
خلال وجود هوكشتاين في بيروت التي أمضى فيها يومين تخللهما جولتين من التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ، ولقاء مع مستشاره الإعلامي في السفارة الأمريكية لأكثر من ثمانية ساعات أشاعت أجواء تفاؤلية بإمكانية الوصول إلى إتفاق بين لبنان وإسرائيل يوقف الحرب الدائرة ، حتى أن البعض من المطلعين على مسار التفاوض وصل به الأمر إلى حد القول أننا نقترب من خط النهاية في السباق الحاصل بين استمرار الحرب والحل الدبلوماسي، وأن إتفاق وقف إطلاق النار أصبح أقرب من اي وقت مضى ليكون في قبضة اليد.
وتكشف مصادر موثوقة لموقع” رأي سياسي” أن الساعات الطويلة من نقاش “الفاصلة والنقطة” في الورقة الأمريكية المؤلفة من 13 بندا أثمرت عن تضييق الفجوات التي كانت لا تزال موجودة ، خصوصا لجهة البند المتعلق بحرية العمل الإسرائيلي العسكري في لبنان، وهو ما رفضه الجانب اللبناني بالمطلق ، وتم التوصل إلى صيغة جديدة تعطي الجانبين الإسرائيلي واللبناني حق الدفاع عن النفس ، وفي ما خص لجنة الإشراف على تنفيذ الإتفاق تم إبعاد بريطانيا منها بناء على طلب لبنان ، وربما تمثل أميركا بدلا منها وهو ما قبل به لبنان كون أن هذه اللجنة مهمتها محصورة فقط بمراقبة تنفيذ مندرجات الإتفاق ولا سلطة تقريرية لها.
هذا الأمر وفق المصادر ما كانت لتقبل به لو أنها حققت هدفها في السيطرة على مدينة الخيام حيث قامت بعدة محاولات خلال العملية التفاوضية ليلا في السفارة وفشلت جميعها وهو ما أرغم إسرائيل على إبداء مرونة تجاه البنود التي كانت لا تزال عالقة، كون أن السفارة الأمريكية في بيروت كانت على تواصل عبر سفيرها في تل ابيب مع الجانب الإسرائيلي ووضعه في تفاصيل ما كان يحصل.
هذا الأمر شجع الموفد الأميركي على طلب لقاء الرئيس بري في عين التينة مجددا بغية وضع اللمسات الأخيرة على مسودة الإتفاق قبل أن ينتقل إلى تل أبيب حيث من المقرر أن يلتقي اليوم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه.
هنا تؤكد المصادر أن لبنان قدم ما لديه في سبيل تحقيق الإتفاق على وقف إطلاق النار ، والكرة الآن هي في الملعب الإسرائيلي، فإذا لم يذهب نتنياهو إلى اعتماد الإسلوب التفاوضي نفسه تجاه غزة ، أي المناورة، والمراوغة ، ونكران ما يقوله في النهار قبل غياب الشمس ، وأبدى بدلا عن ذلك مرونة وجدية، سنكون أمام اتفاق على وقف الحرب، وفي حال لم ينجح هوكشتاين في مهمته في تل أبيب فإننا سنكون أمام أيام وأسابيع وربما أشهر صعبة للغاية.
لكن صحيفة هآرتس نقلت عن المبعوث الأميركي تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق بإنهاء حرب إسرائيل مع لبنان خلال أيام، وتنفيذه قبل مغادرة الرئيس جو بايدن للبيت الأبيض، مذكرة بأن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يدعم ذلك بعد أن وعد الناخبين الأميركيين من أصل لبناني قبل الانتخابات بأنه سيجلب السلام إلى وطنهم.
وتضيف يبدو أن نتنياهو وشركاءه في الائتلاف اليميني المتطرف على استعداد للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب ، استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 1701، كما أن دفع ترامب للتوصل إلى اتفاق ربما يكون له تأثير على نتنياهو الذي يخشى إزعاج الرئيس القادم بإطالة أمد حرب تعهد ترامب بإنهائها.
فهل نكون أمام اتفاق على وقف إطلاق النار ، ام تذهب الأمور إلى مزيد من التصعيد..ساعات قليلة تفصلنا عن معرفة خاتمة مهمة هوكشتاين التي ربما تكون الأخيرة قبل استلام الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور في البيت الأبيض.