
حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي“:
يبدو ان لبنان سيكون مع قابل الإيام على موعد مع زيارات لموفدين دوليين، بعضها يتعلق بمتابعة تنفيذ اتفاق الهدنة، واستكمال تنفيذ مندرجات القرار الأممي رقم 1701، فبعد أن قامت وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك بزيارة مفاجئة الى بيروت امس والتي كشف عن موعدها قبل ساعات من هبوط طائرتها في مطار بيروت، يزور الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان لبنان الثلاثاء المقبل اي قبل ثلاثة ايام من زيارة سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 28 من الشهر الحالي. ووفق مصادر عليمة ان زيارة رأس الدبلوماسية الفرنسية السابق تأتي هذه المرة بعيدة عن السياسة الداخلية اللبنانية ومشاكلها، كون ان لودريان كلف من قبل الدولة الفرنسية بمتابعة ملف الأعمار مع المسؤولين اللبنانين، وذلك لجمع المعلومات والمعطيات التي تساعد على التحضير لعقد مؤتمر في العاصمة الفرنسية يخصص لجمع المال وتوظيفه في عملية إعادة اعمار ما دمرته الحرب الاسرائيلية على لبنان، وهو ما كان اعلن عنه الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخير الى لبنان، حيث كشف بعد لقائه الرئيس جوزاف عون عن أن باريس ستستضيف خلال الأسابيع المقبلة مؤتمرًا دوليًا بهدف إعادة إعمار لبنان.
لكن اللافت في هذا السياق ما كشف عن ان الرئيس ماكرون وخلال اتصال أجراه برئيس الحكومة نواف سلام من اجل تهنئته وجه رسالة الى الدولة اللبنانية، عبر الرئيس سلام، مفادها الربط بين عملية إعادة الإعمار والحاجة الى الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع العربي والدولي ومؤسساته المالية منذ سنوات والتي لم تر النور حتى اليوم.
صحيح أن ما جاء في كلام ماكرون ليس جديدا لجهة تمسك باريس بأمن لبنان وسيادته. لكن اللافت ان كلام الرئيس الفرنسي خلا من موضوع الدعوة لمؤتمر دولي لمساندة لبنان والتي سبق للرئيس ماكرون ان تحدث عنها أكثر من مرة وخصوصا لدى الزيارة التي قام بها الى لبنان في 17 كانون الثاني الماضي.
لكن مصادر عليمة كشفت في هذا السياق لموقع “رأي سياسي” أن موعد المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في لبنان، مرتبط ، بمجموعة من العوامل تتناول بداية مستوى المؤتمر ، وتاليا عدم اصطدامه باستحقاقات عربية ودولية أخرى علما أن لبنان ليس وحده في الميدان إذ أن الدول العربية والخليجية بشكل خاص معنية بإعادة الإعمار في غزة وفي سوريا أيضاً.
ولا بد هنا من الإشارة الى أن البنك الدولي قدّر كلفة إعادة الإعمار والتعافي في لبنان عقب الحرب الاسرائيلية المدمّرة قرابة 11 مليار دولار.
ومن هذا المنطلق فإن عملية إعادة الإعمار تشكل إحدى أبرز التحديات التي تواجه لبنان، وتعوّل الحكومة على دعم خارجي وخصوصا من دول الخليج للحصول على مساعدات لتمويل إعادة الإعمار والتعافي من الانهيار الاقتصادي.