عوده: هل خلا لبنان من شخصية قادرة على قيادة مسيرة الإنقاذ؟
أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خلال ترأسه خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، الى أن “هذا الأحد هو الأخير من الصوم الأربعيني، نلج بعده ميدان الأسبوع العظيم المقدس، الأحد المقبل، مع دخول الرب يسوع إلى أورشليم ليتألم ويصلب ويقوم في اليوم الثالث”.
وذكر المطران عوده، أن “كثيرين يخطئون، لكنهم يخجلون من السير في طريق التوبة والاعتراف، خشية أن يتركوا عن أنفسهم فكرة سيئة. إن هذا التفكير يقع في خانة التعلل بعلل الخطايا (مز 141: 4)، لأن الكنيسة لا تدين الخاطئ بل الخطيئة، تماما كما فعل الرب يسوع مع جميع الخطأة الذين صادفهم وقرأنا عنهم في الإنجيل”.
وأكد أن “موضوع التوبة مهم جدا وأساسي في الكنيسة، وتأتي الأصوام على مدار السنة لتذكرنا بذلك، خاصة الصوم الموصل إلى الآلام الخلاصية والقيامة البهية اللتين مر بهما الرب لينقذنا من آثامنا. ليس هناك إنسان منزه عن الخطأ، إنما هناك إنسان يخطئ وعندما يدرك عمق ما فعل يتوب، وهناك إنسان يخطئ ويمعن في الخطأ، غير آبه بنتائج أفعاله، غير سامع لصوت ضميره، غير مهتم بالأذى الذي يسببه”.
وأسف المطران عوده، أن “بلدنا يعج بالصنف الثاني. زعماء وسياسيون ونواب وحكام لا يرون إلا مصالحهم، ولا يعملون إلا وفق انتماءاتهم. لا يخجلون مما أوصلوا البلد إليه. تطلق الإتهامات بالصفقات والتجاوزات ولا يهتمون. يتراشقون بشتى التهم. يتصارعون، يتشاتمون ولا يخجلون من استعمال لغة لا تليق لا بمسؤول ولا بنائب ولا بأي إنسان”.
ورأى أنه “حتى انتخاب رئيس للبلاد عصي عليهم، وهو أبسط الواجبات، وأولى الخطوات الإنقاذية. هل خلا لبنان من شخصية قادرة على قيادة مسيرة الإنقاذ، يجتمع حولها العدد الكافي من النواب؟ البلد كله معطل. إداراته معطلة، الموظفون مضربون، مصالح الناس معطلة، مليارات الليرات تهدر ونستجدي المعونة”، لافتاً الى أننا “بحاجة إلى قادة لا إلى زعماء. نحن بحاجة إلى مفكرين رؤيويين، إلى أصحاب قضية يدافعون عنها، لا إلى سياسيين يتسلون بالحكم وبالشعب”.
ودعا إلى “التواضع والتوبة والرجوع إلى الرب، حتى نستأهل المشاركة في المائدة الفصحية، فنصرخ: «حقا قام الرب، ونحن قمنا من موت خطايانا”.