رأي

غزة.. مساعدات مع وقف التنفيذ

كتبت نيفين عبدالهادي في صحيفة الدستور.

يكتمل الهدوء في غزة بعد انتهاء الحرب، ودعونا نركز على إنهاء الحرب بشكل حقيقي، يكتمل في مد يد العون للأهل في غزة، مد يد السند وإيصال المساعدات وتدفقها دون انقطاع، وبكميات كبيرة وكثيرة جدا، بذلك يكتمل واقع الإيجابية في غزة، وحقيقة هدوء جاء بعد عواصف مدمّرة، إذ يقترن السلام بإيصال المساعدات للغزيين، دون ذلك يبقى «النقصان» هو واقع حال غزة.
بطبيعة الحال وفقا لما نرى ونتابع، فإن الاستقرار حتى اللحظة لم يتحقق في غزة، وما تزال الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، وما تزال إسرائيل تصر على إغلاق المعابر وصولا لغزة، لمنع وصول المساعدات، لتبقى غزة وحيدة معزولة تبتعد عنها أيادي العون والمساعدة من خارج حدودها، وتبقى حاجة أهلها للغذاء والدواء والماء وحتى المسكن الآمن قيد الانتظار، على الرغم من كل ما بُذل ويبذل في سبيل فتح المجال أمام إيصال المساعدات.
ما تزال غزة، تعيش مجاعة، وفقدانا كبير للأدوية والعلاجات، وشح المياه، ما تزال تعيش واقعا يضعها أمام كوارث أولها المجاعة، وتفشي الأمراض دون توفر العلاج، يقابل ذلك إصرار إسرائيلي للاستمرار بذات السياسة في قلة الغذاء والدواء وحتى الماء، ويمكن القول إن في ذلك جوهر أزمة غزة اليوم، ولا بد من الضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح للمساعدات بدخول غزة، ذلك أن إبقاء الباب مغلقا أمامها هو جزء من حرب إسرائيل على غزة، وتأكيد على أن هذه الحرب لم تنته بعد، فالمجاعة جزء من الحرب على غزة، ومئات الغزيين ماتوا جوعا.
الأردن يرى في إدخال المساعدات أمرا أساسيا، وضرورة على المجتمع الدولي أن يضغط باتجاه السماح للمساعدات بدخول غزة، وفي ذات الوقت أخذ الأردن خطوة متقدّمة في إيصال المساعدات للأهل في غزة، من خلال شركاء داخل القطاع يقومون بتوزيع الخبز ووجبات غذائية ساخنة وتوزيع مساعدات كمستلزمات المدارس، كل ذلك يتم من خلال شركاء للأردن داخل غزة، علاوة على أن الأردن مستعد وعلى الفور لإيصال المساعدات لغزة، فقد أعلن عن وجود أطنان من المواد الإغاثية والإنسانية الجاهزة، وفور فتح المجال سيتم إيصالها للأهل في غزة، بقناعة أن إيصال المساعدات حتما يتيح المجال لعون الغزيين بشكل أكثر بالكميات.
لم يبق الأردن مكتوف الأيدي أمام إصرار إسرائيل على عدم فتح المجال لإيصال المساعدات للأهل في غزة، إذ وجد البديل وإن كانت غزة تحتاج المزيد من المساعدات، لكنه رفض أن يقف صامتا دون أن يمد يد العون والسند للأهل في غزة، فكان أن عمل على توزيع مساعدات إنسانية وغذائية من خلال شركائه في القطاع، فيما لم يتوقف الأردن سياسيا ودبلوماسيا عن السعي لفتح المعابر وإيصال المساعدات للأهل في غزة، وتدفقها بكميات تعين الغزيين في حياتهم، التي لم يبق منها أيّ من مقوماتها الطبيعية، ولو بحدّها الأدنى، فلم تتوقف الجهود الأردنية لضرورة إيصال المساعدات الإنسانية وإلغاء أي عقبات امامها.
غزة اليوم، تحتاج ضمانا لتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب، وفتح الباب أمام تدفق المساعدات الإنسانية، فحتى اللحظة ما تزال إسرائيل تمنع المساعدات، وتفرض أغلاقا لأي طريق يمكن أن تصل المساعدات من خلاله للغزيين، وفي الجوع حرب توازي حرب السلاح، ولا بد من أن يكون للعالم موقف تجاه ذلك، بالضغط على إسرائيل فتح المعابر وإيصال المساعدات، وتكثيف الجهود الدولية للاستجابة الإنسانية لغزة، وفقا للموقف الأردني الثابت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى