صدى المجتمع

فايروس”كورونا” يجتاح المخيمات الفلسطينية: أوضاع كارثية

كتب خضر السبعين لـ”رأي سياسي”

منذ أن بدأ فايروس “كورونا” بالظهور في لبنان كان اللاجئون الفلسطينيون يضعون ايديهم على قلوبهم خوفا من وصول الفايروس الى مخيماتهم التي تفتقر لابسط قواعد السلامة العامة من ناحية، و لغياب الرعاية الصحية شبه التام من ناحية أخرى، و لهذه الغاية اتخذت بعض الإجراءات الاحترازية عند مداخل بعض المخيمات و داخلها من قبل المؤسسات المدنية و المجتمعية و المتطوعين مما ساهم في حماية المخيمات، إلى حد ما لفترة زمنية محددة.
و لكن مع تفشي جائحة “كورونا ” في لبنان و العالم فإن المخيمات الفلسطينية لم تستطع النأي بنفسها عن هذا الفايروس سريع الانتشار و الذي اصاب مئات ملايين البشر و ادى الى وفاة عشرات الملايين منهم.
و قد سجلت حالات وفاة كثيرة في بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان إلى جانب الاعداد الكبيرة من الإصابات.
اليوم، مع انتشار متحور “أوميكرون” في لبنان، ماذا عن المخيمات الفلسطينية في هذا البلد الذي يفتقر لوسائل مواجهة هذا الانتشار السريع، خاصة ان لبنان يغرق بمشاكله و اوضاعه الاقتصادية و الانسانية و الصحية المتردية؟!
اوضاع كارثية
في هذه الاوضاع الصعبة يجد اللاجئون الفلسطينيون انفسهم مجردين من مستلزمات مواجهة اجتياح الفايروس الذي يتزامن مع اجتياح الفقر و البطالة من ناحية، و تقصير بعض المؤسسات و الجهات المعنية ، و على رأسها “الاونروا”، في تقديم الخدمات الصحية و الاستشفائية و الاغاثة للمصابين و عائلاتهم من ناحية ثانية، و في تقاعس هذه المؤسسات عن دورها التوعوي والرقابي و اتخاذها الاجراءات الاحترازية الوقائية من ناحية ثالثة، و الانقسام الفصائلي حول سبل مواجهة “العدوان” الوبائي الداهم من ناحية ثالثة، و الجهل و الاستهترار الشعبي من ناحية رابعة، اذ بالرغم من كل الخسائر الهائلة التي اوقعها فايروس “كورونا” و متحوراته في العالم، هناك من ينكرون وجوده و يعتبرونه “مؤامرة” دولية.
“تسونامي”
و يؤكد مطلعون ان الفحوصات التي تجرى في عيادات الاونروا محدودة جدا، اذ يبلغ عددها في مخيم البارد الذي يبلغ عدد سكانه حوالي ٣٠ الف نسمة، على سبيل المثال، ٢٠ فحصا في اليوم اولا، و نتائجها تتأخر بالصدور ثانيا، و لا تقدم العيادات اي نوع من الادوية ثالثا، و غالبية المصابين يعجزون عن شراء او تأمين الادوية اللازمة رابعا، مما يساهم في انتشار الوباء بشكل مخيف، اذ يؤكد المدير العام لمستشفى “الهمشري” الدكتور زياد ابو العينين “ان الفحوصات الميدانية التي أجريناها في المخيمات من الشمال الى الجنوب جاءت صادمة، وهي تلامس ٤٠ بالمائة من عدد الذين خضعوا للفحوصات”، محذرا من “تسونامي” داخل المخيمات اذا لم يتم تدارك الموقف”.
مدارس مخيم البارد
الدفاع المدني الفلسطيني_ فوج مخيم نهر البارد أصدر بيانا اعلن فيه”استعداده لمواجهة انتشار الفايروس وفق الامكانات المتاحة، في ظل الارتفاع الملحوظ للاصابات التي يشهدها المخيم، حيث يعلن عن خطة توزيع أدوية تستهدف ١٠٠ مصاب، الى جانب القيام بحملات تعقيم للمؤسسات و المنازل و المدارس، و الاستعداد لنقل المصابين على مدار الساعة، دون اي مقابل”.

الدفاع المدني يوزع المعقمات في المخيم


قائد الفوج محمد بهار أوضح في حديث الى “رأي سياسي” ان “الدفاع المدني و حده قدم من ١ كانون الثاني الجاري و لغاية ١٨ منه أدوية ل ١١٣ حالة مصابة، و الادوية نقدمها بناء على وصفات طبية للمصابين الذين أجروا فحوصات مخبرية. كما طلبت منا حوالي ١٨٠ عائلة تعقيم بيوتها، و نقلنا ٨ مصابين الى المستشفيات”.
و اخطر من كل ذلك” الاصابات بين اساتذة و طلاب مدارس المخيم، و لكن الاونروا تمتنع عن الاعلان عن الاعداد، كما تحجم عن اتخاذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون تصاعد حجم الاصابات في المدارس مما ينذر بكارثة لا حدود لها”.

عملية تعقيم المدارس في المخيم

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى