عون: للتكنولوجيا دور أساسي في مكافحة الفساد

تلقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون دعوة رسمية لزيارة العراق وجهها اليه رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ونقلتها القائمة باعمال السفارة العراقية في بيروت السيدة ندى كريم مجول، وجاء في الرسالة:
“يطيب لي ان أتوجه الى فخامتكم وشعب لبنان الشقيق بأسمى التحيات واصدق التمنيات واغتنم هذه الفرصة لاعبر عن اعتزازي بالعلاقات الثنائية التي تجمع بين بلدينا الشقيقين، وما يربطهما من وشائج وروابط الاخوة والتعاون المشترك.
وفي هذا الاطار، يسرني ان ادعو فخامتكم لزيارة جمهورية العراق في موعد يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يسهم في توطيد أواصر التعاون المختلفة.
وانني على ثقة بان هذه الزيارة ستشكل فرصة قيمة لتعميق أواصر التعاون بين بلدينا بما يخدم المصالح المشتركة لشعبينا في المجالات المختلفة”.
وحمّل الرئيس عون السيدة مجول شكره للدعوة واعدا بتلبيتها ومؤكدا على عمق العلاقات بين لبنان والعراق وضرورة تعزيزها في كل المجالات.
نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة: الى ذلك، استقبل الرئيس عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفد نقابة مستوردي ومصدري الخضار والفاكهة في لبنان برئاسة السيد نعيم صالح خليل الذي هنأه بانتخابه متمنيا له التوفيق في قيادة لبنان نحو مستقبل اكثر ازدهارا واستقرارا. وإذ عدد التحديات التي يعاني منها قطاع التصدير الزراعي، قال:” اننا نعلق آمالا كبيرة على قيادتكم الحكيمة لاعادة العلاقات الطبيعية مع الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما المملكة العربية السعودية لما تشكله من سوق أساسي للمنتجات الوطنية، كما نأمل سماحها بعبور بضائع الترانزيت الى دول الخليج لما لذلك من اثر إيجابي على القطاع الاقتصادي برمته”.
وختم خليل :”اننا على ثقة تامة بان عهدكم سيحمل رؤية واضحة لدعم الإنتاج الوطني وتعزيز التصدير ونتطلع الى خطوات عملية من شأنها فتح افاق جديدة امام منتجاتنا في الأسواق الخارجية”.
رد الرئيس عون: ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومهنئا بحلول عيد الفطر المبارك. واكد انه يقوم بجهود لمعالجة موضوع الصادرات اللبنانية ككل بشكل جذري، لافتا الى انه لقي تجاوبا عندما طرح موضوع رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية خلال زيارته الى المملكة العربية السعودية، مشددا، في المقابل، على اهمية ان يتخذ لبنان إجراءات ضرورية من شأنها ان تسهل هذا الامر وتعيد الثقة مع الدول العربية. وقال: “لطالما اشتهر لبنان بتصدير العلم والخبرة والمنتجات العالية الجودة الى الخارج وعليه ان يستعيد دوره وهو جاهز لذلك”، مشيرا الى ان العالم العربي يشكل رئة ومتنفسا للبنان اقتصاديا، وعلى رأسه المملكة العربية السعودية”.
وأشار رئيس الجمهورية الى ان الأمور بدأت تأخذ منحى ايجابيا مع سوريا، “وسنباشر باتخاذ خطوات لتطوير العلاقات وبحث القضايا المشتركة ومن بينها ترسيم الحدود والترانزيت وغيرها على امل ان نستفيد من الفرصة التي لدينا مع العالم العربي لما فيه مصلحة للبنان”.
وأشار الرئيس عون الى انه ستكون هناك لقاءات متتابعة مع المسؤولين في السعودية في الزيارة المرتقبة اليها، والتي ستشهد درس اتفاقيات متبادلة تفسح في المجال امام اللبنانيين والسعوديين لاعادة العلاقات المتجذرة في التاريخ الى سابق عهدها، مشددا على أهمية التشبث بالأرض وتضافر الجهود للنهوض بالقطاع الزراعي واستصلاح الأراضي الزراعية في لبنان.
جمعية ممثلي المصنعين العالميين للمركبات في لبنان: ثم استقبل الرئيس عون وفدا من جمعية ممثلي المصنعين العالميين للمركبات في لبنان برئاسة رئيس الجمعية نبيل بازرجي، الذي القى في مستهل اللقاء كلمة عرض فيها عمل الجمعية وواقع قطاع السيارات الذي يشهد تحديات وصعوبات مختلفة، منها ان اكثر من 70% من السيارات في لبنان يتخطى عمرها العشرين سنة، واكثر من 70 % من السيارات المستوردة هي سيارات مستعملة، مما يضيف الى ترهل واقع السيارات المستخدمة.
وأضاف ان حجم العاملين في قطاع استيراد السيارات في لبنان يتخطى 10 آلاف شخص، وقد انخفضت مداخيل هذه الشريحة الكبيرة من العاملين بنسبة 80 % في السنوات الأخيرة. مشيراً الى الواقع المتدهور لعمل مصلحة تسجيل السيارات والآليات في لبنان (النافعة) والذي يؤثر بشكل كبير على عمليات شراء وبيع وتسجيل السيارات، كما الى بعض المشاكل العائدة الى عمل المرفأ وطريقة انجاز المعاملات الخاصة بالسيارات المستوردة، والجمرك والضرائب والرسوم التي تطال هذه السيارات.
الرئيس عون اكد من جهته ان الكثير من المشاكل المعروضة ستتم مواجهتها بشكل سريع، وقد سبق له وتحدث مع وزير الداخلية عن واقع مصلحة تسجيل السيارات والآليات والحلول المطروحة، مشددا على اهتمامه بدعم قطاع استيراد السيارات وحسن عمله. وأضاف ان الحل الشامل لمشاكل سوء الإدارة والفساد في لبنان هو عبرتحقيق الحكومة الالكترونية التي سيسعى جاهداً بالتعاون مع الحكومة الى جعلها امرا واقعاً، مؤكداً ان الوضع في “النافعة” لن يستمر على ما هو عليه وسيصار الى ضبطه ومنع المخالفات ومعاقبة المرتكبين أياً كانوا.
بارود: وفي قصر بعبدا، الوزير السابق زياد بارود الذي عرض مع الرئيس عون الأوضاع العامة في البلاد إضافة الى متابعة موضوع اللامركزية الإدارية الموسعة.
جمعية “المعلوماتية المهنية”: واستقبل رئيس الجمهورية بعد ظهر اليوم، في حضور وزير المهجرين وشؤون تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي كمال شحادة، وفد جمعية “المعلوماتية المهنية” برئاسة كميل مكرزل الذي توجه باسمه وباسم الجمعية التي تمثل شركات قطاع التكنولوجيا والمعلوماتية والاتصالات في لبنان، بالتهنئة الى الرئيس عون على انتخابه. وعرض الخطة الموضوعة من قبل الجمعية لتطبيق التحول الرقمي في لبنان، لافتا الى انها “تعمل على إطلاق مبادرة شراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني المتخصص PPCP (Public Private Community Partnership) لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تحقيق هذه الرؤية الإستراتيجية”.
وتتضمن الاستراتيجية، مجموعة من المحاور الأساسية التي تهدف إلى بناء بيئة رقمية متكاملة تواكب التطورات العالمية وتلبي حاجات المجتمع اللبناني، وأبرزها: تطوير البنية التحتية الرقمية، الخدمات الحكومية الإلكترونية (E-Government)، التعليم والتدريب الرقمي، إدارة البيانات والتحليلات الذكية”، وطلب من الرئيس عون “الدعم اللازم عبر رعاية تنفيذ الإستراتيجية من خلال توفير الإطار التشريعي والتنظيمي المناسب، ورعاية المؤتمر الإقليمي الخامس للاتحاد العربي للأنترنت والاتصالات الذي سيقام في لبنان تحت مظلة جامعة الدول العربية في 12 حزيران 2025، ورعاية المنتدى الاقتصادي اللبناني الذي سيعقد أواخر شهر تشرين الثاني 2025”.
الرئيس عون
ورد الرئيس عون شاكرا الوفد على دعمه، مشددا على “أهمية التكنولوجيا وضرورة مواكبتها وهو ما تجلى في تولي الوزير شحادة مهام تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي في الحكومة، الذي نقف الى جانبه في تحسين وتعزيز الشؤون التكنولوجية في لبنان”.
واستمع رئيس الجمهورية الى “ملاحظات ومداخلات أعضاء الوفد ومطالبهم”، ودعا الى “التفاؤل بوضع البلد، على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها المنطقة”، كما دعا الى “الثقة بالبلد وبالشعب اللبناني الذي تمكن من الصمود وتخطي كل العقبات التي وضعت امامه، بفضل التكامل بين المقيمين والمغتربين”، معتبرا ان “ليس هناك من مستحيل طالما ان الهدف هو الصالح العام وليس المصلحة الشخصية، والمسؤولية مشتركة بين الدولة والمواطن من اجل النهوض بلبنان ووضعه على المسار الصحيح”.
ولفت الرئيس عون الى “أهمية التكنولوجيا في موضوع مكافحة الفساد، حيث ان المعاملات الورقية تساهم في تنامي الفساد والى ان المساعي جارية من اجل مكافحة هذه الآفة، من هنا الدور الأساسي لتطوير المسائل التكنولوجية”، واكد ان “التطور الرقمي بات جزءاً من الحياة على الصعد كافة، الاجتماعية والاقتصادية والمالية وحتى العسكرية، ويجب على لبنان مواكبة هذا التقدم الحاصل، ولا يمكنه البقاء مكانه، خصوصا وان الكفاية لا تنقص اللبنانيين بشهادة العالم اجمع، لكنهم يحتاجون الى وقوف الدولة الى جانبهم لتحفيزهم ومساعدتهم في هذا الشأن”.
حرب: ومن زوار قصر بعبدا النائب والوزير السابق بطرس حرب.
الراعي: واستقبل الرئيس عون بعد ظهر اليوم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي بعد اللقاء أننا “تحدّثنا في الأمور العامّة ولم نتطرّق إلى موضوع الإعتداءات الإسرائيليّة على بعض البلدات اللبنانيّة”.
وتابع في تصريحه، “أ نا ضد ما يحصل من خروقات من جانب واحد لإتفاق وقف إطلاق النار والحل ليس عسكريًا بل دبلوماسيًا ولا يمكن أن نستمر بسلاحين وجيشين”.
أضاف، “هنأنا الرئيس عون بالتعيينات وأكدنا له محبتنا وصلاتنا وتأييدنا له ودعوناه الى قداس الفصح في بكركي وتحدثنا بالامور العامة”.
على صعيد آخر، لفت الراعي، إلى أن ” مطار القليعات ضروري فوجود مطارين في لبنان مهمّ خصوصاً لسكّان الشمال ووجود مطارات عدّة يعطي فرص عمل للبنانيّين، والإصلاحات على رأس اهتمام الرئيس”.