عن تبعات «تروما» الطفولة… دراسة تكشف أنها تزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة
من المعروف أن الصدمات (التروما) التي يعانيها الأشخاص في طفولتهم تبقى آثارها النفسية إلى حين مواجهتها والتعامل معها… أو ربما إلى الأبد.
إلا أن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص الذين تعرّضوا لأحداث مؤلمة أو مرهقة (تروما) أثناء الطفولة لديهم خطر أعلى للإصابة بحالات صحية متعددة طويلة الأمد في مرحلة البلوغ.
ووجدت دراسة أجرتها جامعة «دندي» ونقلتها صحيفة «الإندبندنت» أن كل حدث مؤلم أو مرهق إضافي تعرّض له الشخص أثناء الطفولة يزيد من احتمالات إصابته بأمراض مزمنة متعددة في وقت لاحق من حياته بنحو 13 في المائة.
ويتم تعريف تجربة الطفولة السلبية (ACE) على أنها حدث مؤلم أو مرهق محتمل يحدث قبل سن 18 عاماً.
يمكن أن تشمل مجموعة واسعة من التجارب السلبية، بما في ذلك الإساءة والإهمال واختلال الأسرة وأشكال أخرى من الإجهاد، مثل التنمر أو المجاعة أو الحرب.
وتم ربط تجارب الطفولة السلبية سابقاً بزيادة خطر الإصابة بالكثير من المشاكل الصحية والاجتماعية السيئة المختلفة في مرحلة البلوغ.
ومع ذلك، فإن تأثيرها التراكمي على احتمالية إصابة شخص ما بحالات صحية مزمنة متزامنة، والمعروفة أيضاً باسم تعدد الأمراض، أثناء مرحلة البلوغ لا يزال غير واضح.
ولتحديد تأثير التجارب السلبية في الطفولة على الظروف الصحية طويلة الأمد، أجرى فريق من كلية الطب بالجامعة، بقيادة الدكتور دان سيناراتني، مراجعة منهجية وتحليلاً تلوياً لـ25 دراسة شملت أكثر من 370 ألف شخص.
وقال سيناراتني: «مع استمرار تقدم سكان العالم في السن، نشهد زيادة في عدد الأشخاص الذين يعانون حالات صحية متعددة طويلة الأمد».
وأضاف: «النتيجة الطبيعية هي الاعتقاد بأن هذه مشكلة تؤثر على البالغين في منتصف العمر أو في وقت لاحق، لكن أبحاثنا تشير إلى أن الجذور قد تحدث قبل عقود أي في الطفولة».
ولفت إلى أن البيانات تكشف عن أنه كلما زاد عدد أنواع الشدائد التي تواجهها أثناء طفولتك، زادت احتمالية إصابتك بحالات صحية متعددة طويلة الأمد، أو تعدد الأمراض، عندما تكون بالغاً، موضحاً أن التحليل الإحصائي كشف عن أنه مقابل كل محنة تواجهها في مرحلة الطفولة، فإن احتمالية إصابتك بتعدد الأمراض في وقت لاحق من العمر أعلى بنسبة 12.9 في المائة.