عودة أكد ان الحاجة اصبحت ملحة للتغيير والاصلاح
اشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، الى انه “عندما تكون الدولة ضعيفة تقوى الدويلات والمحميات وتسود الفوضى. وفيما يسعى العالم إلى الإنفتاح والتسامح يشد بنا البعض إلى التقوقع والتعصب والتخلف والإعتداء على الحريات”، معتبرا ان “الحاجة أصبحت ملحة للتغيير، للإصلاح، للخروج من مستنقع الفساد، خصوصا بعد التهديد بإدراج لبنان على اللوائح الرمادية، لأن العالم لم يعد يثق بمن تولوا مسؤولية الإبحار بسفينة الوطن، فأغرقوها، ولا يزالون يمعنون في إغراقها”.
وفي عظته خلال قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، سأل عودة :”بيروت التي اعلنت عاصمة الإعلام العربي لسنة 2023. هذه المدينة التي كانت لؤلؤة العالم العربي وعاصمته الحضارية والثقافية والإعلامية، والتي كانت مدينة العلم والإستشفاء والنشر والصحافة، عاصمة الحرية والإنفتاح والإبداع، متى تسترجع دورها وتألقها؟”
وتابع “حبذا لو يتبع المسؤولون في الوطن خطى مسؤولي الكنيسة المدافعين عن الإيمان. حبذا لو يدافعون عن دستور البلاد ضد كل الهرطقات التي تشوهه. كيف يصبح البلد دولة مؤسسات إن لم يحترم دستوره ولم تطبق قوانينه؟ كيف يستقيم العمل في ظل غياب مجمع وطني يسهر على تطبيق الدستور واحترامه، مجمع مؤلف من رئيس للجمهورية، وحكومة أصيلة، ومجلس نواب اختارهم الشعب ليعملوا من أجل مصلحته، أي المصلحة العامة، ومن أجل تحصين المؤسسات العامة وتفعيل عملها في خدمة المواطن، وهذا يكون بإدخال الإصلاحات اللازمة والضرورية لكي يقوم كل إنسان مسؤول بعمله، ويحاسب على أي تقصير أو فساد أو سوء أمانة؟ بلدنا بلا رأس ولا حكومة فاعلة، مشلول، إداراته معطلة وبعض المراكز فيها خالية أو تدار بالوكالة. والجميع ينتظر، لكن الوقت يمر والفرص تضيع والأحوال تتدهور. والمشكلة الكبرى أننا نشهد فسادا يحميه فاسدون محميون من فاسدين ولا محاسبة ولا عقاب. كما نشهد سرقات وتعديات، ومناورات تجري تحت عيون الدولة والأجهزة الأمنية والعالم، لا علاقة للدولة بها