كتب كيفن رود في “إندبندنت عربية”: في عام 1978 أعلن الزعيم الصيني دينغ شياو بينغ أن بلاده ستطوي صفحة الماضي، فبعد عقود من التطهير السياسي والاكتفاء الذاتي الاقتصادي والسيطرة الاجتماعية الخانقة تحت حكم ماو تسي تونغ، بدأ دينغ في تحقيق استقرار في السياسة الصينية ورفع الحظر المفروض على المؤسسات الخاصة والاستثمار الأجنبي ومنح الأفراد قدراً أكبر من الحرية في حياتهم اليومية.
وأدى هذا التحول الذي أطلق عليه اسم “الإصلاح والانفتاح” إلى سياسات براغماتية حسنت علاقات بكين مع الغرب وانتشلت مئات الملايين من الشعب الصيني من الفقر. وعلى رغم أن الصين ظلت استبدادية إلا أن دينغ تقاسم السلطة مع قادة حزبيين كبار آخرين خلافاً لما فعله ماو، وعندما ترك دينغ منصبه واصل خلفاؤه السير على المسار نفسه.
لكن كل ذلك تغير الآن، فخلال المؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني الذي أقيم الشهر الماضي، وضع الزعيم الصيني شي جينبينغ حداً لحقبة دينغ في السياسة الصينية بشكل نهائي، وفي كثير من النواحي كان من الواضح أن مفهوم “الإصلاح والانفتاح” كان في طريقه إلى الزوال خلال مؤتمر الحزب الـ 19 في عام 2017، عندما أعلن شي بدء “حقبة جديدة” يقوم فيها الحزب بتصحيح “الاختلالات” الأيديولوجية والسياسية والسياساتية الموروثة عن أسلافه، بيد أن المؤتمر الـ 20 للحزب هو الذي منح شي فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة في الرئاسة، وعزل المسؤولين المؤيدين للسوق الحرة [والرأسمالية] من قيادة الحزب الشيوعي الصيني، حتى إنه منع سلف شي من متابعة الأحداث [أحداث المؤتمر نفسه]. وبعد ما يقرب من 44 عاماً سيسجل التاريخ أن هذا المؤتمر هو الذي أدار المراسم الأخيرة لدفن عصر دينغ الإصلاحي، وهذا العالم الجديد الشجاع الخاضع لسيطرة الدولة الذي بناه شي جينبينغ أصبح الآن بكامل قوته، وذلك يعني أنه يجب على الأجانب أن يضعوا جانباً الأطر التحليلية المريحة التي استخدمها عدد كبير منهم في تحليل الصين على مدى الجيلين الماضيين.
في الواقع تميل الدول بمعظمها، بما في ذلك دول غربية عدة، إلى الاعتقاد بأنه عندما يتحدث قادة الصين من منظور أيديولوجي فلا يجب أن يؤخذ الأمر على محمل الجد (أو إذا أخذ على محمل الجد فالأيديولوجية لا تنطبق إلا على السياسة الداخلية للحزب).
ولكن لم تعد هذه هي الحال وفق ما كتبته في “فورين أفيرز” قبل وقت قصير من مؤتمر الحزب، “في عهد شي غالباً ما تكون الأيديولوجية هي التي توجه السياسة وليس العكس”.
إنه مؤمن حقيقي بالماركسية اللينينية، وصعوده يمثل عودة “الرجل الأيديولوجي” للمسرح العالمي، وهذا الإطار الأيديولوجي الماركسي القومي يشجع عودة بكين لسيطرة الحزب على السياسة والمجتمع مع وجود مساحة أضيق للمعارضة والحريات الشخصية، كما أنه يحفز نهج بكين المنبعث من جديد والمتسم بالمبالغة في سيطرة الدولة المعتمد إزاء الإدارة الاقتصادية، ويشجع السياسات الصينية الخارجية والأمنية الحازمة بشكل متزايد والرامية إلى تغيير الوضع الدولي الراهن.
استخدم شي “تقرير العمل” في المؤتمر الـ 20 للحزب (وهو خطاب يلقيه زعيم الحزب الشيوعي الصيني في كل مؤتمر يحدد القواعد الأيديولوجية والسياساتية التي ستعتمد خلال السنوات الخمس المقبلة) لكي يثبت للحزب والعالم أن الصين لديها الآن رؤية وطنية ودولية متكاملة لما يسميه “التحديث على الطراز الصيني”.
تدعو هذه الرؤية إلى فصل الحداثة الاقتصادية عن المعايير السياسية والاجتماعية الغربية والمعتقدات الثقافية الأساس، وهي تقدم نظاماً دولياً جديداً يرتكز على القوة الجيوسياسية الصينية عوضاً عن القوة الجيوسياسية الأميركية، كما أنها تتضمن إنشاء مجموعة من المؤسسات والمعايير التي تتوافق مع مصالح الصين وقيمها وليس مع مصالح الغرب وقيمه.
إنها رؤية مانوية للعالم [رؤية العالم على أنه ذو وجهين متعارضين]، تضع المزيج الصيني المؤلف من القيم الكونفوشيوسية والماركسية اللينينية في مقابل الديمقراطية الليبرالية والأممية الليبرالية في الغرب وبعض دول العالم الباقية (وليس جميعها). وبحسب ما تبين من هذا المؤتمر يريد شي إثبات أن الحزب الشيوعي الصيني تحت قيادته لديه الجرأة والقدرة على ترجمة هذه الرؤية الجديدة الجريئة إلى واقع ملموس.
في الحزب الشيوعي الصيني تتمتع الكلمات بأهمية كبيرة، ويعد تكرار المصطلحات والعبارات المختلفة في التقارير والخطب الرئيسة آلية تفسيرية مهمة يستخدمها كل من أعضاء الحزب والمراقبين الخارجيين من أجل تمييز الاتجاهات المتغيرة التي تعتمدها القيادة. وفي ذلك السياق ترافق هجوم ماو الشهير على “أصحاب الطريق الرأسمالي” مثلاً مع شن الحزب حملات تأميم كاسحة، ومعارضته للمؤسسات الخاصة الصغيرة الحجم، وفي ذلك الإطار فإن الكتابات الأيديولوجية لجيانغ زيمين حول “التمثيلات الثلاثة” التي تضمنت الحاجة إلى تسخير “القوى المنتجة” في الاقتصاد الصيني، شكلت إشارة واضحة لقادة الحزب لكي يجلبوا رواد أعمال من القطاع الخاص إلى صفوف الحزب، وهو ما فعلوه حينذاك.
إن اختيار شي للعبارات والكلمات له نتائج مماثلة في العالم الحقيقي، وتقرير عمل المؤتمر الـ 20 للحزب الذي ألقاه شي مليء بمجموعة من مصطلحات العناوين العريضة الأيديولوجية الجديدة والمستمرة، وهي تشير بالمجمل إلى أن الحزب الشيوعي الصيني يدرس الآن الاقتصاد والأمن القومي والهوية القومية للبلاد بطرق مختلفة.
في التقرير الصادر عن المؤتمر الـ 14 للحزب عام 1992 عندما كان دينغ لا يزال يحكم البلاد، تم استخدام مصطلح “الاقتصاد” 195 مرة، أما في تقرير هذا العام فقد ذكر هذا المصطلح 60 مرة فقط، وذكر شعار دينغ المتمثل في “الإصلاح والانفتاح” 54 مرة عام 1992.
في المقابل لم تذكر تلك العبارة في المؤتمر الـ 20 للحزب، إلا تسع مرات فحسب، وفي عام 1992 ظهر مصطلح “الأمن القومي” مرة واحدة، فيما استخدم أربع مرات لا غير في عام 2012.
بيد أنه استعمل 18 مرة في المؤتمر الـ 19 للحزب عام 2017، وهو المؤتمر الأول لشي بصفته زعيماً. وتم ذكره 27 مرة في العام الحالي، وفي الوقت نفسه ظهر المصطلح الصيني الذي يعني الدولة القوية، “تشانغغوا” qiangguo ، 23 مرة هذا العام مقارنة بـ 19 مرة عام 2017 ومرتين فقط عام 2002.
وبشكل عام تشير هذه التغييرات إلى أن الحزب يركز الآن على القومية الصينية والأمن القومي، وهذا يمثل انفصالاً حاداً عن الأنظمة السابقة التي كانت مشغولة بشكل شبه حصري بالتنمية الاقتصادية.
يظهر مصطلح “الماركسية” أيضاً مرات عدة في تقرير عام 2022، وهو محاط بأسلوب مختلف اللهجة يشير إلى أن شي يستعد للصراع، وقد تم ذكر المفهوم الماركسي اللينيني لـ “النضال”، أي السعي من خلال الوسائل العنفية أو اللاعنفية إلى حل ما يعتبره الماركسيون اللينينيون “تناقضات” في المجتمع المحلي والدولي، 22 مرة.
وبحسب التعريف الأيديولوجي يسمح هذا المفهوم لشي بالانخراط في أشكال مختلفة من المواجهات من أجل تعزيز قضيته الثورية، وجاء بعد تقرير القائد [شي] حملة دعائية مكثفة موجهة لعامة الناس ولأعضاء الحزب حول حاجة الصين إلى الاستعداد للأوقات الصعبة من خلال تقوية “روحها النضالية”.
في الواقع لا يقتصر هذا النضال على تحديات الحزب على الجبهة الداخلية وحسب (بما في ذلك داخل الحزب نفسه)، بل يشمل أيضاً تحديات الصين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مع الولايات المتحدة. وقد تم التأكيد على التأييد المتزايد لـ “النضال” من خلال قرار شي بأخذ اللجنة الدائمة للمكتب السياسي المنتخبة حديثاً، وهي أعلى هيئة سياسية في الصين، في زيارة إلى يانان بعد انتهاء المؤتمر.
كانت يانان المكان الذي أقام فيه ماو خلال جزء من الحرب الأهلية الأولى ضد القوميين الصينيين وخلال معظم الحرب ضد اليابان، وهي أيضاً المكان الذي عقد فيه ماو المؤتمر السابع للحزب الوطني عام 1945، وأكد فيه هيمنته المطلقة كقائد للحزب الشيوعي الصيني بعد صراعه السياسي ضد خصوم الحزب الداخليين على مدى العقد السابق.
وشكل ذلك الاجتماع أيضاً مقدمة للحرب الأهلية الثانية للحزب ضد الحكومة القومية الصينية التي انتهت عندما فر الزعيم القومي المناهض للشيوعية تشيانغ كاي شيك إلى تايوان مع فلول نظامه، إذاً فإن الصدى السياسي لزيارة شي إلى يانان واضح نسبياً، وعلى غرار ماو ظهر شي منتصراً بعد عقد من تعزيز سلطته بلا هوادة، غالباً من خلال صراع داخلي عنيف، وهو الآن يستعد لصراع الصين المتجدد الطويل الأمد ضد عدو قديم وهم الانفصاليون في تايوان.
في السابق كان الحزب الشيوعي الصيني متردداً في الإعلان عن أي نوع من الجداول الزمنية أو عن موعد نهائي لاستعادة تايوان، وعلى النقيض من ذلك ذكر شي أن استعادة تايوان أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى “التجديد الوطني” للصين، وأنه يسعى إلى استكمال هذا التجديد بحلول عام 2049.
اعتقد أسلاف شي خلال فترة الإصلاح والانفتاح أنه إذا أرادت الصين أن تتطور اقتصادياً فالبلاد بحاجة إلى علاقات جيدة مع بقية العالم، لذلك لم تراودهم قط فكرة القتال من أجل الاستيلاء على الجزيرة، وتضمنت تقارير المؤتمرات السابقة للحزب ذكراً معهوداً لـ “السلام والتنمية” باعتبارهما الاتجاه الأساس الأهم في العصر الحديث، مما يشير إلى أن الصين لم تواجه أي تهديد بحرب كبرى وبالتالي يمكنها جعل التنمية الاقتصادية أولويتها الرئيسة، وبدءاً من عام 2002 أعلنت التقارير أيضاً بشكل روتيني أن الصين تشهد “فترة الفرصة الاستراتيجية” أو تشانلو جيوكي zhanlue jiyuqi باللغة الصينية، وهي عبارة تشير إلى أن الانشغالات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط أدت إلى تقليل الضغط الدولي على الصين، وبالتالي وفرت لها مساحة أكبر من أجل التركيز بشكل كامل على التنمية السريعة.
في تقرير عام 2022 لا يظهر أي من هذه التعبيرات المعهودة، وعوضاً عن ذلك تصف الوثيقة “وضعاً دولياً خطراً ومعقداً” يجب أن يكون الحزب فيه “مستعداً للأخطار في وقت السلم”. وبحسب الوثيقة فمن المفترض أن تستعد الصين لـ “العاصفة الخطرة” أو تشينغتاوهايلانغ jingtaohailang باللغة الصينية، وكذلك تشير إلى أن “الأمن القومي” هو “أساس التجديد الوطني”، وقد استخدم شي التقرير لترسيخ تصريحاته السابقة حول الحاجة إلى أجندة “أمنية شاملة” من أجل ضمان أن تتمتع البلاد بالأمن الأيديولوجي والسياسي والاقتصادي والاستراتيجي.
وفي الواقع هي تدعو إلى “إضفاء الطابع الأمني” على كل جانب من جوانب المجتمع تقريباً، وإضافة إلى ذلك وجه شي الحزب نحو تطبيق مفهوم الأمن الشامل هذا في جميع العمليات الحزبية الداخلية، ويبدو أنه يلمح إلى أن الحزب الشيوعي الصيني وجيش التحرير الشعبي الصيني يجب أن يكونا جاهزين الآن لخوض حرب كبرى، وعلى المستوى المحلي فهذا يعني إبقاء الشعب الصيني تحت إشراف ورقابة أكثر صرامة.
وإضافة إلى هذه التحولات الأيديولوجية الواسعة وافق المؤتمر الـ 20 للحزب بشكل تلقائي ومن دون أية دراسة مسبقة على عدد من التغييرات المهمة في السياسة والأفراد، وقام الحزب بترسيخ شي دستورياً باعتباره “الزعيم الأساس للجنة المركزية”، وأعلن أن “فكر شي جينبينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد” هو “الماركسية الجديدة للقرن الـ 21”.
وكذلك استبعد مزيداً من مسؤولي الحزب ذوي العقلية الإصلاحية الذين اختلفوا أحياناً مع شي، مثل رئيس الوزراء لي كه تشيانغ ووانغ يانغ، من اللجنة الدائمة للمكتب السياسي، كما استبعد الإصلاحي هو تشون هوا من المكتب السياسي الأوسع، على رغم أن أياً منهم لم يكن قد بلغ سن التقاعد الرسمي وهو 68 عاماً. وفي غضون ذلك سمح المؤتمر للموالين السياسيين الآخرين الذين تجاوزوا سن التقاعد بالبقاء (من بينهم تشانغ يو شيا نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية الذي يبلغ من العمر 72 عاماً).
وعلى رغم أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط سبب طرد هو جينتاو، سلف شي المباشر، بشكل غير رسمي من المؤتمر، وهي حادثة جرى تسجيلها على شريط فيديو وتحليلها بلا توقف خلال الأسابيع الأخيرة، فمن الواضح أن هو كان مستاء من الطرد الفوري لأتباعه الإصلاحيين من القيادة المركزية للبلاد، وبالنظر إلى الديناميكيات الدقيقة في ذلك اليوم، كانت صورة هو الذي يتم إخراجه من المسرح مليئة بالرمزية، فلقد أصبحت الصين في عهد شي الآن خاضعة لحكم رجل واحد لا غير.
