غريب: عادت فلسطين الى الواجهة قضية العرب المركزية..
إعتبر الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب في الذكرى الـ٩٩ لتأسيس الحزب، ان انطلاقة احياء مئوية الحزب تكون اليوم “بالانتصار لشعب فلسطين ومقاومته البطلة التي تخوض أشرس معركة في تاريخها ضد العدو الصهيوني وحماته الأميركيين -الأطلسيين وضد أنظمة الخيانة والتطبيع العربي”.
وقال في تصريح للمناسبة: “24 تشرين الأول عام 1924، يوم مجيد في تاريخ شعبنا اللبناني ونضاله التحرري الوطني والاجتماعي، ففي هذا اليوم التاريخي تأسس الحزب الشيوعي اللبناني. تسعة وتسعون عاما مضت على هذه الذكرى، بها يدخل حزبنا سنته المئوية، وبها يتجدّد شبابه من جذور السنديانة الحمراء الخالدة التي روتها دماء الشهداء والجرحى. روتها دماء فرج الله الحلو وجورج حاوي وحسين مروة ومهدي عامل واحمد المير الأيوبي وخليل نعوس وسهيل طويلة واللائحة تطول… روتها قوافل الشهداء وبطولات المقاومين والأسرى والمناضلين الأوائل في معارك الاستقلال والجلاء، في مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين، والاحلاف العسكرية في ثورة عام 1958، وفي الحرس الشعبي وقوات الأنصار وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، روتها دماء الشهداء، في مواجهة مشاريع التقسيم والكانتونات الطائفية ودفاعا عن القضية الفلسطينية، وفي التظاهرات والمعارك النقابية والشعبية من اجل حقوق الطبقة العاملة ومزارعي التبغ والحركة الطلابية وفي مقاومة العدوان الصهيوني عام 2006 وفي تحركات اسقاط النظام الطائفي وهيئة التنسيق النقابية وحراك حماية البيئة وصولا الى انتفاضة 17 تشرين عام 2019.
فألف تحية الى أرواح الشهداء، الى عذابات عائلاتهم، الى الجرحى والأسرى والى الرواد الأوائل، والى كل هؤلاء، في هذه الذكرى المئوية، كل العهد والوفاء على متابعة المسيرة حتى تحقيق الأهداف التي ناضلوا من أجلها في بناء وطن حر وشعب سعيد”.
ووجه غريب التحية الى فلسطين، “الى شعبها ومقاومته البطلة وشهدائها الأبرار اينما كانوا في قطاع غزة والضفة وفي قلب فلسطين وأراضي ال ٤٨، الذين يخوضون معركة مفصلية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي – الصهيوني بما حققوه من نجاحات وانجازات سيكون لها تأثيرها المباشر ليس على صعيد اسقاط مشروع تصفية القضية الفلسطينية فحسب ، بل على صعيد المنطقة عموما ومشاريع التطبيع وأنظمتها”.
وقال: “في ٧ اوكتوبر (تشرين الأول) ٢٠٢٣، رفعوا عاليا بطاقة فلسطين الحمراء، فانتصرت بهم، وانتصروا بها، وتصدّرت المشهد العربي والدولي فعادت فلسطين الى الواجهة قضية العرب المركزية، قضية تحرر شعبها من الاحتلال الصهيوني في تأمين حق العودة واقامة دولته الوطنية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وصفوا الفلسطينيين بالحيوانات البشرية فقصفوهم بالفوسفور الأبيض ودمروا بيوتهم على رؤوس أطفالهم ونسائهم وشيوخهم. بالصواريخ الأميركية ارتكبوا مذبحة المستشفى الأهلي المعمداني، وبالقصف الصهيوني على غزة استمروا في قتل مئات الفلسطينيين المدنيين كل يوم. وبحجة “حماية” المدنيين من القصف، أجبروهم على النزوح والسير على طرق حددّوها لهم، ثم عادوا وقصفوهم عليها، بعضهم لملم أشلاء أطفاله في أكياس القمامة لدفنها، قطعوا عنهم المياه والكهرباء والغذاء والدواء، عشرون شاحنة محملة بالمساعدات الانسانية سمحوا لها بالدخول فقط، لإغاثة مليوني فلسطيني تحت الحصار”.
وقال: “هرع قادة الاطلسي الى الكيان الصهيوني عندما شعروا انه في خطر الانهيار فجعلوه محجّة لهم ما يؤكد أهمية موقعه ودوره ووظيفته كقاعدة عسكرية متقدمة لهم للسيطرة على المنطقة ونهب ثرواتها وتقسيمها لابقاء هذا الكيان الأقوى والأقدر على الحفاظ على مصالحهم. لكن هذا الهلع يعكس من جهة ثانية تراجع وضعف الكيان الصهيوني في عدم قدرته على القيام بالوظيفة التي أنشىء من أجلها كأداة للسيطرة الامبريالية على المنطقة.
شعوبنا العربية في الشارع تتظاهر تنديدا بالعدوان، وأنظمتها في مكان آخر. هكذا كان المشهد عندما انتفضت ضد أنظمتها دفاعا عن حقوقها السياسية والاجتماعية، وها هو المشهد عينه يتكرر اليوم. فكما حملت هذه الشعوب قضية التغيير السياسي والاجتماعي، تحمل اليوم القضية الوطنية والقومية فتتلازم القضيتان معا في معركة واحدة لا تتجزأ، الأمر الذي يؤشر الى وضوح الرؤية والصورة في تجذير المعركة بحضور الشارع العربي في الحياة السياسية وهو ما يثير الرعب لدى أنظمة التطبيع على وجه الخصوص.
ولفت الى أن “لبنان الواقع في قعر الانهيار الشامل والذي يطاوله العدوان الأميركي – الأطلسي الصهيوني على منطقتنا، باعتباره جزءا منها، وله أرض محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، فلطالما كان شعبنا ولا يزال امام عدو صهيوني عنصري توسّعي لا حدود لكيانه وأطماعه”.
وأشار الى أن “ما يرتكبه اليوم من جرائم في غزة وفلسطين، سبق وقام به في لبنان وقاومه شعبنا وحزبنا منذ اربعينيات القرن الماضي واستمر يقاومه حتى حقق انجاز التحرير”.
وقال: “فمقاومة هذا العدو الصهيوني، واجب وطني وقومي واجتماعي وانساني، ووقف عدوانه على لبنان، اذا ما حصل، مهمة مقدّسة لا تحتمل النقاش والمساءلة، فنحن جزء من المواجهة وفي قلبها. فلا خيار لنا حينذاك، الا المقاومة، مقاومة وطنية دفاعاً عن لبنان ولكل لبنان بالسلاح والسياسة والصمود الشعبي والاجتماعي. كلنا معا من اجل: وقف العدوان الامبريالي الاميركي الصهيوني على غزة، ووقف التطهير العرقي والابادة الجماعية وفك الحصار واطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية الى غزة البطولة. كلنا معا، من أجل طرد سفراء الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا من لبنان ومن اجل محاكمة رؤساء هذه الدول كمجرمي حرب، ومن أجل إلغاء اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني وإغلاق سفاراته في الدول العربية المطبّعة مع هذا العدو”.
وختم غريب: “إنها معركة واحدة للتحرر الوطني والاجتماعي لشعوبنا العربية تولد من رحم مقاومة عربية شاملة للشعوب المضطهدة، وعلى دربها، درب العمال والمزارعين والكادحين….. درب كل الثائرين، درب الشهداء. درب استرجاع جثامين شهداء حزبنا لدى العدو الصهيوني، واطلاق سراح المناضل جورج إبراهيم عبدالله. وسنمضي سنمضي الى ما نريد وطنا حرا وشعبا سعيدا.”