رأي

غزة كشفت المستور

كتب مبارك فهد الدويلة في صحيفة القبس.

ذكرنا في مقال الأسبوع الماضي، بشيء من التفصيل، موقف التنظيمات الفلسطينية من غزو صدام للكويت عام 1990، وكيف أن منظمة التحرير بقيادة ياسر عرفات، وبعض الأحزاب اليسارية والقومية، كانت داعمة لهذا الغزو الجائر، كما بينا موقف حركة حماس الإسلامية ورفضها منذ اليوم الأول للغزو، ولأن الكويت لم تكن يوماً ما ناكرة للجميل، ولم ولن تغيّر مواقفها الثابتة تجاه قضايا الأمة المصيرية، لذلك جاء هذا الموقف البطولي والمشرّف للكويت وأهلها من العدوان الصهيوني على غزة.

اليوم تكشف لنا معركة «طوفان الأقصى» المزيد من المواقف المتخاذلة تجاه قضية العرب والمسلمين الأولى، وتكشف أكثر البون الشاسع بين أغلب الشعوب العربية وحكوماتها، وقد فوجئت بعض الحكومات بحجم الحماس، الذي تكنه شعوبها لهذه القضية، مما زاد من شعورهم بالخجل والحرج، لذلك نجد أكثرهم صمّاً بكماً، ولم نسمع منهم كلمة تعبّر عن استنكارهم العربدة الصهيونية في غزة، والفجور الذي تمارسه السياسة الأميركية في تعاملها مع هذا العدوان المستمر على المدنيين والعزّل في القطاع.

أهل غزة اليوم، وبعد ما انكشفت المواقف المتخاذلة للكثير من الأنظمة، لا يريدون من العرب والمسلمين إلا إدخال المساعدات التي وصلت لهم، فهل يوجد أبسط من هذا الطلب؟

معركة «طوفان الأقصى» كشفت هشاشة الكيان الصهيوني وجيشه الذي لا يقهر، مما حدا بأميركا والدول الغربية إلى المسارعة بإرسال جيوشها وبوارجها وحاملات طائراتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. بعض المحللين يرى أن «حماس» لو كانت تعلم هذه الحقيقة عن الجيش الصهيوني لأرسلت مئات المجاهدين إلى تل أبيب!

ما يحدث في غزة كشف حتى مواقف المتصهينين من الذين يعيشون بيننا!

ففي الوقت الذي لا تملك الشعوب خيار الجهاد في فلسطين، بسبب إغلاق الحدود المتعمّد، جاءت مساهماتهم ومطالباتهم ومشاركاتهم في دعم أهلنا في غزة تتخذ أساليب كثيرة مشروعة لا جدال فيها للتعبير عن موقفهم الرفض للعدوان، إلا أن بعض هؤلاء المتصهينين ساءهم نجاح هذا الموقف الشريف، فحاولوا الاستهانة به للتعبير عن رأيهم بتأييد العدوان الوحشي على الأبرياء، وصدق من قال: «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت»!

متصهينون، وداعمون للعدوان الغاشم، ومنشغلون بقضايا ليست جوهرية كالشذوذ وغيرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى