حسين زلغوط.
خاص رأي سياسي …
ان اي مراقب للتطورات في المنطقة خصوصا لجهة التدحرج السريع في مسار التفاهمات التي فتحت الابواب التي كان يعتقد ان مؤصدة بين بعض الدول ، يدرك بان هذه المنطقة اصبحت في مدار مختلف عما كانت عليه في السنوات العشر الماضية ، وان المؤشرات اليومية تدل على ان مروحة التفاهمات هذه ستتوسع مع قابل الايام ، وان لبنان سيستفيد منها لا بل انه سيكون في صلبها في غضون اسابيع او اشهر لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة.
ما من شك ان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تقصّد زيارة البطريرك الماروني الكارينال بشارة الراعي ليقول ما قاله امام الصرح البطريركي في بكركي عن التسويات في المنطقة وضرورة الالتحاق بها وهو وجه خطابه في الدرجة الاولى الى المجتمع المسيحي ، ومن جهة ثانية ثبت في ما قاله من كلام في السياسة وعن العلاقة مع الدول العربية أمر ترشحه الى رئاسة الجمهورية حيث كان مضمون الكلام بمثابة برنامج انتخابي يفترض بأهل الحل والربط فكفكة معانيه والغازه وحمله على محمل الجد في اية عملية تفاوضية حول رئاسة الجمهورية.
لقد انطلق فرنجية في كل ما قاله من رؤية واضحة لديه حول ماهية ما يجري في المنطقة وهو خاطب العقل المتحجر في الضفة الثانية بأن المشاكل لا تحل الا عن طريق الحوار وان سياسة الابواب المقفلة لم تعد تجدي نفعا وان عليهم اغتنام الفرصة وركوب موجة الانفتاح والتفاهمات قبل ان يفوتهم قطارها ويجدون انفسهم خارج اي معادلة مقبلة.
يتكئ فرنجية في التمسك بترشحه على صخرة قوية في لبنان وخارجه وهو وصل اليه كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من ان الحزب سيبقى متمسكا به كمرشح ولو دام الفراغ الرئاسي مائة عام الا اذا هو انسحب من هذه المعركة وهو ما شكل له بالتوازي مع عملية التفاهمات التي تجري في المنطقة ورضى بعض الدول المعنية على اسمه قوة دفع له تجعله يخوض الاستحقاق الرئاسي مرتاح البال.
ووفق المعلومات فانه سيكون للبنان رئيس في نهاية ايار او في بحر شهر حزيران وان الطبخة الرئاسية باتت على قاب قوسين من نضوجها وهي ستكون سلة واحدة مع الحكومة المقبلة وتوابعها الاقتصادية وان الفرنسيين الذين يعملون بقوة على خط هذه التسوية باتو على قناعة بوصول فرنجية الى سدة الرئاسة ، وان السعوديين سيلتحقون بهم في القريب العاجل حيث ان المملة ومعها باريس تركز على مسألة رئاسة الحكومة والموضوع الاقتصادي حيث يقال ان ولي العهد السعودي يتجه لتسمية شخصية سنية من خارج الندوة السياسية الراهنة على ان لا تكون مستفزة لاي طرف وتتوافق مع تطلعات المملكة الانفتاحية على العالم، كما ان باريس تركز بدورها على الاقتصاد وهي حجزت لنفسها مكانا مرموقا في لبنان ان لناحية القطاع النفطي، او في المرفأ، وفي مطار بيروت الدولي ، وفي القطاع المصرفي بعد عملية الدمج التي ستحصل عاجلا ام اجلا.
وتقول المعلومات انه ربما يسبق كل ذلك مخاض عسير على المستويين الاقتصادي والمالي خصوصا بعد الاجراءات التي اتخذتها الحكومة في ما خص تحسين الرواتب في القطاعين العام والخاص، حيث يتوقع ان تؤدي هذه الاجراءات الى ارتفاع كبير في سعر صرف الدولار الى جانب ارتفاع منسوب التضخم حيث ليس صحيحا ان طبع ورقة المليون في طريقها الى التداول لان ذلك لا يصدر بمرسوم عن الحكومة بل من خلال قانون في المجلس النيابي ، وليفترض ان هذا القانون قد صدر اليوم فان طباعة العملة وتداولها يحتاج الى ما يقارب الستة اشهر وفق خبير اقتصادي ، الذي راى انه سنشهد مع قابل الايام ترديا قويا في العملة الوطنية وان هذا الامر سيكون السبب الرئيس في عقد مؤتمر لاجل لبنان يصار في خلاله التفاهم على رئيس للجمهورية وعلى تأليف حكومة مكتملة الاوصاف ، وفي حال تم ذلك سنشهد انخفاضا كبيرا في سعر الدولار قد يصل الى حدود الـ30 الف ليرة قبل الاتفاق على رقم مرن يثبت من خلاله سعر الصرف لان التسوية سيعقبها ضخ كبير في الاموال على شكل هبات ومساعدت لتمكين لبنان من الخروج من ازمته وان ذلك سيحصل قبل نهاية هذا العام.