شؤون لبنانية

غصن: “تقدّر العقارات والمرافق اللبنانية بحوالي 30 مليار دولار ويمكن أكثر إذا تم تشغيلها”

تحدّث كارلوس غصن في مقابلة مع “النهار” في الذكرى الثالثة لعودته إلى لبنان ، وحينما طرح عليه سؤال عن مشروع كارلوس غصن وحلوله لبلد كلبنان، قال: ليس لدي مشروعاً للبنان بل لديّ حلول. ليس لدي مشروعاً لأن ليس لدي أي طموح سياسي. ولم يكن لديّ مشروع سياسي طوال حياتي علماً أنه عرض عليّ الاضطلاع بدور سياسي ليس في لبنان فحسب بل في بلدان عدة أيضاً قبل سنة 2018. ولم أقبل بالعروض لأن الموضوع السياسي لا يعني لي. وذلك لا يعني أنني لست أبالي بحالة لبنان وبالشعب اللبناني الذي أهتم به وأتأثر بالوضع لأنني أدرك أن هناك حلولاً وليس حلاً واحداً فحسب. شهد لبنان أزمة مالية تبعتها أزمة اقتصادية سببها الأزمة المالية. ثم تسببت الأزمة الاقتصادية بأزمة اجتماعية. ويكمن الأساس في الازمة المالية التي لها حلول اقتصادية ومالية واجتماعية. لكن السياسي هو من سيختار الحل لأنه منتخب من الشعب اللبناني. يتوجب على الأشخاص الذين يحوزون الشرعية اختيار الحلول.

وأردف قائلا: لبنان لم ينته والشعب اللبناني لم ينته. للخروج من الوضع الحالي هناك حلول. يتمثل الشرط الاول الأساسي لأي مشكلة تقع فيها شركة أو مدينة او بلد، في وحدة القيادة التي اذا فُقدت ستستمر الازمة الى ما شاء الله. عندما ذهبتُ الى اليابان قلت إنني أساهم في اعادة الاستقامة الى وضع الشركة، ليس بمفردي بل الى جانب الفريق. لكن، اذا بقيت مسألة غير مقرّرة مثلاً فإنها ستعود إليّ وأنا سأقرر. يمكن الاتيان بأهم الأشخاص في العالم ووضعهم في الوظائف اللبنانية، لكنهم لن يتمكنوا من فعل شيء في غياب وحدة القيادة. ويمكن الوصول الى حلول تقنية بعد تحقيق وحدة القيادة. لبنان بلد غني لكن الدولة فقيرة. ولبنان ليس مفلساً بل الدولة هي المفلسة. تقدّر العقارات والمرافق اللبنانية بأكثر بكثير مما يقال. وإذ تقدرها الدراسات بحوالي 30 مليار دولار، لكنني أعتقد انه يمكن تقديرها بأفضل بكثير اذا تم تشغيلها. اذا وضعت هذه المقدرات بين يدي خبراء فعلوا في حياتهم الشيء نفسه ونجحوا في هذه الاطارات نفسها (خبراء المرافئ يديرون المرفأ وخبراء الطيران يديرون قطاع الطيران…) من خلال خبراء لبنانيين ناجحين في العالم مثلاً للمساهمة في تحقيق مصلحتهم الشخصية على قاعدة أن يساهم ذلك في غنى البلاد أيضاً. الـ30 ملياراً بحسب حساباتي تساوي أكثر من 200 مليار خلال 4 سنوات بما يساهم في حلّ كلّ المشاكل ولا حاجة للمساعدة من الخارج التي لن تأتي… لأن أحداً لن يقول إنه سيجلب الحل الى البلاد. الجميع يقول ساهموا في ايجاد حلّ ونحن نساعدكم. لكن لا بد من المباشرة بالحل والا فإن أحداً لن يساعد… لا صندوق النقد أو أي بلد اجنبي. لن يضع أحد ليرة في لبنان. وحتى المساهمة المالية اذا حصلت لن تساهم بشيء في وعاء مثقوب. هناك حاجة اولا الى سدّ الثقب ثم التوجه الى حلول تقنية.

وعن النصائح التي يوجّهها كارلوس غصن للشركات الناشئة قال : ” لا بد للشباب من الاختيار وابتكار ما يريدون فعله في المجال الذي يرون أن في إمكانهم تحسينه بالطريقة المناسبة. وبعد ذلك يمكن البحث عن التمويل والمساعدة للانتقال إلى التطبيق. أعمل مع جامعة الكسليك حيث أقدّم برنامجاً للطلاب في الادارة وأمنح خبراتي لهم للاستفادة منها. وقد ساهمت في مجيء مديرين تنفيذيين عالميين إلى لبنان للاضاءة على خبرتهم العالمية للشباب اللبناني. ما أريد قوله إن المسألة الوحيدة التي يمكن أن نفعلها كرجال أعمال، هي في تنمية حبّ الاقتصاد والشركات في الشباب. يغادر بعض اللبنانيين بلدهم، فيما يسعى البعض الآخر إلى الحصول على وظيفة داخل لبنان الذي لن يخرج من وضعه الحالي إلا بتنمية روح التخصص. هناك الكثير من الأشياء التي يمكن فعلها… ولدى لبنان الامكانات.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى