علوش لموقعنا: حادثة الكحالة زوبعة في فنجان
مصطفى علوش-خاص راي سياسي
لا تزال الأنظار مشدودة الى منطقة الكحالة، وتحديدا الى حادثة انقلاب الشاحنة المحملة بالأسلحة والذخائر التابعة “لحزب الله” ، هذه الحادثة التي أدت الى مقتل شخصين، يبدو انها لن تأخذ ابعادا سياسية وامنية كما كان متوقعا، لا سيما انه تبيّن وحسب ما تحدثت المعلومات عن ان فادي بجاني ابن منطقة الكحالة، والذي قتل على يد عناصر “حزب الله”، هو من انصار “التيار الوطني الحر”.
وعن هذه الحادثة وتداعياتها يقول النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لموقع “راي سياسي”: “ما حصل في الكحالة يؤكد بان الأمور تسير باتجاه تراكم الإشكالات، لذلك من المؤكد انها ستؤدي الى انفجار في وقت من الأوقات، ولكن حاليا يبدو ان هذه الحادثة سيتم تغطيتها، باعتبار ان قيادة الجيش تقوم بإجراء التحقيقات اللازمة، كما ان هناك قرارا سياسيا متخذا على قاعدة جيش-شعب –مقاومة، فطالما هذا هو القرار، فلا يمكن للجيش القيام بأكثر من مصادرة الأسلحة والذخيرة، التي كانت داخل الشاحنة التي انقلبت”.
واعتبر علوش ان هذه الحادثة لن تتعدى كونها “زوبعة في فنجان”، ومن المتوقع ان يتم نسيانها كغيرها من الحوادث التي حدثت في الفترات الماضية ، ان كان في عين الرمانة ، او حتى بالنسبة لانفجار مرفأ بيروت، والذي لا يمكن ان يحصل اسوء منه.
من جهة ثانية، لم يستبعد علوش استمرار الوضع السياسي على ما هو عليه، وبالتالي استمرار حالة الشغور الرئاسي، في ظل عدم وضوح لمعالم التسوية التي يمكن حصولها، مشيرا الى انه كان يتوقع احراز تسوية ولو بشكل مؤقت مثل تسوية الدوحة، ولكن الأجواء توحي الى ان الأمور لا زالت مفتوحة على كافة الاحتمالات، والمعطيات تفيد انه لا يمكن احداث خرق محدد في الملف الرئاسي.
وحول إمكانية استمرار رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل باستكمال مفاوضاته مع “حزب الله”، اعتبر علوش ان باسيل لا يمكنه التخلي عن “حزب الله”، بعد ان اصبح على يقين انه لم يعد لديه سواه، ولكن من المتوقع ان يستكمل اتصالات معه من تحت الطاولة وليس بشكل علني، كما انه سيكون حذرا، لان الذي قتل في خلال حادثة الكحالة فادي بجاني، هو وبحسب المعطيات تابع “للتيار الوطني الحر”، لذلك فهو بات محرجا امام جمهوره بالنسبة لعلاقته مع الحزب.
وختم علوش بالتأكيد على ان هناك اجماع على اعلى المستويات بانه قد يحدث امر امني كبير، مشيرا الى انه رغم ان الصدفة لعبت دورها في حادثة الكحالة، ولكنها لن تؤدي الى اندلاع الشرارة، لأي حدث امني كبير، الا في حال حصول اي تبعات لها وهذا امر مستبعد.