عندما تأتي الإمارات قبل أمريكا

كتب د. نضال الطنيجي في صحيفة البيان.
ما تحقق في الإمارات خلال نصف القرن الماضي يمثل معجزة بكل المقاييس؛ فقد نجحت القيادة الإماراتية الرشيدة في أن تنجز خلال فترة وجيزة ما تنجزه دول أخرى في قرون، وتجلى هذا النجاح في العديد من المجالات؛ كان من أهمها توسع العمران، وتأسيس المدن، وازدهار الاقتصاد، وارتقاء الحياة الاجتماعية، وازدياد الرفاهية الإنسانية لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
في بداية عام 2025 كشف مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضارية «CTBUH»، أن دولة الإمارات قد تفوقت على الولايات المتحدة الأمريكية التي يمثل سكانها 30 ضعفاً من سكان الإمارات، ومساحتها لا تقارن بمساحة الإمارات.
ورغم ذلك تفوقت الإمارات على الولايات المتحدة في عدد المباني الشاهقة، أو ناطحات السحاب؛ حيث وصل عددها في الإمارات لـ 37 ناطحة سحاب؛ بينما في الولايات المتحدة العدد هو 31 فقط. هذه الحقيقة الحضارية تبين مدى الجهد والتخطيط والرؤية العميقة التي تقوم بها قيادة الإمارات من أجل أن تسابق الزمن.
الأمر لا يتعلق فقط بالمباني الشاهقة وإنما يتعلق بنمط الحياة، وازدهار الاقتصاد، ورفاهية المجتمع، والاستقرار والأمن والأمان، قيادة الإمارات تتوارث هذا الحرص على العمل الدؤوب من أجل مصلحة مجتمعها، ورفاهية شعبها.
وهذه المؤشرات المادية التي تتمثل في المباني الشاهقة يقف خلفها بنية تحتية قوية من الطرق والخدمات الأساسية التي تتمثل في المياه والكهرباء وجاهزية أجهزة الدولة في مواجهة التحديات، والاستقرار الذي يشعر به كل من يعيش على هذه الأرض.
لأن الأمر لا يقف عند حد البناء وإنما يقف عند صيانة ورعاية هذا المجتمع والخدمات التي تقدم والتي تجذب النابغين والمتميزين والأثرياء من مختلف دول العالم، وقد لاحظ الجميع أنه في الفترة الأخيرة انتقل عشرات المليارديرات من الدول الأوروبية وأمريكا وروسيا إلى الإقامة في الإمارات العربية المتحدة نظراً لما وجدوه من نمط حياة يطمحون إليه.
واستقرار وأمن وأمان وتسهيلات تقدمها الدولة بذكاء وحرص شديد، وفوق ذلك وأهم من ذلك أنها دولة تحيا تحت حكم القانون فالجميع آمنون على أموالهم وحياتهم بفضل سيادة القانون.
وفي يوم عهد الاتحاد نحتفل بهذه الإنجازات، ونتعهد بالمحافظ عليها ونبذل الجهد الكامل في ترقيتها والتقدم بها خطوات واسعة إلى الأمام لتكون الإمارات دائماً في مقدمة دول العالم قديمها وحديثها.