إن توطيد دعائم السلطة السياسية ليس الطريقة الوحيدة التي يعيد فيها شي نسخ أجزاء من الخطط المدرجة في كتيب قواعد اللعبة الماوية [الخطط التي طبقها ماو]، فهو عازم أيضاً على دفع اقتصاد الصين بعيداً من الرأسمالية القائمة على السوق الحرة والعودة لإخضاع الاقتصاد إلى سيطرة الدولة من طريق إعادة تأهيل الشركات الحكومية وتعيين الدولة كالمحرك الرئيس الذي يدفع الابتكار التكنولوجي، وقد أكمل تنفيذ ذلك من خلال ضخ مئات المليارات من الدولارات في “صناديق إرشاد” ضخمة تابعة للدولة [وهي عبارة عن صناديق للاستثمار بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى إنتاج عوائد مالية وتعزيز أهداف السياسة الصناعية للحكومة] تركز على تقنيات محددة مثل أشباه الموصلات. (وحذت الولايات المتحدة حذو الصين فسنت سياستها الصناعية الخاصة من خلال قانون “الرقائق الإلكترونية والعلوم”.
ويتم تسليط الضوء على هذا التحول الاقتصادي الماركسي الذي ينتهجه شي من خلال تأكيده في تقرير عمله على الحاجة إلى الرخاء المشترك وتوجيهه للصين نحو إيجاد طرق لتنظيم آليات تراكم الثروة.
ويذكر تقرير العمل أن أعضاء الحزب مطالبون الآن بـ “استيعاب كل من الرؤية العالمية ومنهجية الماركسية اللينينية” وتطبيق “الأدوات التحليلية للمادية الديالكتيكية والتاريخية” من أجل فهم “التحديات الكبرى التي نواجهها في وقتنا الحالي”، ومن خلال تعزيز إطار العمل الأنطولوجي [الوجودي] الماركسي التقليدي والأبستمولوجي [المعرفي] من أجل فهم العالم والاستجابة إليه، دعا شي الحزب أيضاً إلى “تطوير شكل جديد من الحضارة الإنسانية”، وامتد ذلك الآن إلى السياسة الخارجية الصينية، إذ تشعر بكين بالراحة بشكل متزايد في استخدام الضغط والنفوذ والقوة.
وفي المؤتمر وعد شي “بزيادة قدرة الجيش على الانتصار” و”زيادة نسبة القوات القتالية الجديدة” ومزيد من “التدريب القتالي الفعلي”.
وفي صياغة جديدة ومثيرة للقلق بشكل خاص، أعلن في تقرير عمله أن إدارته “تصرفت بعزم من أجل تركيز انتباه الجيش بأكمله على الاستعداد للحرب”، وقال إن بكين “نسقت الجهود لتعزيز النضال العسكري في جميع الاتجاهات والمجالات”.
إذاً توضح هذه التحولات الأيديولوجية والخطاب السياسي المصاحب لها، وما نتج منها من توجهات سياسية جديدة، أن الصين تنفصل الآن عن عقود من البراغماتية والتنازلات في السياسة والاقتصاد والسياسات الخارجية، وتعتبر الصين تحت زعامة شي صيناً حازمة، فهو أقل غموضاً من أسلافه ومخططاته الأيديولوجية للمستقبل متخفية الآن في وضح النهار [تبدو خفية لكنها في الواقع على مرأى من الجميع]، والسؤال المطروح هو ما إذا كانت خططه ستنجح أم أنها ستولد أجساماً سياسية مضادة لها، سواء في الداخل أو الخارج، تبدأ في مقاومة رؤية شي للصين والعالم، ولكن مجدداً بصفته دياليكتيكياً ماركسياً ملتزماً، فمن المرجح أن شي جينبينغ يتوقع هذا الرد ويستعد لأية إجراءات مضادة قد يكون لها ما يبررها