مقابلات خاصةأبرز

عند ضريح الحريري…رأي سياسي

في الوقت الذي يراهن اللبنانيون على الاجتماع الخماسي الذي استضافته باريس أخيرا، يراهن السياسيون على انحلال الدولة بكل مقوماتها ومؤسساتها، فيترحم الشعب اللبناني على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الشخصية المعتدلة، وواسع الاطلاع على ثقافات الشرق والغرب، والذي وقف على النقيض من نظام الكتل السياسية الوحشية المتخلفة عندما واجه وقال “لا “. لذا ينبغي على السياسيين الذي يعملون في مجال تشريع القوانين للشعب اللبناني أن يتشاطرون نفس المثل الأعلى للرئيس الحريري في ذكرى اغتياله.

وفي المناسبة، ملأت الحشود الباحة الخارجية لمسجد محمد الأمين وتمثال الشهداء، مع احتشاد المزيد من الناس في الشوارع الجانبية وتدفق مسيرات إضافية على الضريح في منتصف النهار، ويبدو أن  منذ الرابع عشر من  شباط/ فبراير من العام 2005، قد عقد المناصرون العزم على نهج الرئيس الشهيد، بعد مرور سنوات من الحكم الاستبدادي الفاسد للكتل السياسية الأخرى.

وعند وصول رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى ضريح والده اختصر كلماته “الله يرحم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والناس هي الضمانة، الله يحمي لبنان”. وعند سؤاله من قبل الصحافيين عما يعني له هذا المشهد في هذه الذكرى، أجاب بايجاز قائلا: “عنالي الدنيا كلها.”

 في المقابل، مر على ضريح الرئيس رفيق الحريري منذ ساعات الصباح عشرات الشخصيات السياسية، الدبلوماسية والروحية.

وفي مقابلات خاصة مع “رأي سياسي” قال النائب نبيل بدر أنه ” يستشف يوما يعد يوم أهمية الدور المحلي، الإقليمي والدولي الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ أنه كان الوحيد القادر على خلق دينامية لتقريب الأطراف من بعضها البعض ما أدى إلى فقدان الوزن الجامع وجعل من لبنان دولة فاشلة.”

واعتبر بدر أن ” تجربة الرئيس سعد الحريري السابقة، قد نجحت في مكان وأخفقت في مكان آخر، لذا لن تتغير الامور في حال عدوله عن موقفه السياسي.”

ووجه بدر لأهالي بيروت رسالة مفادها أن “لا يفقدوا الأمل لأن بيروت دائما “ولادة” وبالتأكيد ستنتج شخصية وطنية بحجم شخصية رفيق الحريري.”

من جهته أكد النائب هادي حبيش أنه “مع غياب السياسة الحريرية، فقد المجلس النيابي تحقيق التوازن في مستوى السلطة والمسؤولية،” كما وتمنى حبيش “على الرئيس الحريري بعلاقاته الجامعة أن يتراجع عن قرار الاعتكاف عن العمل السياسي.”

أما النائب غسان سكاف قال أن “الشهيد رفيق الحريري رافعة ‫اتفاق الطائف وعراب إعادة الإعمار ونازع ألغام التعطيل، بدا‫ زلزال اغتياله مقدمة لزلازل انهيارية أمنية، سياسية، اقتصادية واجتماعية تنذر بتفكك وتحلل الوطن.”

ولفت سكاف أن “لبنان يفتقد رمز الاعتدال الذي لم كل الجموع التي نراها اليوم في الباحة، مضيفا أن “محبي الشيخ سعد افتقدوا الجامع في البلد الذي لو قرر أن يتراجع عن قراره لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم.”

وللحريري الأب قال سكاف “يا رجلا في دولة ودولة في رجل كم نفتقدك اليوم”.

وقد اعتبر النائب أحمد الخير أن ” الشعب كان يعيش أيام الرئيس الشهيد في ظل الدولة، المؤسسات، القانون وعروبة لبنان،” أما اليوم لسان حال الناس هو ان ” الكتل السياسية خطفت البلاد.”  

وأضاف “نتمنى اليوم أن تعود البلاد كما كانت عليه منذ ثمانية عشر عاما، وهذا التمني ليس بعيدا عن الرئيس سعد، إذ أن للبنان مصلحة كبيرة بوجوده سابقا واليوم أكثر من قبل، فهو هامة وطنية لا تحكي بلغة الطائفية والتحريض، كما أنها تضحي على حساب حزبها وشخصها لتبني بلدا.”

أما محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود اعتبر أن ” هناك إجماع وطني لبناني وليس “سني” على أولوية دور الرئيس سعد الوطني وأخلاقه العالية.”

ودعا أبناء بيروت إلى “التكاتف دون السماح لأحد تهديد الأمن المجتمعي.”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى