غامبيا تدعو لكسر حصار غزة واستثمار الجهود السعودية للاعتراف بفلسطين وحلّ الدولتين

وزير خارجيتها لـ«الشرق الأوسط»: إيجاد حل سياسي مستدام للأزمة ضرورة ملحة
دعا سيرينج مودو نجي، وزير الخارجية والتعاون الدولي الغامبي وشؤون الغامبيين بالخارج، المجتمع الدولي للعمل على فك حصار غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الجهود السعودية بمشاركة فرنسا أسهمت في بلورة رأي دولي للاعتراف بفلسطين وحل الدولتين، ما من شأنه إيجاد حل سياسي مستدام يُعزز السلام بالمنطقة.
وقال نجي، لـ«الشرق الأوسط»: «غامبيا تدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اعتماد إعلان نيويورك وملحقه بالكامل، قبل بدء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال سبتمبر (أيلول) من هذا العام».
جهود سعودية
وعن الجهود السعودية لحشد الدعم الدولي للاعتراف بفلسطين وحل الدولتين، قال نجي، «أغتنم هذه الفرصة وأهنئ السعودية وفرنسا على نجاحهما في تنسيق ورئاسة مؤتمر الأمم المتحدة رفيع المستوى الأخير حول فلسطين، وتنفيذ حل الدولتين».
وفي هذا الصدد، وفق نجي، فإن غامبيا تدعو الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى اعتماد إعلان نيويورك وملحقه بالكامل، قبل بدء الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) من هذا العام.
وقال نجي: «تُجدد غامبيا تقديرها وانضمامها الكامل إلى التحالف العالمي، لتطبيق حل الدولتين الذي أطلقته السعودية، ونعتقد أن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في دعم حشد الدعم الدولي اللازم في هذا الصدد تُحقق ثماراً كبيرة».
وتابع: «استمعنا إلى التصريحات الإيجابية الأخيرة الصادرة عن مختلف قادة العالم والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، التي أعربت فيها بلدانهم عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطين بصفتها دولة مستقلة ذات سيادة كاملة خلال الدورة الثمانين المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، والاعتماد الوشيك بالإجماع إعلان نيويورك وملحقه».
وزاد: «تؤمن غامبيا والسعودية، وكذلك الأمة الإسلامية، بأن الخيار الأمثل لتسوية سلمية ودائمة لهذا النزاع المطول بين الدولتين هو اتفاق سلام قائم على حل الدولتين، يضمن لكلتا الدولتين حقوقهما المشروعة وغير القابلة للتصرف في السيادة الكاملة وتقرير المصير، في جو من الاحترام والثقة المتبادلين».
وأضاف نجي: «تُجدد غامبيا، بصفتها رئيسة الدورة الخامسة عشرة للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي، دعوتها لمواصلة حشد الدعم من أجل الاعتراف الدولي الكامل بدولة فلسطين وعضويتها في الأمم المتحدة».
وقال نجي «إن عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وحل الدولتين مترابطان ارتباطاً وثيقاً ومتكاملان؛ لذلك، ينبغي السعي لتحقيق هذين الهدفين معاً بحزم، ويجب ألا نتهاون في جهودنا لتحقيق ذلك، بقيادة وتوجيهات السعودية الحكيمة، وتعاون ودعم أعضاء المجتمع الدولي».
غزة… كارثة إنسانية وإبادة جماعية وتهجير قسري
وقال نجي: «ما يحدث حالياً في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بأكملها غير مقبول، وغير إنساني، وإبادة جماعية، وكارثي».
وتابع: «لا تزال قوات وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تشن عدواناً عسكرياً غير مسبوق على سكان غزة والضفة الغربية المحتلة، مرتكبةً جرائم حرب متنوعة، وإبادة جماعية، وعمليات تهجير قسري متعددة للشعب الفلسطيني».
وأضاف: «من المؤسف والمرعب أن نرى العديد من الأطفال ييتمون أو ينفصلون عن عائلاتهم، ويواجهون الصدمات النفسية، ويعانون نقصاً في فرص الحصول على التعليم، والمرافق الصحية، والمأوى، وخدمات الصرف الصحي، والغذاء، ما يُخلّف آثاراً طويلة الأمد على نموهم وعلى الاستقرار المستقبلي لدولة فلسطين والمنطقة».
وأوضح نجي، أن الكارثة الإنسانية مدمرة، ولها عواقب بعيدة المدى ليس فقط على المنطقة، بل أيضاً على الأمة الإسلامية والمجتمع الدولي ككل، مشيراً إلى عرقلة المساعدات الإنسانية، فضلاً عن الاستهداف المتكرر للمدنيين.
وقال «إن حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لقوافل الإغاثة والعاملين في المجال الإنساني يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي، كما هو محظور بموجب اتفاقيات جنيف ذات الصلة وبروتوكولاتها الإضافية، وكذلك نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».
وأكد نجي، أن الكارثة في غزة تتطلب استجابة دولية عاجلة ومنسقة لتخفيف المعاناة الإنسانية، وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز سلام دائم يُعالج الأسباب الجذرية للصراع.
وشدّد على ضرورة اتحاد جميع أعضاء المجتمع الدولي بتضامن ووحدة كاملين لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على إيجاد حل سياسي مستدام يُعزز السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.
وعن الاجتماع الاستثنائي الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي الذي انعقد أخيراً بجدة، قال نجي، «أتى هذا الاجتماع الاستثنائي الحادي والعشرون لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في وقته المناسب، وهو بالغ الأهمية، للنظر في وضع الشعب الفلسطيني ومعالجته على وجه السرعة، بعد نحو عامين من الدمار والخراب، والقمع والإرهاب ضد شعب قطاع غزة والفلسطينيين».
وعوّل على أن تدفع نتائج الاجتماع إلى إحداث تغيير إيجابي في حياة ومعيشة الفلسطينيين، موضحاً أن شعب فلسطين، وغزة تحديداً، عانى بما فيه الكفاية «علينا أن نتحرك الآن، ونُعزز عزمنا على معالجة محنة الشعب الفلسطيني والدفاع عن صورة القدس الشريف ومكانتها».
العلاقات السعودية الغامبية
وحول العلاقات السعودية الغامبية، قال نجي «إن العلاقات الثنائية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والتضامن، والقيم الإسلامية المشتركة، والتقاليد، والأخوة. وتبذل قيادتا البلدين جهوداً حثيثة لتعزيز وتوطيد العلاقات المثمرة القائمة على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف».
وزاد: «تعرب غامبيا بحرارة عن امتنانها العميق للمملكة على دعمها المتواصل والقيّم، الذي كان له دورٌ أساسي في نجاح توليها رئاسة الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي لمنظمة التعاون الإسلامي. كما نُدرك ونُشيد بدعم المملكة المحوري والقيّم لمبادرات التنمية الوطنية في غامبيا».
وأضاف نجي: «ترحب غامبيا ترحيباً حاراً، مع التقدير، بقرار المملكة الأخير بإنشاء وافتتاح سفارة سعودية مقيمة في بانجول بهدف توطيد العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين».
وتابع: «وفي محاولة لتعزيز التبادلات الشعبية وتعزيز التجارة والاستثمار والأنشطة التجارية بشكل كبير بين بلدينا الشقيقين، قررت حكومة غامبيا من جانب واحد، في عام 2024، إلغاء تأشيرات الدخول إلى غامبيا لجميع المواطنين السعوديين».
وأضاف: «جرى استعراض ومناقشة وضع العلاقات الممتازة القائمة بين البلدين خلال لقائي الأخير مع نظيري السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على هامش الدورة الـ21 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة 25 أغسطس (آب) 2025، وجرى الاتفاق على أن نعمل معاً بشكل وثيق على تعزيز تعاوننا الثنائي بالمجالات الاقتصادية والتجارية، بما يعود بالنفع المتبادل على بلدينا وشعبينا».