رأي

عنصرية أم شغب ضد المسلمين في بريطانيا

كتب د. حمود الحطاب, في “السياسة”:

اصبحت اشاور صديقي الاستاذ الجامعي البريطاني، العربي الاصل، في العديد من القضايا التي تهمني معرفتها عن الحياة في بريطانيا، سياسيا واجتماعيا وتربويا ودينيا، لما يتمتع به من تعددية في الافق في تفكيره.

ولما لديه من خبرات عملية أكيدة في تلك البلاد، في هذه المجالات التي أحب أن اعرفها مباشرة من المتوازنين في طرح القضايا المتعددة التي في هذا المجتمع البريطاني بالذات، والذي نال اعجابي دائما بروح التعاون التي يربي افراد المجتمع ابناءهم عليها، والتي لمستها شخصيا مرات عدة خلال رحلاتي الى بريطانيا، وكتبت عن بعضها مراراً وتكراراً حيث كانت تقدم ابنتي هناك الماجستير والدكتوراه في العلوم التربوية، وتسكن مع اسرتها “ذير”؛ “ذير” قلتها باللغة الانكليزية. واليكم هذا الحوار المختصر الذي دار بيني وبين صديقي الاستاذ الجامعي، والذي هو متدين اسلامي، ومسؤول عن بعض المساجد “ذير” أيضا:

يا دكتور بعثت اليك “فيديوهات” تصور عظيم الاعتداءات على المسلمين في بريطانيا، بعد حادثة ليس لها بالمسلمين علاقة، انما كانت لشبهة لم يعيها الناس هناك، فهل ما حدث للمسلمين من اعمال ضرب وارهاب، وتكسير للممتلكات هو عبارة عن حقد دفين يكنه البريطانيون تجاه المسلمين، فجرته هذه الحادثة المؤسفة المشبوهة من “حدث ” مجرم افريقي غير مسلم ولا علاقة له بالدين؟ يرد الدكتور بقوله: يا ابا طارق هناك جماعات شغب معروفة لا تمثل الشعب البريطاني بحال من الاحوال؛ وهي نفسها جماعات الشغب في ملاعب كرة القدم التي تتشاجر، وتتضارب، وتهجم على المصالح العامة وتخرب.

يا ابا طارق المجتمع البريطاني مجتمع بعيد عن التكوين العنصري الاجتماعي للناس؛ وقانون بريطانيا متشدد جداً ضد العنصرية؛ ويعاقب عليها اشد العقوبات.

والمجتمع البريطاني مجتمع متقبل لكل الاعراق، ومنها المسلمون، وهم كثرة في بريطانيا، ويتمتعون بالعموم بسمعة طيبة ومحترمة؛ والحكومة البريطانية رسميا تسمح باقامة المساجد للمسلمين، وقد طلبوا منا منذ سنوات عدة ان يرسلوا حراساً من الشرطة لمساجدنا فشكرناهم، وأبينا ذلك. كما انهم يتقدمون الينا بالهدايا والتهنئة بالمناسبات الدينية الاسلامية، ولا اقول إنهم ملائكة تمشي على ارض بريطانيا؛ ولكننا نعيش بسلم ومسالمة مع هذا المجتمع، الذي فتح لنا ابواب التعلم، والرزق، والحماية الثقافية والسياسية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى