غزة بين رئيسي الوزراء سوناك وستارمر
كتب سلطان ابراهيم الخلف, في “الراي”:
انتهت الانتخابات التشريعية البريطانية بفوز حزب العمال البريطاني على حزب المحافظين، ليتسلّم كيري ستارمر، العمالي رئاسة الوزراء من نظيره المحافظ سوناك الهندوسي ذي الأصول الهندية.
كان أداء حزب المحافظين سيئاً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث صاحب الخروج مصاعب اقتصادية كبيرة انعكست سلباً على حياة المواطن البريطاني، ناهيك عن أزمة «كورونا» التي تفاقمت، وتغيير أربعة من رؤساء الوزراء منذ الخروج من الاتحاد الأوروبي، لينتهي المطاف بخامسهم سوناك.
الاثنان يؤيدان الحرب بحجة حق الكيان الصهيوني في الدفاع عن نفسه، حيث عبّر سوناك عن موقفه المؤيد للصهاينة في زيارته للإرهابي نتنياهو، بعد عملية «طوفان الأقصى»، وترجم ذلك في دعم حكومته الإعلامي والسياسي للصهاينة، بل والعسكري المتمثل بنقل الأسلحة البريطانية من قاعدتها في قبرص اليونانية إلى الكيان الصهيوني، وموقفه الرافض لوقف حرب الإبادة على غزة.
أما رئيس الوزراء الحالي ستارمر، فهو متعصب لليهود الصهاينة، ولا عجب في ذلك فإن زوجته فكتوريا يهودية صهيونية، يقيم بعض أفراد عائلتها في فلسطين المحتلة، ويؤمن بأن الصهاينة لهم الحق في الاستيلاء على فلسطين! وتقديراً لزوجته الصهيونية، فقد خصص ستارمر ليلة يوم الجمعة لتناول عشاء السبت مع زوجته في كنيس يهودي شمال لندن.
ومنذ أن تسلّم ستارمر، زعامة حزب العمال بعد جيرمي كوربن، المناصر لحقوق الفلسطينيين والمنتقد للسياسة العنصرية الصهيونية في فلسطين المحتلة، أعلن ستارمر الحرب على منتقدي الجرائم الصهيونية في فلسطين من أعضاء حزبه، واتهمهم بمعاداة السامية، واستطاع فصلهم عن الحزب بمن فيهم الزعيم السابق جيرمي كوربن، ما يدل على تغلغل النفوذ اليهودي الصهيوني في بريطانيا صاحبة وعد بلفور المشؤوم.
في نوفمبر الماضي أفشل ستارمر محاولة التصويت على وقف الحرب في غزة بعد تهديده لرئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل، بعدم طرح موضوع التصويت على المجلس الذي تقدم به 50 عضواً من حزب العمال ومعهم مجموعة من الحزب الوطني الأسكتلندي، وقد نجح ستارمر في سحب مقترح التصويت من جدول الأعمال.
ومن تصريحات ستارمر الإرهابية «أن من حق الكيان الصهيوني قطع الكهرباء والماء عن الفلسطينيين في غزة».
لم تكن غزة غائبة عن الانتخابات التشريعية البريطانية، فقد خسر حزب العمال أربعة مقاعد أمام منافسيهم المسلمين الداعمين لحقوق الفلسطينيين والمطالبين بوقف حرب الإبادة الصهيونية على غزة. كما حافظ جيرمي كوربن، على مقعده البرلماني كنائب مستقل، ليضيف بذلك دعماً قوياً للأصوات البرلمانية المناهضة للصهيونية وجرائمها في فلسطين المحتلة.
في فرنسا، الأخت الكبرى في الاتحاد الأوروبي، كان مثيراً أن ترى اليساريين يرفعون الأعلام الفلسطينية، مع بهجتهم بفوز تحالفهم اليساري على اليمين المتطرّف وحزب الرئيس ماكرون.
حقاً غزة لم تكن غائبة في أوروبا، فقد فشلت كل محاولات تغييبها عن الوعي من قِبل السلطات الرسمية.