رأي

“عين الحلوة”: الحسم المؤجّل والحتميّ

كتب أسعد بشارة في صحيفة نداء الوطن.

فاض الكأس بعد اغتيال العميد العرموشي، الذي نفّذته مجموعات ترتدي ثوب الاسلام في عين الحلوة. المقصود هنا كأس السلطة الوطنية الفلسطينية وذراعها العسكري حركة «فتح»، التي استهدفت في اغتيال منظم، نفذ على طريقة عمل «فتح الاسلام» وداعش، مع مفارقة هامة وهي أنّ خطاً أحمر مرسوماً على الدوام حول هذه التنظيمات الارهابية، يمنع الحسم، ويرفع الاصبع، ويمد التنظيمات بالسلاح، ويربك المخيم، ويكف يد الجيش، كل ذلك كي يستعمل هذه التنظيمات، في باص أخضر اللون، معروف الاستهدافات.

ليس صدفة أن يتمركز هؤلاء في حيّيْن منفصلين عن مخيم عين الحلوة، التعمير والطوارئ. ليس صدفة أيضاً، أن يقوم هؤلاء بتنفيذ عملية اغتيال، لقائد الأمن الوطني في فتح، غدراً، واستدراجاً لاشتباك، وتلبية لخدمات جلى، قدمت لهم ويريدون رد جميلها.

ليس صدفة أن يتعايش هؤلاء في هذين الحييْن، مع سرايا المقاومة، وأن يتشاركوا مع هذه الميليشيا السلاح والتخطيط، وأن يعيشوا سوياً أحباباً وأصحاباً، وأن ينفذوا عمليات أمنية، في وقت توضع أمام الجيش، عراقيل لمنع حسم الوضع الشاذ، وفي وقت يتم استنزاف حركة «فتح»، القادرة على الحسم.

بعد سلسلة وعود بتسليم قتلة العرموشي، وسلسلة مواعيد لم يتم الالتزام بها، من الأحد إلى الثلاثاء، إلى طلب من الرئيس نبيه نبيه بري، تمّت تلبيته، بتمرير احتفال ذكرى الإمام الصدر بهدوء، بات يمكن القول إنّ كل المهل قد استنفدت، وإنّ الصبر قد نفد.

تريد حركة «فتح» أن يتم تسليم قتلة العرموشي المعروفين بالإسم. تريد أن تتجنب معركة استعدت لها جيداً. لا تريد أن تحرج الجيش، بل تصر على أن تبقى في حالة تنسيق معه. لا تريد أن توتر الاستقرار، لأنّ توجيهات أبو مازن تصب في اتجاه واحد: الفلسطينيون ضيوف على لبنان، وهم عامل استقرار والأمن للقوى الشرعية اللبنانية.

لكن، ورغم كل هذه العوامل، لن يكون الحل بالرضوخ لبقايا داعش، الذين يحتلون الطوارئ والتعمير، لأنّ الرضوخ يعني عمليات إرهابية جديدة، ويعني توظيفاً مستمراً، لبندقية الإرهاب، في خدمة من يوظفون الإرهاب.

الوضع الميداني في المخيم، ينتظر قراراً بالحسم. والرئيس بري الذي طلب مهلة الى ما بعد إحياء ذكرى الإمام الصدر مسؤول أيضاً، عن المساعدة، في تنفيذ اتفاق تسليم من قاموا باغتيال العرموشي، وإلا كانت كل هذه المهل، مجرد شراء للوقت ومناورة، تؤجل المشكلة ولا تحلها.

أبناء «فتح الإسلام» نفّذوا عملية اغتيال إرهابية بتكليف من مشغليهم، والقرار لدى القادرين على الحسم أن لا تفسح لهم الفرص بتنفيذ عمليات اغتيال أخرى، والوقت المعطى لهم ليس على مصراعيه.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى