فرونتسكا: انشاء بعثة في لبنان هدفه دعم السلام.
اعتبرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، لمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس بعثات الأمم المتحدة، ان “الهدف من تأسيس البعثات انقاذ الأجيال المقبلة من كوارث حرب وإعادة تأكيد على حقوق الانسان وكرامته”.
وقالت: “خلقت المنظمة بعثات سياسية لانه كان هناك حاجة لمصالحة في بعض الدول والتركيز على النزاعات في الشرق الأوسط وافريقيا، في العام 48 أخذت الجمعية قرارا بانشاء اول بعثة سياسية وتعيين وسيط هو السيد برنادوكت لهدنة في فلسطين ووفقا للمصطلحات الأممية هي هيئة أمم متحدة لمراقبة الهدنة”.
وأشارت فرونتسكا الى ان “انشاء بعثة في لبنان هدفه دعم السلام والاشراف على تنفيذ القرار 1701 وعلينا دور رفع التقارير الى مجلس الامن كل 4 أشهر 3 مرات في السنة ومتابعة الوضع في لبنان والتواصل مع المجتمع المدني والمفكرين ورجال الدين والسياسيين”.
وإذ أكدت ان التقرير يوضع بشكل موضوعي جدا ويراقب عمل البعثة، لفتت الى انه “يحافظ على اهتمام المجتمع الدولي بالدولة التي توجد فيها البعثة مثلا لبنان والتقرير يظهر ما اذا كانت هذه البعثة قادرة وقوية لتمول المشاريع وتأمين استمرار المساعدات من الدول المانحة”.
وقالت: “كان لي الشرف ان امثل بلدي بولندا في مجلس الامن واكتشفت أسلوب عمله وانا منذ ال2018 اتابع التطورات في لبنان لانه موجود على اجندة مجلس الامن والمناقشة حول لبنان مثمرة جدا والأعضاء في مجلس الامن متحدون حول لبنان”، موضحة ان “الأعضاء غير الدائمين في مجلس الامن يتغيرون وواجب عليهم بحث الملف اللبناني وتسجيل الاقتراحات، فهناك دول تحب تقديم أفكار إيجابية كالتشجيع على الإصلاحات والترحيب بتطورات إيجابية”.
وتابعت: “الأعضاء غير الدائمين كونوا سمعة للبنان كدولة تعيش نتيجة حرب 2006 ولكن كدولة تستطيع ان تتقدم وهناك موقف موحد في مجلس الامن وهذا انجاز كبير لانه يشكل ساحة لاي مبادرات ديناميكية جديدة، وهذا الدور لا يزال موجودا في مجلس الامن وهناك اهتمام كبير من قبل الدول وينظرون اليه كنموذج فيه تعايش ثقافي وديني وثروة ثقافية وحضارة عريقة، وهذا ما يجب ان يشجع على التقدم والإصلاحات ومستقبل أفضل للأجيال”.
وأكدت فرونتسكا انه “عبر القنوات الدبلوماسية من واجباتها ان تقدم المساعي الحميدة ليس فقط في بيروت بل في نيويورك وهي تلتقي سفراء الدول في مجلس الامن في نيويورك وتستطيع ان تلمس الاهتمام، كاشفة عن ان هناك دولا بعيدة لديها ملفات مهمة عن لبنان وتفاصيل”.
وشرحت فرونتسكا ان “للقرار 1701 بعدا سياسيا وعسكريا لكن على مستوى تنفيذه دور البعثة السياسية التركيز على نشاطات سياسية، ومن الأهم الوقف الدائم لاطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وإيجاد حل طويل الأمد للصراع، وهناك مسؤوليات على الطرفين وهذا شيء مفتوح ونمثل عبر القنوات الدبلوماسية ونحاول ان نبني جوا إيجابيا ونحاول إيجاد حل دائم وهو وما زال ضمن القضايا العالقة وبحاجة الى معالجة كالانسحاب من قرية الغجر وترسيم الحدود الدولية بين إسرائيل وسوريا. وجزمت ان الأمم المتحدة لا تتدخل في ترسيم الحدود لانه يعود لكل دولة ولكن اذا استطعنا تسهيل الأمور فنحن نعمل على ذلك”.
وقالت: “ترسيم الحدود البحرية انجاز جيوستراتيجي وتم تسهيله بالتعاون مع كل الشركاء وهذه الاتفاقية تفتح أبوابا للنمو الاقتصادي واستخراج النفط، ونتمنى ان نتعامل مع موضوع الحدود البرية أيضا فقوات اليونيفل حصلت على الخبرة وبتعاون ممتاز كبعثة سياسية وبعثة حفظ سلام نستطيع ان نحاول انجاز شيء إيجابي للبنان”.
ورأت ان “على الأمم المتحدة ان تتعامل مع المواضيع الصعبة بطريقة منطقية حتى ان القرار 1559 يذكر موضوع السلاح خارج سيطرة الشرعية اللبنانية ولا تستطيع الوصول الى نتيجة من دون تعاون مع السلطات وهو موجود وجيد جدا، ولكن يجب الوصول الى حل إيجابي ووضع استراتيجية دفاعية جديدة مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية لان لبنان يستحق ان يعيش بسلام”.
وأكدت ان “الأمم المتحدة تبحث في أي فرصة للمساعدة كي تفهم كيف يمكن ان تخدم لبنان في هذه المرحلة من دون تدخل”، مشيرة الى ان “اللقاء مع النواب مهم لان دورهم أساسي في انتخاب رئيس”.
وقالت: “فهمت من اللقاء مع النواب ان الفرصة دائما موجودة وبحاجة لقرار سياسي وأشجع على انتخاب رئيس لان اللبنانيين يستحقون حياة أفضل وعلينا محاولة إعطاء بعض الأفكار الجديدة لأننا في المرحلة المقبلة نشجع على ان يتخذ اللبنانيون قرارا لأنه ليس هناك أحزاب فقط بل توازنات طائفية معينة ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان ان ينتخب رئيسا بسرعة لانه مطلوب منه عمل كثير”.
وأردفت: “تحاول الدول الخمس ان تدعم انتخاب الرئيس واللبنانيون هم من يقررون فاما يتفقون على رئيس او يكونون بحاجة الى مساعدة الخارج، ولو حصل الاتفاق اللبناني على رئيس من دون مساعدة الخارج سيكون انجازا لبنانيا كبيرا وسيخلق ثقة بسمعة لبنان”.
وعن تفجير مرفأ بيروت قالت: “من اللحظة الأولى كان موقف الأمم المتحدة واضحا وندعو الى تحقيق شفاف واحترام الضحايا وان يلعب القضاة دورا في هذا المجال. التحقيق الدولي بحاجة لشروط معينة وواجب علينا في كل تقرير يرفع الى مجلس الامن ان نثير هذا الموضوع وهذه السنة كان مجلس حقوق الانسان ينظر الى هذه القضية وانشاء الله ان يحصل هذا التحقيق بجهود اللبنانين وهي فرصة للقضاة اللبنانيين”.