أبرز

عيد الأم …

من أين جاءت الفكرة؟ لم تكن فكرة عيد الأم موروث ثقافي بل كانت وليدة مطلع القرن العشرين عندما طرح الصحفي المصري الراحل علي أمين مع أخيه مصطفى أمين في إحدى المقالات فكرة الاحتفال بعيد الأم تقديراً لمكانتها بعد أن قامت إحدى الأمهات بزيارة لمصطفى أمين في مكتبه وقصت عليه قصتها وكيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار ولم تتزوج وكرست حياتها من أجل أولادها، وظلت ترعاهم حتى تخرجوا من الجامعة، وتزوجوا، واستقلوا بحياتهم، وانصرفوا عنها تماماً.

بعد ذلك انهالت عليهما الخطابات تؤيد وتشجع هذه الفكرة، واقترح بعض الأشخاص أن يتم تخصيص أسبوعاً كاملاً للأم وليس مجرد يوم واحد.

ورفض آخرون الفكرة بحجة أن كل أيام السنة للأم وليس يوماً واحداً، ولكن وافق أغلبية القراء على أن يتم تخصيص يوم واحد نعبر به عن الحب ويتم فيه رد الجميل لكل أم.

وبدأت الفكرة في التنفيذ بأن يكون عيد الأم ، يوم الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس وهو أول أيام فصل الربيع ليكون رمزاً للنقاء والمشاعر الجميلة.

وتختلف تواريخ الاحتفالات بهذه المناسبة من دولة لأخرى .وتعد ّمصر أول بلد عربي يحتفل بعيد الأم عام 1956، ولا يزال الاحتفال به قائما في معظم البلدان العربية . وتحتفل المغرب وتونس والجزائر يوم الأحد الأخير من مايو/أيار.

في حين يحتفل شعب السويد بعيد الأم في آخر يوم أحد من يونيو/حزيران، وهو إجازة رسمية في البلاد، وتحتفل به فرنسا في الأحد الأول من يونيو/حزيران عبر تناول الأسر العشاء سويا وصنع الحلوى للأمهات.

وتحتفل الولايات المتحدة الأميركية في اليوم الثاني من مايو/أيار، وهو عطلة رسمية ترفع فيه الرايات الأميركية فوق البنايات العامة والخاصة، كما يحتفل الشعب المكسيكي في اليوم العاشر من مايو/أيار.

 ويطلُّ عيد الأم هذا العام مُختلفاً عن الأعوام السابقة بكل تفاصيله.. إذ لم تعد الفرحة تعم المنازل بقدومه.. فهناك الكثير ممن فقدوا أمهاتهم.. آخرون خسروا فلذات أكبداهم كما هناك من لم يعد قادراً على شراء الخبز لإطعام أطفاله.. في ظل الأزمة الاقتصادية القاتلة والارتفاع المجنون لأسعار المواد الغذائية.. فكيف إذا كان يسعى لشراء وردة لأمه؟

إلا أنّ بصيص الأمل يلوح في الأفق بمجرد ذكرهذه الكلمة الصغيرة التي تحتوي على أكبر معاني الحب والعطاء والحنان والتضحية . هي أنهار لا تنضب ولا تجف ولا تتعب، متدفقة دائماً بالكثير من العطف الذي لا ينتهي، وهي الصدر الحنون الذي تلقي عليه رأسك وتشكو إليه همومك ومتاعبك.
الأم تعطي ولا تأخذ، هي عوننا في حياتنا.. فهل يوجد أعظم من هذا؟

فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق…

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى