كتبت إبتسام الكتبي في صحيفة “الخليج”: قد لا يكون من المبالغة القول إنّ المسافة الزمنية بين احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الخمسين والعيد الحادي والخمسين تبدو طويلة نسبياً، بسبب زخمِ وكثافة المبادرات والشراكات والمشاريع التي صنعتها الإمارات، أو كانت طرفاً فيها، خلال العام 2022.
لحظة الفرح بعيد الاتحاد مرتبطة بالإنجاز والتطوير وتحدي الذات… باستمرار لا ينقطع.
مع رئيسها الجديد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أعطت دولة الإمارات نكهة مختلفة للاحتفال بعيد الاتحاد الحادي والخمسين. قبل أيام، أطلقت الدولة خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات، استراتيجية «نحن الإمارات 2031»، بوصفِها خارطةَ طريقٍ إماراتية للعقد المقبل، وكخطوة أساسية في رؤية مسيرة الاتحاد المئوية التي يقودها رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.
لحظات البهجة الإماراتية بعيد الاتحاد تتسع وتكبُر حين ترتبط بمدى نجاح الإمارات في تحقيق المستهدفات، وقَطفِ الفُرص، ولذا جاء الإعلان مؤخراً عن استراتيجية «نحن الإمارات 2031» ليمنح تلك البهجة عُمقاً، يُعيد تشكيل العلاقة ما بين الزمن وما يمنحه من عطايا لمن يُحسن إداراته، فيغدو الفرح مُستَحَقّاً.
ومن الصُدف الجميلة أنْ يتزامن عيد الاتحاد مع نهاية كل عام، فتبدو البهجة والاحتفال مكافأة لشعب الإمارات وأهلها والمقيمين فيها على عامٍ من الإنجازات والعطاء بلا حدود.
إن توطيد العلاقة بين البهجة والإنجاز وتحقيق الطموحات على صِلةٍ خفيّة وغير مباشرة بمسألة كيف أن نجاة دولة الإمارات العربية المتحدة من شَرَك الأدلجة والتشدد والسياسات الشعبوية قد مثّل رافعة لمسيرة تنموية متسارعة. البهجة هنا ليست شعارات أو كلاماً إنشائياً لا يسنده الواقع. الإمارات اليوم ثاني أكبر اقتصاد عربي وثالث أكبر اقتصاد شرق أوسطي. هذا الاقتصاد تدعمه بيئة مؤسسية آمنة، وبيئة متنوعة لتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح والتعايش والحوار بين الأديان، وتمكين مبادئ «الأخوة الإنسانية»، ونبذ التطرف ومحاربة الإرهاب.
يأتي عيد الاتحاد ليربط الفرحة بالنجاح، ويجعل الاحتفال مناسبةً لشحذ الهمم بتقديم المزيد لرفعة الوطن وتقدمه، عبر توسيع الفرص والخيارات، وحُسن توظيف الإمكانات، وبناء الذات، وتوسيع الشراكات، والاستثمار في العلم والمعرفة والابتكار، التي من شأنها تعزيز استقلالنا الوطني، وتكون قَنطرة لنا لتحقيق المجد ونيل الأمنيات.
بعبارة أخرى، إنّ من يراقب مسيرة الإمارات يكتشف أن ما يجمع بين بناء الذات وبناء التحالفات أمرٌ واحد ووَعيٌ واحدٌ هو أنه من أجل النجاح لا بدّ لك من توسيع نوافذ الفرص، وتَحمُّل دفع الأكلاف، والإيمان بأن ثمة فرصاً تستحق المخاطرة من أجل نيل ثمارها، وأن الحذر غير المبرَّر إزاءها سيُفوُّتها. ولذا لا غرابة، بأن «الإمارات العربية المتحدة، التي تضم 0.13% من سكان العالم، تمثّل بالفعل نحو 1.5% من التجارة العالمية».
ومن وجهة نظري، أن هذا النمط من الوعي هو محرّك جوهريٌّ في تفكير القيادة الإماراتية المعطاءة، فهنيئاً لنا جميعاً بهذا الوطن الجميل، وبهذه القيادة الرشيدة، وكل عام والجميع بخير… وعاش اتحاد إماراتنا.
*رئيسة مركز الإمارات للسياسات