حسين زلغوط – خاص, موقع “رأي سياسي” :
توحي المعطيات التي تواكب حركة الرئيس المكلف نواف سلام ، ان اندفاعته باتجاه تأليف الحكومة قد تفرملت، وأن العقبات التي كان يعتقد أنها حصى صغيرة في طريقه يمكن ازالتها بسهولة تبينت له فيما بعد أنها أحجار كبيرة ليس من السهل تفتيتها وتجاوزها.
بالأمس استعجل رئيس الجمهورية جوزاف عون الرئيس سلام التأليف كون أن الإحاطة الدولية والاهتمام في شكله الراهن قد لا يستمر طويلا، وأن لبنان بحاجة الى حكومة مكتملة الأوصاف للبدء باعادة الاعمار والشروع بورشة الاصلاحات التي على أساسها ستأتي المساعدات الدولية، وكان جواب الرئيس سلام أن “البازل” الحكومي في طريقه الى الإكتمال وقد يحصل ذلك في غضون ثلاثة أو أربعة أيام.
في هذا السياق يؤكد مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” أن الرئيس المكلف يخوض مفاوضات معقدة حول بعض الحقائب، وهي أمور تحصل مع أي رئيس يكلف تأليف الحكومة وذلك بفعل تركيبة لبنان السياسية والطائفية، وبما أن لكل عقدة حل ، فان الوقت ما زال متاحاً أمامه لفكفكة العقد الموجودة والوصول الى توليفة حكومية يصعد بها الى القصر الجمهوري لإعلان مراسيمها، وهذا ربما لا يكون بعيدا.
ووفق المصدر ان الكباش يدور الآن حول بعض الحقائب ، كون ان بعضها حسم واسقطت الاسماء عليها، ليس صحيحا ان العقد موجودة عند جهة محددة ، بل هناك عقد في اماكن مختلفة على الضفتين الاسلامية والمسيحية، ومن الظلم تحميل فريق سياسي معين مسؤولية تأخر ولادة الحكومة .
واذ رفض المصدر الدخول في بازار الأسماء، اكد ان هذا الموضوع يبقى قابل للتغير حتى الربع الساعة الأخير من التأليف، معطيا أمثلة كثيرة على ذلك ، من بينها انه في مرحلة تأليف حكومة من الحكومات السابقة هناك شخصيات ابلغت بتوليها مناصب وزارية وقامت بشراء البذلات وتغيير “عفش” البيت وفي النهاية لم يرد اسمها لدى الاعلان عن التشكيلة الحكومية، فما يطرح من اسماء الآن في الليل يمحى معظمها في النهار.
وفي المقلب ذاته كشفت مصادر مطلعة على مسار التفاوض الحاصل بشأن تشكيل الحكومة ان الرئيس المكلف سيقوم في غضون الساعات المقبلة باجراء مروحة من الاتصالات واللقاءات العلنية والسرية بغية العمل على تضييق مساحة الخلاف والوصول الى اتفاق يؤدي الى تأليف الحكومة، كما كشفت ان هناك رغبة من الرئيسين عون وسلام ان يكون الوزير الشيعي الخامس من خارج “الثنائي” بحجة انه في حال قرر الوزراء الشيعة لأي سبب من الاسباب مقاطعة الحكومة ، يبقى الوزير الخامس ، وتبقى معه الميثاقية موجودة، وهذا الأمر ما زال يلقى رفضا قاطعا، الى جانب ان حقيبة “المالية” لجهة من سيتولاها من الشخصيات عالقة ولم يحسم مصيرها، وهذا الأمر الى جانب حقيبة “الطاقة” يشكل العقدة الاساس امام الرئيس المكلف الذي سيسعى في غضون اليومين المتبقيين من هذا الاسبوع الى حلها.
واعرب المصدر عن خشيته من أن تكون قد وصلت الى بعبدا وقريطم اشارات من خلف البحار تسببت في فرملة اندفاعة الرئيس سلام نحو الـتأليف، وفي حال كان ذلك صحيحا فهذا يعني اننا سنكون امام مشكلة كبيرة، مع العلم ان المملكة العربية السعودية منحازة الى جانب ضرورة التسوية الداخلية والذهاب باقصى سرعة باتجاه تأليف الحكومة وانتظام عمل المؤسسات في لبنان.